Iraqi army Soviet era made Mil Mi-18 helicopters fly over US made Abram tanks in central Baghdad on January 06, 2011, during the 90th Army Day. AFP PHOTO/ALI AL SAADI
الحسم العسكري وكسر داعش ميدانيا، لا يعني نهاية التحديات ومنها الامنية في المناطق المحررة، وشبه الآمنة، وعدها ضمن المحصنات من التهديدات المحتلة، خاصة مع وجود جيوب متشعبة لعناصر التنظيم تستند في عملياتها لوجود مناطق مثل تلعفر والحويجة ومساحات واسعة في اعالي الفرات بمحافظة الانبار والتي تمثل قواعد رئيسة لمد "الإرهاب" واطالة امد بقائه، في وقت يستمر الحشد الشعبي والقوات الامنية بمهام قصوى لصد واحباط هجمات وتعرضات يراد منها الايقاع بخسائر بشرية جديدة، او تحقيق اختراق في مكان ما سواء اكان على الحدود او في العاصمة ومناطق وسط البلاد.
فداعش الاجرامي، كما القاعدة من قبله وبقية التنظيمات، عند هزيمتها في الميدان تلجأ للضرب في المراكز الحيوية وحتى الرخوة امنيا، ما يستدعي معالجات كبرى تستأصل مكامن "التهديد" بجهود لا ينبغي لها ان تكون عشوائية او منفصلة ومتفاوتة، بل تنطلق من خطة تنسيق عال يوزاي حجم التحدي ويحفظ المنجز العسكري من اخر نقطة حدودية يمسك بها مقاتل الحشد ويتعرض من اجلها لعشرات الملغمات يوميا الى المناطق المحررة والقلقة امنيا، كما ينسحب ذلك الى جميع المدن التي لم تعط الاف الشهداء ومثلهم من الجرحى والارامل والايتام ليبقى الموت الداهم يحيطها من كل جانب ويفتك بابنائها من جديد.
من هنا فان تشخيص الأسباب وتفعيل الأدوات اللازمة بات ضرورة واقعة تحتاج لعملية حرق شاملة في مراحل الدنو من التكامل الأمني والاستخباري والعسكري، وتجاوز بعض العراقيل الهادفة لتعطيل مسيرة التطوير في أجهزة وقوى الامن، والذي حققت فيه هيئة الحشد خطوات ساهمة في تتويج المتحقق من الإنجازات على صعيد الحرب ضد داعش، وأوضح اثر في هذا المجال ما يجري في مناطق غرب نينوى من ربط استراتيجي للمناطق بدءا من الحدود وتأمين الشريط مع سوريا، الى شق طرق الصحراء فيها لايجاد نقاط ثابتة ومتحركة ترصد جميع التحركات المشبوهة قبل واثناء تنفيذ الهجمات.