بالفيديو.. تفاصيل الانقلاب السعودي "الناعم".. قبّل يديه 3 قبلات وانحنى على قدميه والملك يقف امام الباب!

آخر تحديث 2017-06-21 00:00:00 - المصدر: زوراء

العراق/ بغداد

بايع الأمير محمد بن نايف، ولي العهد السابق، محمد بن سلمان ولياً جديداً للعهد، بعد أن طبع بن سلمان ولي العهد الجديد 3 قبلات متتالية على يد سلفه، وأتبعها برابعة، منحنياً على ركبتيه، إلى أن وصل إلى قدم بن نايف ليأخذ مباركته في "أول انقلاب" (إن صحت التسمية) من نوعه في القصر الملكي السعودي منذ تأسيس المملكة.

أمر ملكي صدر فجر الأربعاء، 21 حزيران 2017، وهي العادة التي بدأت تتبعها السعودية مؤخراً لدى إصدار القرارات غير المعهودة وغير المتوقعة، يقضي بإعفاء الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز من ولاية العهد، واختيار الأمير محمد بن سلمان خلفاً له، وذلك في تغيير يؤكد أن الأمير البالغ من العمر 31 عاماً هو الحاكم القادم للبلاد.

الأمر الملكي لم يقضِ بإعفاء "قيصر مكافحة الإرهاب" -كما درجت الصحافة الغربية على تسمية بن نايف- من منصبه في ولاية العهد فقط، بل إعفائه أيضاً من منصب نائب رئيس مجلس الوزراء ومنصب وزير الداخلية، بينما تم تعيين بن سلمان نائباً لرئيس مجلس الوزراء مع استمراره وزيراً للدفاع.

لقاء المبايعة بين الرجلين، الذي تم تسجيله بالفيديو ونشره بكثافة عبر الشبكات الاجتماعية؛ ربما درءاً وإحباطاً لأي متمرد على القرار من أفراد العائلة المالكة لم يكن دافئاً، رغم حرصهما على أن يبدو كذلك.

فالرجلان لم ينظر أحدهما في عيني الآخر، ولم يتأمل واحد منهما في وجه الآخر لمعرفة ما تركه هذا القرار الجلل من أثر، بل جرى سريعاً -25 ثانية فقط- إذ إن الملك السعودي القادم كان يقف متوتراً على باب ديوان بن نايف، عاقداً يديه خلف ظهره، عندما خرج ولي العهد السابق بعدما سمع بالقرارات الملكية.

بادره بن نايف بـ"هله" طويلة، متظاهراً بالتفاجؤ بوجوده، مردداً عبارات مجتزأة مما قاله الصحابة للرسول وسلملدى مبايعته: على السمع والطاعة في العسر واليسرِ، والمنشط والمكره، وعلى أثره علينا، وعلى ألا ننازع الأمر أهلهُ إلا أن تروا كفراً بواحاً عندكم من الله تعالى فيه برهان، وعلى أن نقول بالحق أينما كنا لا نخاف في الله لومة لائم.

وأكمل بن نايف:

الله يعينكم

الله يطولي بعمرك

حنّا بنرتاح هالحين وإنت الله يعينك

ما بنستغني عن توجيهاتكم الله يسلمكم

موفقين إن شاء الله

في جبرتكم دوم الله يطول عمرك

وبهذا يكون العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز قد أكمل ما بدا أنه تطور طبيعي لما بدأه منذ الأيام الأولى لحكمه، بوضع نجله محمد، البالغ من العمر 31 عاماً، في المرتبة الأولى لخلافة الكرسي الملكي.

ويحمل ولي العهد الجديد، محمد بن سلمان، حقائب عديدة كونه وزيراً للدفاع، ورئيساً للمجلس الاقتصادي المُكلَّف بإصلاح الاقتصاد السعودي، وكان بن سلمان في المرتبة الثانية على خط العرش، إذا كان ولياً لولي العهد، لكن مراقبي العائلة الملكية السعودية كانت لديهم شكوكٌ منذ مدةٍ طويلةٍ بأنَّ صعود بن سلمان تحت حكم والده قد يكون غرضه الإسراع في توليته عرش السعودية.

لم يكُن الأمير الشاب معروفاً في داخل السعودية أو خارجها قبل أن يتولَّى الملك سلمان عرش السعودية، في كانون الثاني 2015، إذ كان يشغل في السابق منصب رئيس ديوان والده حين كان ولياً للعهد.

وسريعاً، منح العاهل السعودي، الذي يجمع سلطات شبه مُطلقة بين يديه، ابنَه سلطات كبيرة بطريقةٍ جاءت مُفاجئةً للكثيرين في العائلة الملكية، ممَّن هم أكبر سناً وأكثر خبرةً من الأمير محمد بن سلمان.

وجاء في الأمر الملكي الصادر اليوم أنَّ "الأغلبية العظمى" من أعضاء هيئة البيعة أيَّدوا تعديل خط العرش بتولية الأمير محمد بن سلمان ولياً للعهد. وقال التلفزيون الرسمي السعودي إنَّ 31 عضواً في الهيئة، البالغ عدد أعضائها 34، قد صوَّتوا لصالح التغييرات.

وهيئة البيعة هي مجلسٌ مُكوَّن من أبناء الملك المؤسس الراحل عبد العزيز والمشهورين من أحفاده، وهم المُخوَّلون باختيار الملك وولي العهد من بينهم.

وقد أصدر الملك السعودي قبل أيامٍ أمراً بإعادة هيكلة النيابة العامة في المملكة، مُجرِّداً الأمير محمد بن نايف من صلاحياته على "هيئة التحقيق والادعاء العام"، ضمن مهام إشرافه على وزارة الداخلية، ليكون مُسماها "النيابة العامة"، ويُسمى رئيسها "النائب العام"، ويكون تابعاً للملك مباشرةً.

ويُعتَقَد بأنَّ الأمير محمد بن نايف لم يقُم بدورٍ كبيرٍ في الإجراءات التي اتخذتها بلاده ودولة الإمارات ضد قطر، في مسعىً إلى عزلها بدعوى دعمها الجماعات الإسلامية وصلاتها بإيران.

وجَرَت تنحية الأمير بن نايف من المشهد العام لصالح ابن عمه، محمد بن سلمان، بينما خرج الأخير في زيارات دولية، من بينها زيارة إلى البيت الأبيض للقاء رئيس الولايات المتحدة الأميركية دونالد ترامب، في آذار الماضي. وجاءت تلك الزيارة تمهيداً لزيارة ترامب إلى المملكة، في أيار الماضي، وهي الزيارة التي تفاخرت بها السعودية باعتبارها دليلاً على ثقلها في المنطقة وفي العالم الإسلامي ككل.

واتسمت العلاقات السعودية-الأميركية ببعض البرود في عهد إدارة الرئيس السابق باراك أوباما، بعد أن سعت واشنطن إلى عقد اتفاق نووي مع إيران ذات الحكم الشيعي، كانت تعارضه السعودية السُّنية بشدة.

وقد يكون الدفء الذي جَلَبه ترامب إلى العلاقات بين البلدين بعد توليه الرئاسة عاملاً مساعداً في الإسراع بتولية الأمير محمد بن سلمان ولياً للعهد.

ورغم طموحات بن سلمان، التي تضم إصلاح الاقتصاد السعودي وتقليل اعتماده على النفط، واجه الأمير إخفاقات وانتقادات شديدة على الحرب التي تقودها بلاده في اليمن، ويشرف عليها بحكم منصبه وزيراً للدفاع.

وأخفقت الحرب، التي بدأت قبل أكثر من عامين، في إزاحة المتمردين الحوثيين المتحالفين مع إيران، بعيداً عن العاصمة اليمنية صنعاء، وتسبَّبت في آثار مدمرة على ذاك البلد الفقير. وتقول المجموعات الحقوقية إنَّ القوات السعودية قتلت الكثير من المدنيين، داعيةً الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وفرنسا إلى تعليق بيع الأسلحة التي قد تُستخدم في حرب اليمن للسعودية.

وتقدم الولايات المتحدة بالفعل للسعودية مساعدةً استخباراتية ولوجستية في الحملة على اليمن، وأشارت إدارة ترامب إلى إمكانية المساعدة بدعمٍ استخباراتيٍ أكبر لمواجهة النفوذ الإيراني في اليمن.

وتعرَّض الأمير الذي صار لتوِّه ولياً للعهد إلى انتقادات، حين استبعد تماماً أي فرصة لإقامة حوار مع إيران. ففي خطابٍ أذاعه التلفزيون السعودي، وضع بن سلمان التوترات بين بلاده وبين طهران في إطارٍ طائفيٍ، وقال إنَّ إيران تهدف إلى “السيطرة على العالم الإسلامي” ونشر مذهبها الشيعي. وأقسم أيضاً على نقل “المعركة” إلى داخل إيران.

وأطلق التنافس بين السعودية وإيران شرارة حروب بالوكالة في المنطقة بأسرها؛ فالبلدان يدعمان أطرافاً تقاتل بعضها بعضاً في سوريا واليمن، ويدعمان أطرافاً سياسيةً متنافسة في لبنان والبحرين والعراق. وقد عمَّقت الصراعات نزعة العداء السُّني-الشيعي التي يحملها المتشددون على الجانبين.