بمواقف رسمية.. العبادي "ينقلب" على طهران وقد يسعى لـ"مواجهتها"! (ما هي نهايته)؟

آخر تحديث 2017-06-14 00:00:00 - المصدر: زوراء

العراق/بغداد

يوما بعد آخر، يثبت رئيس مجلس الوزراء حيدر العبادي توجهه "المعارض للإرادة الإيرانية" في المنطقة، وبات يكشف عن موقفه هذا بشكل علني وصريح، في سابقة ربما، تعد غريبة على الوضع السياسي، بعد أن كان أغلب من "سبقوه" على ارتباط وثيق بطهران، وزاد الارتباط بعد سيطرة داعش على الموصل، وتأسيس الحشد الشعبي، كما قال ابو مهدي المهندس اليوم ورئيس التحالف الوطني عمار الحكيم!.

خروج العبادي من سلطة "القرار الإيراني"، يأتي لأسباب عدة، كما يرى مراقبون للشأن السياسي، أبرزها كسب الشارع العراقي له، في خطوة ربما يحاول من خلالها الوصول لولاية ثانية، وبالإضافة لهذا، فأن العبادي، وبعد خطوات "خروجه" كسب واشنطن ودول الخليج، التي تشكل ثقلا كبيرا في المنطقة، بالتالي بات له سندا في المنطقة، يتعكز عليه بدل إيران، بل وربما يسعى لـ"مواجهتها"!.

نائب رئيس هيئة الحشد الشعبي ابو مهدي المهندس، أشار اليوم في كلمة له باحتفالية ذكرى تأسيس الحشد الشعبي الثالثة أن الحكومة استجابت وأسست هيئة الحشد الشعبي، لاستيعاب الكم الهائل من المتطوعين، في وقت عدم وجود اي مناصر للعراق، بعد انسحاب من كان وقع اتفاقية امن مع الحكومة العراقية وترك العراق لمصيره.

وتابع  عندما انعدم الناصر قدمت ايران بشبابها وبسلاحها الى العراق، وقدموا الشهداء، ولولا هذا الدعم لم يصل الحشد ولا العراق الى ما وصلا اليه اليوم.

وبين، بشأن قتال الحشد خارج إطار الدولة، فأن هذه تهمة، ونحن لم نتحرك متراً واحد منذ البداية الى اليوم خارج اطار الدولة وخارج قرار القيادة العامة للقوات المسلحة.

التأكيد على الدور الإيراني في العراق بات "علنيا" في وقت، كان الجميع "ينفي" هذا الأمر، ويؤكدون أن إيران لا علاقة لها بحرب العراق ضد داعش والحشد الشعبي، حتى كشفت الأوراق "رسميا"، وهذا كله لا ضير فيه، بل موقف مشرف من الجارة الشرقية، في وقت وقفت دول الجوار الأخرى بالضد من العراق، بل بقت تشاهد ما يجري مع "ابتسامة"، لكن، التدخل الإيراني، وبحسب مراقبون، تجاوز الدعم، وهذا ما اتضح من خلال خطابات العبادي، التي دائما ما تأتي مناهضة لمواقف طهران.   

العبادي اليوم في مؤتمره الصحفي، وبشأن الأزمة القطرية، بدا تقريبا "متشفيا"، واخذ موقفا بالضد منها، لكن بدبلوماسية عالية جدا، إذ قال أن العراق ضد أي حصار على أية دولة حتى وان كان لا يتفق معها، لافتا في الوقت ذاته إلى أن الانتصارات العراقية انعكست في سوريا وداعش فقد السيطرة حتى على الرقة.

ودعا العبادي إلى أن "يتم وقف الدعم للإرهاب من أية جهة أو دولة كانت"، مشيرا إلى أن "العراق انتصر على الإرهاب وأصبح لدينا حصانة منه، لكن بقية الدول لا تمتلك هذه الحصانة ولا نريد لها أن تعاني منه".

جملة العبادي، التي قال فيها "وإن لم نتفق معها"، قالها بعد أن "بلع" جملة غيرها، وكانت "حتى لو داعمة للإرهاب"، وهذا كان واضحا جدا، وعند مراجعة التسجيل الفيديوي للمؤتمر تتضح اكثر!!.

موقف العبادي، هذا جاء مركبا لكل تحركات إيران، سواء تحركاتها الرسمية، أو من "يمثلوها" في العراق، وأبرزهم سليم الجبوري، الذي "ارتمى بحضن الشيخ تميم" في اللحظة التي قاطعتها دول الخليج ومصر.

موقف العبادي المناوئ لقطر، جاء متماشيا مع الشارع العراقي ومتناغم مع الكثير من الأطراف، التي تؤكد أن قطر دمرت العراق عبر دعمها للتنظيمات الإرهابية، في رؤية واضحة وصريحة، مخالفة عن موقف طهران التي تدعم قطر، لأجل دعم الإخوان المسلمين، الذين يعدون بمثابة "السوط" للسعودية!!.    

العبادي، قبل أيام أكد أيضا على رفضه للمخطط الإيراني، عبر منعه عبور أي قوة من العراق لسوريا، بعد ان وصل الحشد الشعبي للحدود، وقابلته القوات السورية، وفيلق بقيادة قاسم سليماني.

"الروايات" الخليجية تؤكد أن إيران تسعى لفتح ممر عبر العراق يصل إلى سوريا ولبنان، وهذا على ما يبدو أن العبادي يقف بالضد منه، فلو كان مع هذا السيناريو لأعطى الأوامر بدخول الحشد لسوريا، بعد التنسيق مع حكومة بشار الأسد.

ارتباط العبادي بالخليج وموقفه بالضد من قطر، يتأكد من خلال زيارته المرتقبة للسعودية، والتي أكدها بنفسه، قائلا لدي دعوة من السعودية منذ سنة ونصف تقريبا، وتم التمهيد لها من خلال زيارة المسؤولين السعوديين، لافتا إلى أن هذه الزيارة ليس لها علاقة بالأزمة الخليجية.

وأضاف العبادي أنه "عندما نحاول التقدم خطوة للتقارب مع دول الجوار هناك أصوات داخلية وخارجية تحاول عرقلة هذا التقارب".

انتقاد العبادي لـ"الأصوات الداخلية" التي تعكر صفو العلاقات مع دول المنطقة، ربما يقصد به، نواب "غريمه" نوري المالكي، الذين ما انفكوا يصدرون تصريحات وبيانات "هجومية" على العبادي وتدعوه إلى الابتعاد عن السعودية.

السعودية وقطر، باتتا تمثلان قطبي معادلة، تشير إلى طهران وواشنطن، وتحولا إلى ممثلان رسميان لهاتين الدولتين، فالاصطفاف مع (قطر أو السعودية) يعني الموقف الدولي (طهران أو واشنطن) وهذا ما أتبعه العبادي، لإيصال رسالته!.

التأكيد على دور طهران في العراق، أكده الحكيم، أيضا اليوم، حيث قال كانت للحكومة العراقية مليارات الدولارات المودعة في حسابات الشركات الأميركية لتزويدها بالسلاح، لكنهم امتنعوا عن تزويد العراقيين بتلك الأسلحة متعللين بتحفظات من الكونغرس.

وبين، عندما امتنع الجميع عن المناصرة فتحت الجمهورية الاسلامية الايرانية مخازنها الإستراتيجية للسلاح والعتاد ووضعته تحت تصرف العراقيين، وأرسلت خيرة مستشاريها ولم يكن المستشارون من الذين يجلسون بالغرف الخلفية ليقدموا النصائح فقط، بل كانوا مستشارين يتواجدون في الميدان يقيمون الواقع ويعطون المقترحات، لذلك سقط العديد منهم وهم ضباط كبار شهداء في ساحة المعركة، ليس لانهم كانوا يقاتلون، وإنما لأنهم كانوا يقدمون هذه الاستشارات في قلب المعركة.

وكانت خاتمة العبادي، بالوقوف بالضد من طهران، هو عدم حضوره حفل الذكرى الثالثة للحشد الشعبي، التي حضرها السفير الإيراني في العراق، إيرج مسجدي، وقال فالح الفياض، رئيس هيئة الحشد، أن العبادي له "ظروف خاصة" منعته من الحضور.

السؤال، ما هي نهاية العبادي؟، هل سيتمكن من المسير بالضد من طهران، مع وجود دعم أمريكي خليجي وعربي له، خاصة وأن حكومته شهدت دعما لا مثيل له، من العالم أجمع، ووصل رؤساء أهم الدول إلى العراق، بعد أيام من تسلمه منصبه، وكما قال مستشار المالكي عباس الموسوي، العبادي "حصل دعم علي بن أبي طالب ما محصلة!!"، فكيف ستكون نهاية العبادي؟ يستمر بالحكم والتحرير أو يُبعد أو "ينفى"!!؟.