العراق/ بغداد
"مصائب قوم عند قوم فوائد"، يبدو أن الازمة الخليجية اصبحت مصادقا لهذا المثل بالنسبة للعراق حيث تواصل السعودية والامارات وغيرها من الدول التي تقف في المعسكر المناوئ لقطر كشف العديد من الملفات "الخطيرة" التي تصب في صالح العراق.
ففي عددها الصادر اليوم الاربعاء، كشفت صحيفة "الاتحاد" الاماراتية، عن العديد من "الفضائح والمؤامرات" القطرية ضد العراق، فقد أكدت تورط مسؤولين عراقيين كبار بعمليات غسيل أموال قطرية، كما "فضحت" حقيقة صفقة الافراج عن الصيادين القطريين الذين اختطفوا في العراق، لتكشف في هذا التقرير عن المنظمات "الانسانية" التي تمولها قطر بهدف جمع معلومات "مخابراتية" عن العراق.
وتقول "الاتحاد" في تقريرها، إن أحد النواب العراقيين ومصادر أمنية رفيعة، اكدت لها ان مبلغ "الفدية المزعومة" للإفراج عن الصيادين القطريين لم يكن بالأساس مخصص كـ"فدية" بل أنه لدعم تنظيم داعش وتنظيمات إرهابية أخرى في العراق.
كيف تُجند قطر عملاءها في العراق؟
يوضح البرلماني العراقي لصحيفة "الاتحاد" بالقول إن "كنت في زيارة رسمية مع وفد رسمي عراقي إلى دولة قطر، والتقيت بأشخاص كانوا ضمن الوفد المفاوض حول الصيادين القطريين المختطفين في العراق".
ويضيف "هذا الشخص اعترف بأن أموال الفدية لم تكن الأولى التي دخلت العراق، وان هناك الكثير من المنظمات الإنسانية قد تسلمت مبالغ ضخمة دخلت بها إلى العراق بشقين إما كغسيل أموال أو دعم لجماعات معينة بذاتها"، مضيفا "هذا الشخص طلب مني أن أزوده بأسماء منظمات عراقية يمكنها التعاون مع قطر بتلقي الدعم مقابل تزويدها بمعلومات لمركز الدوحة للدراسات الاستراتيجية، لكنني رفضت".
تجدر الاشارة إلى أن رئيس مجلس النواب سليم الجبوري وصل العاصمة القطرية الدوحة يوم الاحد 4 حزيران الجاري، على رأس وفد رفيع، في زيارة رسمية التقى خلالها بأمير قطر وعددا من المسؤولين القطريين.
ليس الدفعة الاولى من المال القطري!
والأمر نفسه أكده أيضا ضابط في أحد الأجهزة الأمنية العراقية، حيث قال "هذه الدفعة من الأموال لم تكن الأولى، لكنها الأولى التي تم الكشف عنها"، دون المزيد من التفاصيل.
وأوضح أن "الطائرة وصلت إلى بغداد نهار السبت 15 نيسان الماضي بهدف نقل المختطفين الذين ينتمون للعائلة القطرية الحاكمة، وأن المسؤولين القطريين وصلوا إلى العاصمة العراقية حاملين معهم أكياساً كبيرة لم يقبلوا بتفتيشها، الأمر الذي يؤكد أنها كانت ستدفع لجهات ليست لها علاقة بالخاطفين والدليل الحريق الذي حصل في المطار مع وصول أشخاص صعدوا على متن الطائرة القطرية وغادروا إلى أربيل مرة أخرى".
وشدد المصدر الأمني أن ما تردد عن عملية اختطاف القطريين، كان ردة فعل على احتجاز رهائن عراقيين من قبل "جبهة النصرة" في سوريا، مشيراً إلى معلومات عن أن الجهة التي احتجزت القطريين "هي واحدة من أكبر فصائل الحشد الشعبي في العراق"، وهو ما يؤكد أيضا أن الأموال لم تكن ستدفع لهذه الجهات لكن عملية كشفها جعلها تقع ضمن دائرة الفدية وأنها في الأصل لم تكن مخصصة لدفع الفدية.
أموال قطرية تحت غطاء "المساعدات"!
وبالعودة إلى الأموال القطرية في العراق، بعيدا عن الملايين الموجودة الآن في البنك المركزي العراقي والتي تعود للجانب القطري، فقد بينت جهات أمنية رفيعة أنها رصدت عمل منظمات تعمل في الجانب الإنساني بتمويل قطري قد بدأت العمل منذ بداية عام 2003، وأن هذه المنظمات قامت بالتبرع لبناء مستشفيات كواجهة لعمل اخر لم تكشف الجهات الأمنية عنه، لكنها بينت أن بعض تلك المنظمات تستغل وجودها في العراق للعمل الاستخباري ولدعم الجهات الإرهابية منها تنظيم القاعدة ثم تنظيم داعش.
وأشارت المصادر الأمنية إلى أن أعمال المنظمات القطرية إلى جانب المشاريع الإغاثية وعلى مدى سنوات؛ شملت العمل في مجالات الصحة وإعادة الإعمار في مناطق النزاع حول العالم ومنها سوريا وفلسطين ودول أفريقيا وشرق آسيا، وصولاً إلى العراق الذي اتخذت منه موقعا مهما لعملها في كل المناطق المجاورة.
وأكدت أن "فضيحة" تسمم النازحين في مخيم "حسن شام" قرب اربيل فضح واحدة من تلك المنظمات وهي منظمة "راف" القطرية، مشيرة إلى اعتقال 7 أشخاص من اعضائها العاملين في العراق قد يكشف الكثير من الخيوط حول شبكات عمل المنظمات الإنسانية في العراق وغاياتها.
وأضافت المصادر أن منظمة "راف" تدعم مشاريع "منظمة أعن المحتاجين" والتي تعمل الآن بالقرب من الموصل، وقد شيدت "راف" 13 مستوصفاً صحياً مع توظيف فريق طبي متخصص في مخيمات الخازر وديبكة وآشتي وليلان، والمناطق المحررة داخل مدينة الموصل، ومخيم الـ 18 كيلو في الأنبار، وهي في كل ذلك مرصودة بعملها وتحاول من حلال هذه الأعمال الإنسانية الوصول إلى كم هائل من المعلومات إضافة إلى الدعم الذي تقدمه لجهات بعينها.
كما أشارت إلى وجود العديد من المنظمات التي تعمل بمعية الهلال الأحمر القطري ومنها على سبيل المثال منظمة "عيد" الخيرية، مؤكدة أن أعمال جميع المنظمات في العراق لا تخلو من عمليات غسيل اموال وتقديم الدعم للإرهاب بتوجيه من الدول الراعية لها.
وبحسب المعلومات التي حصلت عليها "الاتحاد"، فإن المبالغ والمشاريع المقدمة من صندوق قطر للتنمية وجمعية الهلال الأحمر القطري لتنفيذ إغاثة عاجلة لصالح الشعب العراقي، كبيرة وبملايين الدولارات لم تذهب منها سوى الجزء البسيط للنازحين والمتضررين وبقية الأموال ما زالت مجهولة الطريق الذي تسلكه.
كما تشير المعلومات أيضاً إلى ان جمعية "قطر" الخيرية المعروفة بتمويلها للإرهاب في اليمن لها علاقات واسعة بالتنظيمات الإرهابية في العراق وعلى راسها تنظيم داعش وتنظيمات تابعة للإخوان المسلمين في العراق.
كما كشفت "الاتحاد" عن ان منظمات إنسانية عراقية تتلقى دعما مهما من قطر على ان تزودها تلك المنظمات بتقارير أسبوعية عن الأوضاع في العراق وهي تعمل عملا استخباريا في العديد من المناطق خصوصا مناطق الصراع مع التنظيمات الإرهابية والمحتلة من قبل تنظيم داعش.
مصدر أمني من الموصل أكد لـ"الاتحاد" أن المنظمة الدولية للهجرة في العراق مع جمعية الهلال الأحمر القطري افتتحت رسمياً مستشفاها الميداني في محافظة نينوى وأن جمعية الهلال القطري توسع عملها بشكل لافت للنظر مما قد يثير الاستغراب، في وقت تشتد فيه المعارك وان استقبالها للمرضى ليس بالشكل الكبير بل ان وجودها وكانه لغرض محدد تحت غطاء إنساني.