العراق/ بغداد
أطلقت منظمات مجتمع مدني، الخميس، حملة لجمع "مليون توقيع" للمطالبة بتدويل "مجزرة سبايكر"، مشددة على ضرورة الكشف عن المتورطين بها وتحديد مصير المئات من الضحايا الذي ما زال مجهولا، فيما جددت والدة أحد الضحايا مطالبتها لرئيس مجلس الوزراء بإعلان المتورطين في الملف من ضباط وقادة عسكريين وسياسيين.
وقالت ام محمد، والدة أحد ضحايا المجزرة، خلال مؤتمر صحفي عقد في مؤسسة "برج بابل" وسط بغداد، "ينبغي على الحكومة ان تكون شجاعة وتعلن نتائج التحقيقات للجان التي شكلتها للتقصي عن الضحايا وتحديد المقصرين والحقيقة التي وصلت اليها، وتقديمهم للمحكمة لينالوا الجزاء عن جريمة بشعة بحق الانسانية".
وتابعت ان "أمهات وآباء الضحايا اصابهم التعب والامراض المزمنة ووصلوا لحالة اليأس من البحث في الطب العدلي والذهاب الى مدينة تكريت والمناطق المحيطة بالقصور الرئاسية التي حدثت فيها الجريمة".
وأكدت ام محمد "رغم كل ذلك لن يسكت او ينسى أهالي المغدورين قتل ابنائهم وسيلاحقون المتسببين مهما كانوا قادة او سياسيين او شيوخ عشائر او ارهابيين، وسيبقى كل مجرم مطلوب كونه استباح دماء أبرياء عزل وأراق دماءهم".
وانتقدت ام محمد موقف السلطات القضائية واتهمتها بـ"التهرب من لجان التحقيق والتقصي ورمي المسؤولية القانونية على الادعاء العام والمحاكم العسكرية التي عجزت عن إدانة ومعاقبة اي قائد عسكري كان في تكريت ومحافظة صلاح الدين".
واشارت الى ان "الجريمة تحمل خفايا كثيرة عن تورط شيوخ عشائر هاربين وحتى لم يصدر اي منهم ادانة وإبداء مساعدة، وما زال ضباط كبار في مناصب مهمة في قيادات وزارات الداخلية والدفاع وحتى شخصيات سياسية، لم يطالها الحساب بسبب الاتفاقات السياسية على دماء شباب ذهبوا ضحية الخيانة والهروب من المقرات العسكرية".
بدورها أكدت الناشطة آية منصور "جمع 20 ألف توقيع خلال ثلاثة ايام وستصل التواقيع الى أكثر من مليون لكشف الحقيقة عن ضحايا جريمة سبايكر والسيطرة على الموصل وتكريت ومدن اخرى".
ولفتت الى ان "تحالف المادة ٣٨ الدستورية، اطلق هذه الحملة بتكاتف وتعاون الجميع وأخذ الحملة بجد ومسؤولية وضغط وسائل الاعلام ومن أجل ام محمد ومئات الامهات والاباء والأبناء من الذين فقدوا ابناءهم في لحظات جهنمية، ومن أجل كل قطرة دم سالت لتحرير العراق من بطش داعش الارهابي وتسببت بمأساة للعديد من عوائل الضحايا".
هذا وذكر الناشط محمد الدراجي ان "حملة المليون توقيع تضم شرائح مختلفة من المجتمع العراقي دفعتها الانسانية والالمّ التي تسببت بها حكومات وساسة وقادة عسكريين لم يحافظوا على دماء شباب ابرياء".
وأشار الى ان "الهدف من التواقيع هو البحث عن حقيقة الجريمة وفقدان اجزاء من البلاد، ولمساءلة من تسبب بنحر اكثر من ١٧٠٠ من شبابنا الخالدين، والملايين من القتلى والجرحى والمعوقين والمشردين، وما نجم من دمار وخراب وتهديد لمستقبل العراق، وعدم الاستهانة بقيمة وكرامة المواطن وان لا يكون اي فرد مجرد رقم في سجلات وأعداد الموتى".
وزاد الدراجي "متأكدون أن حملة المليون ستحاسب المقصرين والمتسببين ولن يكون لهم وجود على تراب الوطن مادام الخيرون أقرباء لأصالتهم ووطنيتهم وقدموا ابناءهم بالتضحيات".
وأعدم تنظيم داعش، في (15 حزيران 2014)، المئات من طلبة كلية القوة الجوية والمتطوعين للقوات المسلحة، في قاعدة "سبايكر"، شمالي تكريت.
يذكر أن تنظيم داعش قد فرض سيطرته على مدينة الموصل، مركز محافظة نينوى، (405 كم شمال العاصمة بغداد)، في (العاشر من حزيران 2014)، قبل أن يفرض سيطرته على مناطق أخرى عديدة من العراق، وقد ارتكب "انتهاكات" كثيرة بحق الأهالي لاسيما من الأقليات، والمواقع الدينية والحضارية، عدتها جهات محلية وعالمية عديدة "جرائم ضد الإنسانية، وإبادة جماعية".