العراق/بغداد
بعد تشكيل الحشد الشعبي، في 2014، وتقدم قواته إلى جانب القوات الأمنية بكل صنوفها، نحو مناطق سيطرة داعش، في صلاح الدين والأنبار، ظهر المقاتل في الحشد عن كتائب الإمام علي "أبو عزرائيل"، ومثل ظهوره ردا لأفعال تنظيم داعش الوحشية، حيث أشتهر بقتله لعناصر داعش بـ"كافة الطرق"، وأطلق عبارته الشهيرة "جيناكم بالبايسكل".
ابو عزرائيل، حاز على شهرة كبيرة في العراق والأوساط العربية والعالمية، وكتبت عنه أهم الصحف الفرنسية والأمريكية، وتمت استضافته في أهم القنوات الفضائية، لما مثله من "أيقونة رعب" مضادة لرعب داعش.
الهيئة الجسمانية لابو عزرائيل ساعدته كثيرا في إثبات وجوده، بالإضافة لشخصيته "القوية"، وظهر كثيرا في فيديوهات قرب جثث داعش، وحصل على دعم كبير لاستمرار ظهوره بهذا الشكل، بل وتقويته، في وسيلة لموازاة الحرب الإعلامية والنفسية مع داعش، لكن، هذه "الهالة" انتهت.
"رامبو العراق" لقب أطلق عليه، بعد ظهوره وهو مدجج بأنواع الأسلحة، وبات رمزا في المعركة، حتى قبل أيام، إذ انتشر له فيديو وهو يحرق "لحية" جثة أحد الدواعش في الموصل.
الفيديو، الذي انتشر بشكل كبير، أثار موجة من الانتقادات وردود الأفعال السلبية، تجاه أفعال الحشد والقوات المحررة، إذ ينبغي، بحسب الردود، أن تكون القوات المحررة أكثر إنسانية ومهنية في التعامل، وليس أن "تتشبه بالدواعش"!.
كتائب الإمام علي، أصدرت بيانا بعد الضجة التي أثارها الفيديو أعلنت براءتها من أبو عزرائيل، ووصفت ما فعله بأنه يقترب من مدرسة "يزيد" ولا يمت للإسلام وأهل البيت بأي صلة، ووعدت برد عقابي "قاسي".
التعامل مع جثث داعش، بات محل جدل منذ انطلاق عمليات التحرير في العراق، فالكثير يجدون أن "التمثيل" بجثثهم هو أقل ما يمكن أن يفعل بهم، في رد على ما ارتكبوه من مجازر، والبعض الآخر، يرى أن التعامل يجب أن يكون بمهنية وعلى الأسس المتبعة في النظام العسكري والإنساني يجب أن تراعي ثوابت الإسلام، ولا يجب أن "تتشبه" بما يفعلوه، للحفاظ على نظافة المعركة وهدفها، وحفاظا على سمعة القوات المحررة، سواء الحشد الشعبي أو القوات الأمنية الأخرى.
ابو عزرائيل، المقاتل "الأبرز" سقط الآن قبل أن تنتهي الأزمة الداعشية، إذ أعلن المتحدث باسم الحشد الشعبي احمد الأسدي، عن إصدار مذكرة قبض بحقه.
وقال الأسدي "أبو عزرائيل أحد مقاتلي كتائب الإمام علي (ع)، والممارسة التي جرت من قبله مدانة ومرفوضة بكل القوانين والأعراف السماوية وقوانين وأعراف الشعب العراقي".
وأضاف أن "الكتائب بمجرد ان اطلعت على الفيديو أعلنت براءتها من الفعل ومن قام به، وباشرت الجهات المختصة باتخاذ إجراءاتها بحقه (أبو عزرائيل)".
وأوضح الاسدي، "نحن نصدر بحق المخالفين مذكرات إلقاء القبض ونتابعهم قانونيا، ورسميا فان مديرية الأمن في الحشد الشعبي كلفت بمتابعة أبو عزرائيل".
"أيقونة الرعب" انتهت مع قرب نهاية داعش وإعلان النصر، لكن من المسؤول عن نهاية ابو عزرائيل؟ ولماذا الآن اتخذ هذا الإجراء؟ خاصة وأنه عرف بفيديوهات مماثلة خلال المعارك؟ فهل "الصراع" الانتخابي بدأ يلقي بظلاله على أبرز أسماء الحشد؟، هل بدأت "التصفيات الانتخابية" منذ الآن؟.