فجرت كوريا الشمالية قنبلة هيدروجينية ، ليرصد العالم زلزالاً بموقع التفجير.
ولكن ما هي خواص القنبلة الهيدروجينية، وما هو الفرق بينها وبين القنابل الأخرى، كالقنابل النووية.
إن القنابل النووية تعتمد بقوتها على شطر ذرات كبيرة الحجم مثل البلوتونيوم وتحويلها إلى ذرات أصغر حجماً، مما يعطي قوة تفجير كبيرة، مثل تلك التي أطلقتها الولايات المتحدة على هيروشيما وناغازاكي عام 1945، والتي أدت إلى مقتل أكثر من 200 ألف شخص، وهي الحادثة الوحيدة في العالم التي تم فيها إطلاق قنبلة ذرية على الإطلاق.
لكن القنبلة الهيدروجينية تعمل بآلية معاكسة، إذ تعتمد على دمج الذرات الصغيرة، وتستمد قوتها التفجيرية من انشطار ذري يمد ذرات الهيدروجين بالحرارة اللازمة للانصهار، لتتحول لجسيمات أكبر مما يمكن أن يمنح قوة تدميرية أكثر بمئات المرات من تلك التي يمكن أن تنتج من تفجير قنبلة ذرية واحدة، لذا يطلق عليها تسمية القنبلة النووية الحرارية أي أن القنبلة الهيدروجينية الواحدة تتألف من تسلسل قوة تفجيرين مرتبطين ببعضهما.
لكن هل يستحق السلاح الجديد لبيونغ يانغ كم الاهتمام الإعلامي الذي حظي به؟ ألا تمتلك كوريا الشمالية القنبلة الذرية؟
كوريا الشمالية تمتلك السلاح النووي، لكن القوة التدميرية للقنبلة الهيدروجينية أكبر بمئات المرات من القنبلة الذرية التقليدية.
فالقنبلة النووية التي ألقتها الولايات المتحدة على مدينة هيروشيما اليابانية سنة 1945 يبلغ ثقلها 15 كيلو طن، وبلغت القنبلة الأخرى التي ألقيت على ناغاساكي 20 كيلو طن.
وتقاس قوة القنبلة الهيدروجينية بالميغا طن (بالمليون طن من مادة تي إن تي). فالاختبار الذي أجرته الولايات المتحدة على أول قنبلة في 1954 أظهر أن القوة الانفجارية للقنبلة الهيدروجينية تتجاوز بنسبة ألف مرة "قنبلة هيروشيما" الذرية.
وتملك أمريكا وبريطانيا وروسيا وفرنسا والصين ترسانة حربية تتضمن القنابل الهيدروجينية فيها، لكن لم يسبق لأي دولة إطلاق قنابل هيدروجينية على الإطلاق، غير أن أزمة الصواريخ الكوبية ضد الولايات المتحدة في الستينيات قد نبهت العالم لمدى خطورة هذه القنابل وكم كان خطرها وشيكاً.
وقد بقيت القنبلة الهيدروجينية سراً عسكرياً لعقود، ولا تملكه حالياً سوى دول معدودة في العالم، على رأسها الولايات المتحدة وروسيا، ونظراً للآثار التدميرية الجبارة للقنبلة الهيدروجينية، فإن هذا السلاح الفتاك محظور استخدامه في الحروب.
ويمتد الإشعاع الناتج عن انفجار القنبلة الهيدروجينية لمساحة قطرها 200 كم.
وفي أكتوبر/تشرين أول عام 2006 أعلنت كوريا الشمالية أول تجارب نووية لها تحت الأرض، حينها أطلقت الأمم المتحدة عقوبات على الدولة، لتطالب البلاد برفع العقوبات مقابل إيقاف البرنامج النووي، لكن ذلك لم يستمر لتعود العقوبات ويستمر البرنامج.
وفي عام 2012 قامت كوريا الشمالية وسط معارضة من العالم بإطلاق أول قمر صناعي لها، لتعلن وسائل الإعلان المحلية عام 2013 عن إطلاق البلاد لتجربة نووية ثالثة، وفي شهر مايو/أيار عام 2015 أعلنت كوريا الشمالية بأنها قامت بتصغير الرؤوس النووية بحيث يمكنها أن تتواجد داخل صاروخ حربي عادي.
أعلنت بيونغ يانغ أنها نجحت في صنع رأس حربي هيدروجيني وأن اختباره كان "ناجحا". وكانت عديد الأطراف قد رجحت إجراء كوريا الشمالية تجربتها النووية السادسة إثر هزات أرضية قرب موقعها النووي، قبل أن تؤكد اليابان هذا الحدث الذي أدانته سول بشدة.
أعلنت وكالة الأنباء الكورية الشمالية الرسمية الأحد أن بيونغ يانغ نجحت في صنع قنبلة هيدروجينية يمكن تحميلها على الصاروخ البالستي العابر للقارات الذي باتت تمتلكه.
وذكرت الوكالة أن الزعيم كيم جونغ-أون تفقد هذا الرأس الحربي الذري خلال زيارة إلى معهد الأسلحة النووية وأكد أن "كل مكونات القنبلة الهيدروجينية صنعت 100% في بلدنا".
ثم أكدت بيونغ يانغ في وقت لاحق أنها اختبرت "بنجاح تام" هذه القنبلة الهيدروجينية وأنها معدة لتوضع على صواريخ بعيدة المدى، فقالت مذيعة على قناة التلفزيون الرسمية إن "اختبار القنبلة الهيدروجينية شكل نجاحا تاما".