دخلت الثورة السورية عامها السابع ومازالت آلة القمع والتدميروالوحشية تفعل فعلها بدعم ومساندة اقليمية ودولية وتحت أنظار العالم وكافة المنظمات والهيئات التي تدعي حقوق الانسان ومكافحة الارهاب والوحشية لاسيما بعد أن حاولت قوى اقليمية ودولية وبمشاركة من النظام الدكتاتوري سرقة الثورة وجعلت من سوريا حلبة للصراع وتقسيمها الى أماكن لبسط نفوذها كل حسب مصالحه وألحقت الخراب والدمار بسوريا بشرا وشجرا وحجر حيث مئات الآلاف من الشهداء ومثلها من المعتقلين والجرحى وملايين من المهجرين واللاجئين في الشتات فلم يفلح قطاع في الدولة إلا ودمر من الاقتصاد الى البنية التحتية من معامل ومدارس ومستشفيات والمخابز والمؤسسة العسكرية وكان لقطاع التعليم النصيب الأكبر والذي يمس بنية المجتمع بل ويمس كل أسرة وكل فرد لأنه لا حياة لمجتمع دون علم فبالعلم ترتقي الشعوب وتستنهض الأمم .
فأثناء الحرب العالمية الثانية وخلال قصف الطائرات الألمانية المدن البريطانية سأل وزراء بريطانيون ومستشاروا رئيس الوزراء ونستون تشرشل بأن مدنهم تدمر فسأل تشرشل ما أوضاع القضاء والتعليم فقالوا له بأنها بخير فقال سوف ننتصر فانتصروا بالعلم والقضاء العادل النزيه . لكن في حالتنا السورية التعليم دمر وبشكل كامل ( طلبة – معلمون – بناء مدرسي )وفي كافة أرجاء سوريا دون استثناء مما أدى الى هدم وتدمير بنية المجتمع فالتعليم ضرورة من ضرورات الحياة وهو الركيزة الأساسية لأي تطور ونماء اجتماعي واقتصادي وهو الجسر الوحيد ووسيلة العبور للمستقبل الزاهر المشرق ومن هنا سأتطرق الى الوضع التعليمي للسوريين في تركيا كونهم يشكلون أكبر نسبة من بين اللاجئين السوريين في الشتات حيث يفوق تعدادهم ثلاثة ملايين ( 3000000 ( وعدد الطلاب يفوق (500000 ) أي نصف المليون وعدد المدرسين حوالي ( 20 ) ألف وتتم العملية التعليمية في مراكز التعليم المؤقتة وبإشراف اليونيسيف وبالتنسيق والترتيب مع التربية التركية ومن هنا قامت منظمة اليونيسيف بالتنسيق مع التربية التركية بإقامة دورات تأهيل تربوية للمدرسين السوريين بغية رفع مستواهم الفكري والمهني وحصولهم على طرائق التدريس الحديثة وكيفية تعاملهم مع الطلبة في حالات الأزمات كحالتنا السورية وتقديم أفضل التعليم للطلبة السوريين وكانت الدورات كالتالي :
منظمة اليونيسيف بالتنسيق مع التربية التركية تجري دورة "تأهيل تربوي" للمدرسين السوريين بغية تقديم مستوى تعليمي عال ومتقدم وٍأفضل للأطفال السوريين اللاجئين والعمل على تحسين أوضاع مراكز التعليم المؤقتة للسوريين
وبهذا الخصوص أقامت منظمة اليونيسيف وبالتنسيق مع التربية التركية ثلاث دورات وكانت كالتالي :
1) الدورة الأولى : أجريت لـ 514 مدرسا سوريا في مدينة قونيا وعلى دفعتين وتم تقسيم المدرسين إلى مجموعتين، بدأ ت الدورة للمجموعة الأولى (257 مدرسا)، في 8 أغسطس/آب 2016 واستمر حتى 19 من الشهر نفسه، بينما تبدأ دورة المجموعة الثانية (257 مدرسا) في 22 أغسطس آب/ 2016 واستمرت حتى 2 أيلول/2016 وقام هؤلاء بعدها بنقل ما تعلموه لـ 20 ألف زميل آخر لهم في المحافظات التركية التي تتواجد فيها المدارس السورية وعددها ( 23 ) محافظة مثل( استانبول – مارسين – عنتاب – أورفة – مراش – كلس – هاتاي – أضنة –قيصري – ماردين ......وغيرها ) .وكل دورة استمرت لأسبوعين، موزعة على 90 ساعة ، وكانت بتمويل من منظمة الأمم المتحدة للطفولة "يونيسف". وأشرفت على الدورة أكاديميون ودكاترة ومختصون أتراك، من العديد من الجامعات التركية.
2) الدورة الثانية : أقيمت في مدينة ( انتاليا ) في 1/1/2017 وكانت دورة واحدة لكل المدرسين سويا أي ( 514 ) مدرسا واستمرت حتى 14/1/2017
3) الدورة الثالثة : أيضا كانت على دفعتين الأولى بدأت من 8/8/2017 وحتى 19/8/2017 والثانية نحن الآن نحضرها والتي بدأت من 19/8/2017 ولغاية 30/8/2017 وكان عدد المدرسين في هذه الدورة أكثر من 600 مدرس وكان التواجد الكوردي في جميع هذه الدورات حاضرا ومن كل المحافظات التي تتواجد فيها المدارس السورية في تركيا .
وسنقوم في الفترة من 5/9/2017 الى 15/9/2017 بتدريب 20 ألف مدرس سوري في جميع المحافظات التي ذكرتها سابقا لما تعلمناه في هذه الدورة .
رغم كل ذلك التعليم بالنسبة للسوريين في تركيا هو في متناول اليد لكن لايخلى من بعض العقبات والصعوبات ومنها :
- موضوع اللغة
- دمج الطلاب السوريين بالمدارس التركية
- صعوبة التسجيل لمن لا يملك هوية لاجئ ( الكيملك )
- القبول الجامعي ( يخضع الطالب الى تعديل ومن ثم اخضاعه الى امتحان مفتوح لمادتين )
فسوريا المستقبل تحتاج الى أجيال متعلمة وواعية ومثقفة وأكاديمية لبناء مجتمع حضاري وديمقراطي وواعي ومن ثم للبدء ببناء الوطن والارتقاء به الى مصاف الدول المتحضرة وهذا ليس بمستحيل فألمانيا واليابان خرجتا من الحرب العالمية الثانية مدمرتين منهمكتين لكن بالعلم والعزيمة والإرادة القوية والإصرار أوصلوا بلدانهم الى درجات عليا من الرقي والتطور والحضارة وأصبحت من الدول المتطورة اقتصاديا وسياسيا وحضاريا على صعيد العالم فالعلم هو الجسر الوحيد للعبور الى مستقبل مشرق ومزدهر الى وطن يعم فيه السلام والأمان والازهار الاقتصادي والحضاري ... فبالعلم تبنى الأوطان .