تعلمه الرسامون من الانترنت: حرق الخشب.. فن جديد في العراق للرسم وصنع لوحات فنية

آخر تحديث 2017-07-26 00:00:00 - المصدر: نقاش

 يستخدم بعض الرسامين الشباب منذ عدة سنوات طريقة الرسم على الخشب المحروق، ويعد هذا الأسلوب حديثا في العراق بالرغم من مضي عصور كثيرة على ظهوره في العالم.

 

وتستخدم في الغالب أداة كهربائية تعرف باسم "جهاز الحرق على الخشب" وتمتاز بسرعة الحركة ويبدأ الحرق على الخشب بالرسم بقلم الرصاص أولا وعندما يسخن جهاز الحرق يبدأ الفنان بالحفر على الخشب لصناعة لوحة تجسد ما يرغب في التعبير عنه.

 

وبرز في هذا المجال مجموعة رسامين من مدن مختلفة، صنعوا لوحات بهذا الاسلوب وشاركوا بها في معارض وتجمعات ثقافية وفنية وعرضوا لوحاتهم في مواقع التواصل الاجتماعي.

 

من هؤلاء الرسامين الشباب الرسام أزهر نجم الزيدي الذي يعمل معلم تربية رياضية من محافظة ذي قار مولع بالحرق على الخشب، وأنتج لوحات عدة بهذا الأسلوب.

 

يقول الزيدي لـ"نقاش":انه "تعلم الرسم في المرحلة المتوسطة أما الحرق على الخشب فقد مارسه قبل خمس سنوات، ويضيف "كنت أود أن أجرب أعمالاً وأشكالا غريبة فجربت الحفر على المرايا ومن خلال بحثي في موقع اليوتيوب لفت انتباهي الحرق على الخشب، فاستهوتني الفكرة، وعملت عدة لوحات بهذه الطريقة".

 

رسم ازهر اكثر من اربعين لوحة بطريقة الخشب المحروق منذ عام 2012 وأعجب بالرسام الفلسطيني محمد احمد الشريف وكان لليوتيوب كما يقول دور مهم في تطوير موهبته في مجال الرسم الذي يعتبره هوايته المفضلة.

 

ويطمح الرسام الشاب إلى تطوير أسلوبه في الرسم وإقامة معرض شخصي له فضلا عن توفر الأجواء المناسبة للعمل.

 

ويُعَد الحرق على الخشب من الأعمال الصعبة بسبب عدم إمكانية التراجع عن الخطأ بحرية مثل باقي أنواع الرسم، كما يجمع هذا الفن بين الرسم والخط، وقد يستخدم معه النحت لإبراز بعض الجوانب وخلق مؤثرات فنية.

 

أما علي حسين فقد جعل من النحت والحرق على الخشب مهنة له، وهو يسكن بمنطقة الكرادة وسط بغداد، ولم يكمل دراسته الجامعية لعدم تمكن عائلته من توفير المال الكافي لذلك.

 

علي لديه موهبة فطرية بإتقان النحت على الخشب والنقش على الزجاج ويقول "حصلت على جهاز للحرق على الخشب كهدية، وكنت استعمله في التوقيع على المنحوتات الخشبية، وفي عام 2014 شاهدت بعض الفيديوهات المتعلقة بحرق الخشب، لكن جهازي كان بطيئا جدا لذا حاولت شراء الجهاز لكنه كان باهظ الثمن وبعد عدة محاولات نجحت في صناعته وبدأت بالرسم".

 

ويواصل "قمت بدمج هذا الفن مع النحت إذ رسمت صورة للفنان المصري احمد حلمي والفنان الاميركي جوني ديب والفنانة مارلين مونرو اضافة للطيور والمناظر الطبيعية واصبحت لدي مجموعة كبيرة من الاعمال".

 

ويضيف "بما أني احتاج الى المال من اجل شراء المواد اللازمة للعمل فقد بعت لوحاتي لأوفر المال اللازم وكنت اذهب كل جمعة لشارع المتنبي - وهو شارع يلتقي فيه الادباء والفنانون واصحاب المواهب- لبيع أعمالي ولقاء الفنانين لتبادل الأحاديث عن هذا الفن وتطويره".

 

زياد كامل العياش، يعمل طبيبا لكنه يحب الرسم وهو من مواليد قضاء الشرقاط بمحافظة صلاح الدين، اذ تعلم الرسم في المرحلة الابتدائية وكانت لديه موهبة جيدة كما يقول، لكن رغبته في الحصول على معدلات عالية لدخول كلية الطب أبعدته عن ممارسة هوايته، ولكنه عاد اليها.

 

العياش من الرسامين الذين برعوا في مجال الرسم على الخشب المحروق، ويقول لـ"نقاش" انه يحب النجارة والأخشاب وقد عمل بهذه المهنة عدة سنوات ولكن بفترات متباعدة ثم جرب النقش على الخشب بأسلوب الحرق في المرحلة الرابعة من دراسته بكلية الطب متأثرا بحبه لهذا الأسلوب.

 

يقول العياش "استخدم كاوية كهربائية كأداة بسيطة لحرق الخشب، ثم ابدأ بتفصيل لوح الخشب وأوزع لوحتي على قطعة الخشب باستخدام مكواة الحرق، وذلك بعد ان تكون قد تبلورت في ذهني فكرة واضحة عما أريد أن اصنعه بهذه اللوحة".

 

ويستخدم ممارسو هذا الفن مكواة لحام القصدير المستخدم في فك وتركيب القطع الإلكترونية، ويتم تركيب رؤوس ذات أشكال متعددة فيها، منها المضلع ومنها الحاد والمحدب ويمرر الرسام أداة الحرق الكهربائية على خطوط الرسم ليترك أثرا وبعد الانتهاء من حرق جميع خطوط الرسم يتم دهن جميع سطح اللوحة بدهان (الورنيش) الذي يتميز بلونه الشفاف المائل إلى الصفرة الفاتحة ليظهر الخشب بشكل لماع.

 

ويبدو أن تجارب الرسامين العراقيين بأسلوب الخشب المحروق ما تزال فردية، وهي محاولة للاستفادة مما يقدمه الانترنت من عروض في هذا المجال، لكن هذه التجارب لا تجد رواجا في مبيعات لوحاتها ولم يحصل أصحابها على الدعم المطلوب.