أودت بحياة أكثر من 320 ألف شخص.. تعرف على الفصائل "المتقاتلة" في سوريا

آخر تحديث 2017-06-20 00:00:00 - المصدر: زوراء

العراق/ بغداد

على مدى السنوات الست من النزاع الدامي في سوريا، ازداد المشهد السوري تعقيدا يوما بعد يوم، وتعددت اطرافه بين قوات نظام ومجموعات موالية لها، وارهابيين وفصائل مقاتلة وكرد.

بدأ النزاع في 15 مارس 2011، وزادت التدخلات العسكرية الدولية من تعقيداته. وابرز القوى المشاركة في النزاع الذي اودى بحياة اكثر من 320 ألف شخص، هي:

قوات النظام

- الجيش السوري:

خسر الجيش السوري الذي وصل عديد قواته المقاتلة الى 300 الف عنصر قبل بدء النزاع العام 2011، نصف عناصره الذين قتلوا خلال المعارك او فروا او انشقوا.

وحقق الجيش السوري اكبر انتصاراته منذ بدء النزاع بسيطرته في كانون الاول على كامل مدينة حلب.

وهو يسيطر حاليا على 46% من الاراضي السورية، تشمل دمشق واجزاء واسعة من محافظتي حمص وحماه (وسط)، وحلب (شمال)، واللاذقية (غرب).

- المقاتلون الموالون للنظام:

يتراوح عديدهم بين 150 الفاً و200 الف عنصر. وتعد قوات الدفاع الوطني، التي نشأت عام 2012، وتضم في صفوفها 90 الف مقاتل، ابرز مكونات الفصائل الموالية.

ويضاف الى الفصائل المحلية، مقاتلون من العراق ولبنان وايران وافغانستان. ويشكل مقاتلو حزب الله اللبناني الذين يتراوح عددهم بحسب خبراء، بين خمسة آلاف وثمانية آلاف، المجموعة الابرز بين هؤلاء.

- الدعم العسكري الروسي والايراني:

استعادت قوات النظام زمام المبادرة في مناطق عدة بعد الدعم الجوي الروسي الكثيف منذ نهاية ايلول 2015. وتعد ايران الحليف الاقليمي الرئيسي للنظام السوري، وارسلت آلاف العناصر من الحرس الثوري لمساندة الجيش في معاركه، بالاضافة الى مستشارين عسكريين. كما توفر ايران مساعدات اقتصادية لدمشق.

مقاتلو المعارضة

رغم أن تسمية "الجيش الحر" تتكرر على لسان الناشطين وبعض القياديين المعارضين، الا ان هذا الجيش الذي تشكل في بداية النزاع خصوصا من منشقين عن الجيش السوري، ثم من مدنيين حملوا السلاح لاسقاط النظام، لم يعد له وجود ككيان مستقل.

وفشلت محاولات توحيد قراره وايجاد هيكلية له تارة تحت مسمى "هيئة الاركان" وطورا تحت مسميات اخرى. وتعددت الفصائل المقاتلة بتسميات لها غالبا طابع اسلامي مع تنوع مصادر تمويلها، التي هي اجمالاً تركيا والسعودية وقطر وغيرها من الجهات الخليجية.

وابرز الفصائل المقاتلة اليوم هي:

- حركة احرار الشام: ابرز الفصائل الاسلامية في سوريا. أنشئت في العام 2011 وتعد جماعة سلفية تتلقى دعماً تركياً وخليجياً، بحسب محللين. تتواجد بشكل رئيسي في محافظتي ادلب وحلب.

- جيش الاسلام: الفصيل الابرز في الغوطة الشرقية قرب دمشق.

- مجموعة من الكتائب والفصائل الصغيرة التي لا تحصى.

وتسيطر الفصائل المقاتلة المعارضة والاسلامية ومعها جبهة فتح الشام (القاعدة سابقا)، على 12& من سوريا، وفق الباحث في الجغرافيا السورية فابريس بالانش.

جبهة فتح الشام

في تموز 2015 اعلنت "جبهة النصرة" فك ارتباطها بتنظيم القاعدة، الذي قاتلت تحت رايته منذ 2013، وغيّرت اسمها الى "جبهة فتح الشام" ويقودها ابو محمد الجولاني.

وفي بداية العام 2017، واثر اقتتال داخلي بينها وبين فصائل اسلامية اخرى منها "حركة احرار الشام" في ادلب (شمال غرب)، اختارت "جبهة فتح الشام" ان تحل نفسها لتندمج مع فصائل اسلامية اخرى تحت مسمى "هيئة تحرير الشام".

وتسيطر "جبهة فتح الشام" الى جانب فصائل اسلامية اخرى، ابرزها "حركة احرار الشام"، على كامل محافظة ادلب، ومناطق واسعة في ريف حلب الغربي المحاذي، كما لها تواجدها الميداني في محافظة دمشق وفي جنوب البلاد.

تنظيم داعش

يضم التنظيم الذي يتزعمه ابو بكر البغدادي منذ انطلاقه في العام 2013، آلاف المقاتلين. وهو المجموعة المسلحة الاكثر ثراء والاكثر وحشية في سوريا.

اعلن في حزيران 2014 اقامة "الخلافة الاسلامية" في المناطق الواقعة تحت سيطرته في العراق وسوريا. وانضم نحو 30 الف مقاتل اجنبي الى صفوفه في البلدين.

خسر العديد من مواقعه في العام 2015 وتحديدا امام تقدم الكرد الذين طردوه من مناطق واسعة شمال وشمال شرق سوريا.

كما طرده الجيش السوري مؤخرا من مناطق واسعة في البادية في وسط دمشق.

ويسيطر التنظيم المتطرف حاليا على 21% من البلاد.

وفي اطار حملة واسعة بدعم من التحالف الدولي بقيادة واشنطن، دخلت قوات سوريا الديموقراطية (تحالف فصائل عربية وكردية) في السادس من حزيران مدينة الرقة بهدف طرده من معقله الابرز في سوريا.

المقاتلون الكرد

بعد معاناتهم على مدى عقود من سياسة تهميش حيالهم، تصاعد نفوذ الكرد مع اتساع رقعة النزاع في سوريا في العام 2012 مقابل تقلص سلطة النظام في المناطق ذات الغالبية الكردية. وبعد انسحاب قوات النظام تدريجيا من هذه المناطق، اعلن الكرد اقامة إدارة ذاتية موقتة في ثلاث مناطق في شمال البلاد.

وتتلقى "وحدات حماية الشعب الكردية"، العمود الفقري لـ"قوات سوريا الديموقراطية"، دعم التحالف الدولي، الذي يعتبرها الاكثر فعالية في قتال تنظيم داعش.

ويريد الكرد تحقيق حلم طال انتظاره بربط مقاطعاتهم الثلاث في شمال وشمال شرق سوريا، الجزيرة (الحسكة) وعفرين (ريف حلب الغربي) وكوباني (ريف حلب الشمالي)، من اجل انشاء حكم ذاتي عليها على غرار اقليم كردستان العراق.

ويسيطر الكرد على 21% من البلاد.

تركيا

تركيا لا تزال تحتفظ بدور بارز، وهي التي بدأت في آب الماضي عملية عسكرية بمشاركة فصائل معارضة في شمال سوريا ضد تنظيم داعش والمقاتلين الكرد على حد سواء.

وبعد ما يقارب ست سنوات من الاختلاف، عملت انقرة وموسكو سويا خلال الاشهر الماضية في مساعٍ للتوصل الى حل للنزاع في سوريا.

وترعى تركيا الى جانب روسيا وايران المحادثات بين الحكومة السورية والفصائل المعارضة في إستانة.

التحالف الدولي

تشارك فيه دول عدة غربية وعربية بقيادة واشنطن. وينفذ منذ صيف 2014 غارات جوية مكثفة ضد الارهابيين في سوريا.

ومن ابرز الدول المشاركة فيه الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وتركيا والسعودية والاردن والامارات والبحرين وكندا وهولندا واستراليا.

ويدعم التحالف الدولي "قوات سوريا الديموقراطية" بالغارات الجوية والسلاح والمستشارين على الارض ضد تنظيم داعش.

وشهدت الاسابيع الماضية توترا بين التحالف الدولي وقوات النظام، حيث استهدف التحالف مواقع الاخيرة مرات عدة في منطقة قريبة من الحدود الاردنية.

وفي 18 حزيران الجاري، اسقطت مقاتلة للتحالف الدولي طائرة حربية سورية اتهمتها بإلقاء قنابل على "قوات سوريا الديموقراطية" جنوب غرب الرقة.