مسيرة إستثناية قل نظيرها، تحفل بالشجاعة والإثيار، لرجل قضى حياته في دروب الجهاد والتضحية والانصهار بحب الوطن، انه الشهيد حاتم اسود محمد، او "ابو منتظر المحمداوي" المجاهد المسياني الذي التحق بطلائع المجاهدين في الاهوار خلال ثمانينات القرن الماضي وكان احد قادة العمليات النوعية ضد نظام "الطاغوت"، حيث امتاز بعنفوانه وصبره واشتياقه للشهادة منذ تلك الفترة حتى تاريخ 13 من تموز 2015 حين التحق بركب الشهداء اثناء عمليات تحرير مناطق الانبار من تنظيم داعش الاجرامي.
ابو منتظر المحمداوي:
- من مواليد ميسان عام 1967 من اسرة مؤمنة، التحق بقوات بدر عام 1984
- اختير في عام 1985 من قبل استخبارات بدر للعمل معها في هور الحويزة
- امتاز بالخبرة "العجيبة" في طبيعة الاهوار وطرقها المائية الصعبة
- من ابرز منفذي واجبات الاستطلاع الدقيقة القريبة من الهدف
- احد مؤسسي مقر عمل الداخل في هور المشرح عام 1988
- شارك بفاعلية مشهودة في الانتفاضة الشعبانية عام 1991 في ميسان
- استشهد في 13 / 7 / 2015 اثناء قيادة عمليات تحرير الصقلاوية بمحافظة الانبار
فالشهيد المحمداوي او كما يلقب من المقربين بـــ"دليل الهور" لكونه ابرز من خبر اسرار الطرق والممرات المائية، واحد مؤسيي العمل الجهادي في اهوار العمارة الذين يشار لهم بالبنان، شارك في العديد من العمليات هناك، حتى سقوط النظام البائد، وامتدت مسيرته الجهادية وصولا الى تبنيه جزء مهم من العمل الجهادي ضد قوات الاحتلال بعد العام 2003.
القائد المحمداوي، كان ايضا من اوائل الملبين لنداء المرجعية الدينية بعد الهجمة البربرية لتنظيم داعش الاجرامي على العراق عام 2014، وظل طيلة العمليات العسكرية بعيدا عن الاعلام والشهرة، على الرغم من قيادته اللواء العاشر في الحشد الشعبي، حتى تعرضه الى حادث في قاطع عمليات سامراء، ما تسبب له باعاقة في احدى قدميه، الا ان ذلك لم يمنعه من مواصلة طريقه فسرعان ما عاد اليه يتوكأ على عصاه ويقود المعارك.
وشكل استشهاد "ابو منتظر المحمداوي" وعدد من قيادات الحشد الشعبي امثال "ابو حبيب السكيني" و"ابو سيف الغراوي" و"مهدي الكناني" و"صالح البخاتي" وغيرهم علامة واضحة لتضحيات القيادات الميدانية كما المقاتلين، اذ يتسابقون فيما بينهم على نيل وسام الشهادة والالتحاق بركب الذائدين عن حياض الوطن ومقدساته الملبين باخلاص لنداء مرجعيته، حيث تتطرز سجلات الانتصارات العراقية باسماء هؤلاء الافذاذ المقارعين للظلم والطغيان والارهاب بجميع صوره واشكاله.