لم يمض عيد في الاعوام الثلاثة الماضية، الا واقترن ببشرى نصر في البقاع التي تواجد فيها داعش، لا سيما المحاور الاصعب المسماة بالمعاقل الرئيسة، حيث بات المقاتلون في الحشد والقوات الامنية يحرصون على تقديم فرحة تتناسب وتضحيات ذوي الشهداء والجرحى وتزيل هموم ومعاناة ابناء المناطق المغتصبة، كان ذلك، انطلاقا من حدود بغداد ابان حزيران 2014 ووقوفا عند حدود سوريا في الشهر ذاته من العام 2017.
مذ ذاك الحين، اكتست الاعياد طابع الزهو نظرا للإنجازات الميدانية والانسانية، حيث سجل اول الاعياد عودة آمرلي "المحاصرة" بعد عملية استثنائية بكل المقاييس، وفيه ايضا وقوف المحررين على طريق "بلد–سامراء" وانجاز عملية جسر الزركة وجرف النصر وتحرير جلولاء والسعدية، فضلا عن استعادة قرى محيط بلد والمقدادية والدور والعلم، كما مناطق الثرثار وبيجي وشمال الفلوجة وناظم التقسيم.
ثان الاعياد جاء ومعه انتصارات (عمليات الامام الهادي) "ع" والجزيرة والفلوجة (عمليات 15 شعبان) وجزيرة الخالدية ، وتحرير ايمن الشرقاط، اما ثالثها فحمل تطهير كامل محور غرب الموصل بمساحة 14000 كم2 وصولاً للحدود السورية، وهو ما رفع رصيد عمليات الحشد لــ983 قرية محررة و16 ناحية و8 اقضية و7 مطارات ومثلها من القواعد والمعسكرات، والمسك بخط الحدود الدولي بواقع 1500كم.
هذا العام، كان العيد بعيدين لأهالي المناطق المحررة بعد ان حولهم التنظيم الاجرامي الى نهب لأساليب شتى من القتل والاجرام، في مظلومية تقف دونها اي مظلومية، وسرق منهم ملامح المدن وتراثها، واغلق ابواب الخلاص بوجوههم، الا ان الحرية عانقت عزيمة المقاتلين واصرارهم على إكمال سلسلة اعيادهم في السواتر، وايصال رسائل الاطمئنان للأهالي الذين استغنى لسان حالهم القول "بأي حال عدت يا عيد"، وبات مرددا "الخلاص امرنا وبه التجديد".
ويترقب العراقيون هذا العيد بشغف، اعلان تحرير الساحل الايمن للموصل بالكامل، خاصة وان القطعات الامنية تقاتل بالجزء الاخير من معقل داعش في المدينة القديمة وهي تعد الجزء الاخير لوجود التنظيم وانفاسها هناك، جاء ذلك بعد انهاء الحشد مساحة المحور الغربي للمدينة، ليكون داعش في طور الماضي وحكم المنتهي من على خارطة المدينة.