العراق/ بغداد
تحول "مؤتمر السنة" المزمع عقده في العاصمة بغداد منتصف الشهر الجاري الى عامل انقسام القوى السنية بل من أن يكون وسيلة لتوحيدها، كما كان مخطط له، فبعد أن أعلنت الكثير من القيادات السنية السياسية والدينية والعشائرية رفضها المشاركة فيها، أكدت شخصيات كانت ضمن الأسماء الأولى المقرر حضورها فيه رفضها المشاركة.
فقد نفى زعيم المشروع العربي في العراق خميس الخنجر، ورئيس المشروع الوطني العراقي جمال الضاري، نيتهما المشاركة في مؤتمري بغداد وأربيل، اللذين من المقرر أن يشكلا مظلة سياسية للقوى السياسية السنية
وأدى الانقسام الحاد بين القوى السنية بالهيئة القيادية، التي يترأسها سليم الجبوري ونائباه أحمد المساري ووضاح الصديد، إلى عقد مؤتمر بغداد بمعزل عن الاطراف المطلوبة للقضاء التي ستعقد مؤتمرا خاصا بها في اربيل بالتزامن مع المؤتمر الاول.
وفي هذا الشأن، نفى المشروع الوطني العراقي الذي يترأسه جمال الضاري، مشاركته باجتماعي بغداد وأربيل، داعيا الى الاهتمام بمعاناة الشعب العراقي.
وقال بيان للمشروع الوطني "انتشر عبر وسائل الاعلام ووسائل التواصل الاجتماعي خبر مفاده انه سيعقد اجتماع في بغداد وأربيل بتاريخ 15 تموز، وقد ورد في بعض الاخبار اسم المشروع الوطني العراقي كطرف له علاقة بالاجتماعين المذكورين، واذ نؤكد على اننا مع كل جهد يعمل لمصلحة الشعب العراقي، سواء كنا جزءا منه او لم نكن، فنحن في الوقت ذاته لا علاقة لنا بهذه الاجتماعات ولن يكون للمشروع الوطني العراقي أي تمثيل".
من جانبه، نقل النائب مشعان الجبوري، عضو ائتلاف العربية، عن خميس الخنجر، الامين العام للمشروع العربي، عدم مشاركته في مؤتمر بغداد.
وقال الجبوري، في منشور على صفحته الشخصية في موقع "فيسبوك"، نقلا عن حوار دار بينه وبين الخنجر "أنهيت اجتماعا مطولا ومنفردا مع الشيخ خميس الخنجر، وقد أكد لي انه لن يحضر الاجتماع الذي يريد عقده من قالوا إنهم يريدون ان يشكلوا مرجعية للعرب السنة".
واضاف "اتفقنا ان التخندق الطائفي لم يجلب لأهلنا غير الويلات والدمار والمعاناة لكل العراق وشعبه وانه لابد من مراجعة شجاعة لخطاب المرحلة الماضية لأن الاحداث والتجارب القاسية أثبتت انه لابديل عن الخطاب الوطني المتمسك بوحدة العراق ارضاً وشعباً وان التعايش والسلم الاهلي يجب ان يكونا مصانين ولا يجب المساس بهما او تعريضهما للخطر".
وأشار الجبوري الى ان "الخنجر أكد انه لن يتبنى او يحضر او يدعم أي اجتماع أو مؤتمر ذي صيغة طائفية ولا يقبل بأي نشاط يمس التعايش بين المكونات او يضر بالسلم الاهلي"، وهو ما يعتبر إشارة واضحة على أن المؤتمر "طائفي مضر بالسلم الأهلي".
وتابع "اكدت للخنجر اننا سنتصدى لمحاولات الذين يسعون لتشكيل مرجعيات طائفية بكل الوسائل لانها تشكل استهتارا مرفوضا بحياة الناس ومتاجرة رخيصة بمصائرهم".
في غضون ذلك، بدا محافظ نينوى المقال والمطلوب للقضاء أثيل النجيفي، اكثر تحمساً لانعقاد مؤتمر القوى السنية وتوحيدها استعدادا للمرحلة المقبلة.
وقال النجيفي، في بيان صحفي "مهما تغيرت الشخوص والأحزاب المتحالفة ومهما تعددت أيدولوجياتها وتوجهاتها السياسية تبقى تهمتي الطائفية والسعي لتقسيم العراق يوجهان أي جهد سياسي يسعى لتنظيم وضع المناطق المنكوبة، ومع هاتين التهمتين نسمع كثيراً من التخوين والعمالة".
وأضاف أن "من يوجه هذه الاتهامات لا يهتم ان كانت الأحزاب المتحالفة تتبنى المنهج القومي العروبي او الوطني الليبرالي او الديني، ولا يسأل عن خطاب تلك القوى السياسية ولا أنظمتها الداخلية ولا أدبياتها، ولكن المهم لديه ألا يحدث تغيير في حالة التيه والتشتت السياسي التي تعيشها هذه المناطق المنكوبة بما يبقيها مناطق رخوة جاهزة لصراعات الآخرين السياسية والدموية".
وتابع النجيفي "هناك أبواق ضعيفة من داخل المناطق المنكوبة وجدت فرصتها في هذا التيه ولا تريد تغييره. وهناك طرف ثانٍ قاطع العملية السياسية وراهن على انهيارها وبقي يتربص فكلما تفاقمت الصراعات الداخلية والإقليمية انتعشت آماله بانه قد يكون البديل للجميع".
واضاف "يجب ان نعترف بأن هذا التيار كان هو الاقوى في هذه المناطق المنكوبة قبل سيطرة داعش وبسببه انخفضت نسبة المشاركة في الانتخابات"، مشيرا الى ان "التيار المقاطع للعملية السياسية قابله تيار سياسي متطرف من المناطق الحاكمة، ما سهل للأول الاستحواذ على الشارع وإضعاف المعتدلين في منطقته".
واتهم النجيفي التيار السياسي "المتطرف" بأنه "سعى لإبقاء صور المقابر الجماعية والإجراءات القمعية ضد المواكب الدينية ماثلة في أذهان مواطنيه وحرص على تغذية الشعور بالخطر على حكمهم وهم في أقصى درجات القوة والدعم الدولي وأظهر جميع معارضيه السياسيين في صورة الصنف الثاني"، في اشارة واضحة الى الاحزاب الشيعية الحاكمة.
وشدد بالقول "لا بديل لنا سوى تجميع قوانا السياسية على الرغم من الانتقادات والاتهامات، والمباشرة ببناء مشروع سياسي يخرج المناطق المنكوبة من حالة التيه والتشتت. فما زالت الصراعات الإقليمية قائمة وما زال المتهورون والمغامرون يحلمون بفرصة".