العراق/ بغداد
قالت منظمة العفو الدولية إن معركة الساحل الأيمن لمدينة الموصل أدت إلى كارثة مدنية، حيث عمد عناصر داعش إلى استغلال المدنيين بلا رأفة ولا رحمة كما تعرضوا في الوقت نفسه لـ "اعتداءات غير مشروعة لا هوادة فيها" من جانب القوات العراقية والتحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة.
وأضافت المنظمة، التي تعرف اختصارا بـ "أمنيستي"، في تقرير لها، أنها أرسلت خطاباً لكل من وزير الدفاع عرفان الحيالي، ونظيره الأميركي، جيمس ماتيس، بشأن انتهاكات القانون الإنساني الدولي التي ارتكبتها جميع أطراف الصراع في غرب الموصل أواخر حزيران الماضي لكنها لم تلق رداً.
وخلص تقرير منظمة العفو الدولية الذي يحمل عنوان "مهما كان الثمن"، استناداً لأبحاثها وتحرياتها، إلى أن داعش ارتكب جرائم حرب. وكما يبدو أن القوات العراقية والدولية قد ارتكبت انتهاكات متكررة للقانون الإنساني الدولي بعضها قد يُعَدُّ بمثابة جرائم حرب، وفقا لتقرير المنظمة، التي اتهمت القوات، بـ "التقاعس عن تكييف أساليبها وتكتيكاتها مع التحديات، الأمر الذي عاد وبالًا على المدنيين".
ويشير تقرير المنظمة، إلى أن "القوات الحكومية اعتمدت بصورة مكثفة على استخدام الأسلحة المتفجرة التي تمتد آثارها لمساحات واسعة، ما خلف دماراً واسعاً في منطقة غرب الموصل الكثيفة السكان"، موضحة أن "الحصيلة النهائية لمعركة الموصل ربما لن تُعرَف أبداً لوجود صعوبة بالغة في التثبت من المسؤولية عن الهجمات".
واستندت العفو الدولية، إلى معلومات عرضتها منظمة "إيروارز" تقول إن الهجمات التي شنتها القوات العراقية وقوات التحالف ربما أسفرت عن مقتل نحو 5805 من المدنيين بين أواخر شباط وحزيران العام الجاري، فيما اكدت أن الرقم التقديري قد يكون منخفضاً للغاية، فقد وجد الراصدون صعوبة في تسجيل القتلى والجرحى بسبب كثافة القتال، وبسبب الحظر الذي فرضه تنظيم داعش على استخدام الهواتف المحمولة في المناطق الخاضعة لسيطرته.
وحملت العفو الدولية القوات الحكومية والدولية مسؤولية 45 هجوماً في غرب الموصل أدى إلى مقتل ما لا يقل عن 426 مدنياً وإصابة أكثر من 100 آخرين بجروح، داعية القوات العراقية والدولية الى اجراء تحقيقات مستقلة وشفافة للمشتبهين في التورط بجرائم الحرب والتحقق من حصول ضحايا الانتهاكات وعائلاتهم على تعويضات كاملة.
من جانبه وصف المتحدث باسم التحالف الدولي الكولونيل، جو سكروكا، تقرير العفو الدولية بـ"غير المسؤول"، فيما ادرجه المتحدث باسم العمليات المشتركة العميد، يحيى رسول، تحت بند "الاتهامات التي لا تمثل الواقع والحقيقة".
وأكد رسول أن "القوات العراقية حافظت على أرواح المدنيين في الموصل، واستخدمت قطاعات الجيش العراقي الأسلحة الخفيفة والمتوسطة، وحيدت كل السلاح الثقيل"، مشيرا إلى أن "انتصار الجيش العراقي يغيظ الكثير وأن النصر كان انسانياً قبل أن يكون عسكرياً" بحسب قوله.