عاجل.. كردستان تتحدى واشنطن وبغداد وانقرة وبرلين: لن نتراجع عن استفتاء الاستقلال

آخر تحديث 2017-06-09 00:00:00 - المصدر: اخبار كردستان

قال أكراد في العراق يوم الجمعة إن خطط إجراء استفتاء على الاستقلال ستمضي قدما على الرغم من تحذيرات دولية بأن التصويت لصالح الانفصال قد يؤدي لصراع مع بغداد في وقت لم يتحقق فيه النصر بعد على تنظيم الدولة الإسلامية. ويلعب الأكراد دورا كبيرا في الحملة المستمرة منذ ثمانية أشهر بدعم من الولايات المتحدة لهزيمة التنظيم المتشدد في محافظة نينوى وخاصة في محيط الموصل. ورفضت الحكومة العراقية التي يهيمن عليها الشيعة في بغداد أي خطوة أحادية من جانب الأكراد نحو الاستقلال وأصرت على أن أي قرار عن مستقبل البلاد يجب أن يشارك فيه كل الأطراف. وقال متحدث باسم الحكومة العراقية يوم الجمعة إن الحكومة تعارض أي مسعى من جانب السلطات الكردية لإعلان الاستقلال. وقال المتحدث الحكومي سعد الحديثي "أي موقف أو خطوة تتخذ من أي طرف في العراق يجب أن تكون مستندة إلى الدستور... وأي قرار يخص مستقبل العراق المُعرَّف دستوريا بأنه بلد ديمقراطي اتحادي واحد ذو سيادة وطنية كاملة يجب أن يراعي النصوص الدستورية ذات الصلة". وأضاف "مستقبل العراق ليس خاصا بطرف واحد دون غيره بل هو قرار عراقي وكل العراقيين معنيون به... فلا يمكن لأي طرف وحده أن يحدد مصير العراق بمعزل عن الأطراف الأخرى". لكن هوشيار زيباري، الذي عمل في السابق وزيرا للخارجية والمالية وهو حليف قوي لرئيس حكومة إقليم كردستان العراق مسعود البرزاني، قال إن لا تراجع عن قرار إجراء تصويت في 25 سبتمبر أيلول. وقال لرويترز في مقابلة عبر الهاتف "اتخذنا قرارا لا رجعة فيه بشأن تلك الخطوة.. لا تراجع". لكن زيباري قال إن التصويت المتوقع بنعم في الاستفتاء على استقلال الأكراد سيعزز موقف إقليم كردستان العراق في المفاوضات مع بغداد لكنه لن يؤدي إلى انفصال عن العراق بشكل تلقائي. وقال زيباري إن التصويت على الاستقلال لن يعني أن يضم الأكراد منطقة كركوك الغنية بالنفط أو ثلاث مناطق أخرى متنازع عليها في أراض يسيطر عليها الأكراد. وقال زيباري ‭‭"‬‬ستسمعون الناس يقولون إننا مع وحدة العراق وسلامة أراضيه وإننا نريد الحوار بين بغداد وأربيل. نفهم كل ذلك". وأضاف قائلا "الاستفتاء عملية ديمقراطية ولا يمكن أن تعارض أي دولة ديمقراطية إجراء استفتاء. نحن لا نتحدث عن الاستقلال. نحن نتحدث عن استفتاء". وكان البرزاني قد أعلن يوم الأربعاء إجراء استفتاء على استقلال الإقليم يوم 25 سبتمبر أيلول. وأثار الإعلان مخاوف في الولايات المتحدة وألمانيا وهما من أهم الشركاء في الحرب على تنظيم الدولة الإسلامية الذي لا يزال يسيطر على جيب صغير في الموصل ومناطق في العراق وسوريا. وعارضت إيران وتركيا وسوريا الانفصال خشية أن تنتشر الفكرة بين الأكراد داخل أراضيها. ووصفت الخارجية التركية الخطة بأنها "خطأ فادح" يوم الجمعة وقالت إن وحدة أراضي العراق ووحدته السياسية مبدأ أساسي بالنسبة لأنقرة. ويقود الشيعة العراق منذ الإطاحة بصدام حسين في غزو قادته الولايات المتحدة عام 2003. وتعيش الأغلبية الشيعية في الجنوب في حين يقطن الأكراد والسنة في منطقتين نحو شمال البلاد وتقطن مجموعات مختلطة وسط العراق حول العاصمة بغداد. وللأكراد قواتهم المسلحة وهي قوات البشمركة والتي منعت في عام 2014 الدولة الإسلامية من السيطرة على كركوك بعد أن فر الجيش العراقي أمام المتشددين. ويدير الأكراد فعليا المنطقة التي يطالب بها تركمان وعرب. وهددت ميليشيات شيعية عراقية مدعومة من إيران بطرد الأكراد بالقوة من المنطقة وثلاث مناطق أخرى متنازع عليها وهي سنجار ومخمور وخانقين. ويقطن يزيديون سنجار فيما تقع مخمور جنوبي أربيل عاصمة كردستان وتقع خانقين قرب الحدود مع إيران. ويتحدث اليزيديون الذين يعتنقون ديانة قديمة الكردية وكانوا أكثر مجموعة تعرضت للاضطهاد على يد الدولة الإسلامية. وقال زيباري إن التصويت لن يجرى في تلك المناطق إلا إذا أرادت مجالس محلية منتخبة الانضمام للاستفتاء.