العراق/ بغداد
كشفت وثيقة حصلت عليها "زوراء"، السبت، عن مطالبة محافظ صلاح الدين أحمد الجبوري، باستقدام "فرقة العباس القتالية" للحاجة الماسة إليها في عملية مسك الأرض، عازياً السبب الى "تعدد" الأجهزة الأمنية الماسكة للأرض بشكل أربك الوضع الامني.
وبحسب الوثيقة، فقد طلب الجبوري من رئيس الوزراء حيدر العبادي الموافقة على استقدام "فرقة العباس القتالية" -احدى تشكيلات الحشد الشعبي- الى قاطع عمليات صلاح الدين، وذلك "للحاجة الماسة اليها، ولكثرة الشكاوى والمشاكل الحاصلة من تعدد الجهات الماسكة للأرض في محافظة صلاح الدين، مما أربك الوضع الامني والسياسي في المحافظة، ومن اجل دعم عودة النازحين والاستقرار في جنوب المحافظة".
وأكد الجبوري في الوثيقة الصادر بتاريخ 25 حزيران المنصرم، على أن "الفرقة ذات توجه وطني يخدم ابناء المحافظة ويعمل على استقرارها".
وتعد "فرقة العباس القتالية" التابعة للعتبة العباسية في كربلاء والمرتبطة بالمرجعية الدينية العليا في النجف، الوحيدة التي حظيت بموافقة الحكومة ووزارة الدفاع لمرافقة الفرقة التاسعة التابعة للجيش في معركة تحرير الساحل الايمن لمدينة الموصل، من سيطرة تنظيم داعش.
وكان المكتب الاعلامي لمحافظ صلاح الدين احمد الجبوري، قد نقل قبل ايام أن الاخير التقى بقيادة "فرقة العباس القتالية"، وبحث معها الترتيبات الواجب اتخاذها لحماية تضحيات الشهداء، وفيما أعرب عن امله في تتويج هذا النصر بعودة النازحين في عموم مدن المحافظة ثمن دور المرجعية الرشيدة في المحافظة على وحدة البلاد.
وأكد المحافظ على أهمية مشاركة الفرقة لـ"إخوانهم في القوات الأمنية"، منتقدا حالات التضليل التي يتبعها البعض لتحقيق مآرب شخصية بالقول "نحن نسعى إلى الإسراع بإعادة اللحمة الوطنية لكسر ظهر الارهاب لأن الاجندات الخارجية تركز على خلافاتنا على حد وصف المكتب".
واتهم مجلس محافظة صلاح الدين، في بداية العام الماضي، فصائل في الحشد الشعبي بالوقوف ضد عودة النازحين إلى مدنهم المحررة، وفي حين هدد بـ"تدويل القضية"، انتقد رئيس الحكومة حيدر العبادي وقيادات أمنية لـ"عدم جديتهم" بإنهاء هذا الملف "المأساوي".
وكانت "فرقة العباس القتالية" قد ارسلت العام الماضي مئات المقاتلين الى محور قاطع سامراء التابع لمحافظة صلاح الدين لتامين حماية مرقد العسكريين وسيد محمد. وبعدها زار ممثل المرجعية والمتولي الشرعي للعتبة العباسية احمد الصافي سامراء والتقى القيادات الامنية والمحلية فيها، مطلعا على سير الاجراءات والخطط لحماية المدينة من التهديدات الارهابية.
وطفت على السطح خلافات كبيرة بين "فرقة العباس" والفصائل المرتبطة بالمرجعية الدينية من جهة وقيادة الحشد الشعبي من جهة أخرى، ما دفع بالأخيرة الى قطع رواتب مقاتليهم.
وفي 5 تموز 2016 نشرت بعض وسائل الاعلام وثائق تكشف قيام ادارة الحشد الشعبي بقطع رواتب مقاتلي، لواء أنصار المرجعية، وفرقة العباس القتالية، ولواء علي الأكبر، وفرقة الامام علي، وقوة الكاظمين القتالية، وقوات سهل نينوى.
وكانت فرقة العباس القتالية قد أصدرت بيانا شديد اللهجة في تموز العام 2016، توعدت فيه هيئة الحشد الشعبي بأشد الخطوات القانونية وانتزاع حقوقها المغصوبة، إن لم تطلق الرواتب حتى نهاية عيد الفطر الماضي.
واستجاب رئيس الوزراء حيدر العبادي لشكوى تقدم بها قائد فرقة العباس القتالية ميثم الزيدي ضد هيئة الحشد الشعبي بسبب حذفها 153 اسما من التشكيل المذكور، حيث قام بتشكيل لجنة تحقيقية برئاسة المفتش العام لوزارة المالية.
يذكر أن لواء أنصار المرجعية، وفرقة العباس القتالية، ولواء علي الأكبر، وقوة الكاظمين القتالية، ترتبط مباشرة بالعتبات المقدسة في العراق والتي تدار من قبل المرجعية الدينية العليا في النجف.