بعد تخوفات من حدوث أزمة في المواد الغذائية في قطر، لقي قدوم المنتجات التركية إلى الأسواق القطرية احتفاء واسعاً على مواقع التواصل الاجتماعي من جانب القطريين والمقيمين في الدولة الخليجية، التي تفرض عليها الجارة السعودية ودول أخرى حصاراً اقتصادياً وسياسياً، منذ الإثنين الماضي، فيما أعلن وزير المالية القطري أن بلاده قادرة على حماية اقتصادها بسهولة.
ومنذ الإثنين الماضي، أعلنت 8 دول قطع علاقاتها الدبلوماسية مع قطر، وهي السعودية ومصر والإمارات والبحرين واليمن وموريتانيا وجزر القمر والمالديف، واتهمتها بـ"دعم الإرهاب"، في أسوأ صدع تشهده المنطقة منذ سنوات.
وما بين ألبان وأجبان ودجاج وخضراوات وفواكه طازجة وغيرها الكثير، غمرت المنتجات التركية السوق القطري المتعطش، فضجت مواقع التواصل الاجتماعي، ولا سيما "فيسبوك" و"تويتر"، بصور لتلك البضائع.
وتبادل قطريون ومقيمون معاني أسماء المنتجات التركية باللغتين العربية والإنكليزية، وهو ما يوضح أنها كانت مجهزة للاستهلاك المحلي، ثم جرى إرسالها مباشرة إلى قطر دون ترجمة بياناتها التعريفية من اللغة التركية.
سحورنا تركي
ومن أكثر الجمل تداولاً بين مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي، هي: "وصول المنتجات التركية (إلى) قطر في أقل من 20 ساعة، كفو يا تركيا".
وعلى "تويتر"، كتب جاسم سلمان، مدير العلاقات العامة بصحيفة "الشرق" القطرية: "كم أعشق تركيا وكل مافيها.. تنافر الروب (اللبن الرائب) واللبن طازج يومياً يكفينا عن السفر لها.. حصاركم فيه منفعة فعلاً".
أحمد سعد، وهو شاب مصري مقيم في قطر، قال إن "المنتجات التركية متوفرة في قطر، ولسنا بحاجة إلى منتجات دول تحاصرنا".
وعلى "تويتر" أيضاً، غرد الإعلامي المعروف، فيصل القاسم، بما نال إعجاب الكثيرين قائلاً: "كنت أنتظر دائما زيارة تركيا كي أتذوق اللبن الرائب التركي، فمذاقه متعة لا تضاهى. اليوم اشتريته من السوبر ماركت قرب منزلي في الدوحة. آآآآه شوووو طيب!".
فيما كتب الإعلامي مجاهد عبد العزيز، وهو مصري مقيم في قطر، على "فيسبوك": "سحورنا اليوم تركي! رغم أننا في قطر.. الألبان والأجبان والدجاج الطازج والطماطم والتفاح كله تركي".
وعما يعنيه توافر هذه المنتجات وما يأمل في توافره مستقبلاً، تابع عبد العزيز بقوله: "يبدو أن محاولات حرمان الصائمين من سحورهم فشلت، بانتظار بقية الحلويات التركية؛ السوتلاتش وكداييف والترليتشية".
بطعم العزة والشموخ
كما عجت صفحات المواقع الإخبارية والصفحات الشخصية ذات المتابعة الكبيرة بعناوين، منها: "المنتجات التركية تغزو متاجر قطر وتلقى رواجاً واسعاً".
القطري راشد أحمد، قال إن "المنتجات التركية تأتي جواً يومياً من تركيا.. منتجات طعمها رائع ومخلوطة بطعم العزة والشموخ".
فيما قال الجزائري آمر البنزرتي، وهو مقيم في قطر، إن "المنتجات التركية تغزو متاجر قطر.. هذه (هي) الفرص التي تصنع الدول العظمى".
وأشاد نبيل نور، بالتضامن التركي مع قطر كاتباً: "المنتجات التركية وصلت قطر، حيوا (الرئيس التركي رجب طيب) أردوغان، وحيوا (أمير قطر الشيخ) تميم (بن حمد آل ثاني)، حيوا كل الأحرار، وادعوا: اللهم انصر الإسلام وأعز المسلمين".
من تركيا جواً
على مستوى المستهلكين، لاقت المنتجات التركية المتنوعة إقبالاً كبيراً فور وصولها متاجر قطر.
وعبر حساباتها في مواقع التواصل الاجتماعي، أعلنت متاجر قطرية، منها سلسلة "ماركت الميرة قطر"، عن وصول منتجات تركية، وألصقت أوراقاً على الرفوف التي تحمل هذه البضائع مكتوب عليها: "منتجات قادمة من تركيا جواً".
وقال مدير عام غرفة قطر للتجارة، صالح بن حمد الشرقي، لمراسل الأناضول في الدوحة، إن "تركيا وفرت كافة المواد الغذائية ومواد أخرى، وهناك علاقات تجارية قوية بيننا وبين رجال الأعمال الأتراك لسد احتياجات قطر من المواد التي تشح بالسوق".
وتابع أن هناك "تعاوناً مع دول أخرى، لكن الحصة الأكبر هي لتركيا الصديقة، والبضائع التي أتت منها سدت حاجة السوق المحلي والمستهلك.. حاجة السوق القطري كبيرة، وهو الآن مليء بالمنتجات التركية، وهذا شيء يشرفنا وفخر لنا".
وأفاد الشرقي بـ"زيادة الإقبال والطلب على المنتج التركي.. يوجد تقبل (من المستهلك) للمنتج.. لم نكن منتبهين لجودته وطلب المستهلك عليه، وهو أفضل من منتجات كنا نستهلكها لسنوات".
وشدد على أن "قطر لن تنسى وقفة تركيا بجانبها، سواء الدولة القطرية أو المستهلك، فالبواخر تأتي بشكل مستمر محملة بالبضائع من تركيا".
وختم بقوله: "نشكر الحكومة والشعب التركي على مساعدتهم لشقيقتهم قطر، وهذا ليس غريباً على تركيا شعباً وحكومة".
إلى ذلك قال وزير المالية القطري علي شريف العمادي، اليوم الإثنين 12 يونيو/حزيران 2017 إن بلاده قادرة على الدفاع بسهولة عن اقتصادها وعملتها، في مواجهة العقوبات التي فرضتها عليها دول عربية أخرى.
وذكر "العمادي"، في حديث لقناة "سي إن بي سي عربية"، أن الدول التي فرضت عقوبات، ستخسر أموالاً أيضاً بسبب الأضرار التي ستلحق بقطاع الأعمال في المنطقة.
وتابع وزير المالية القطري، أن "قطر تشعر بارتياح كبير لمواقفها واستثماراتها والسيولة في نظامها".
ولفت إلى "أنه لا يوجد ما يدعو لتدخل الحكومة في السوق وشراء السندات".
وزاد العمادي: "لا يوجد ما يدعو للقلق بشأن هبوط سوق الأسهم، نظراً لامتلاك قطر كافة الأدوات اللازمة لتدافع عن اقتصادها وعملتها".