طوابير من الناخبين تتشكّل عند مراكز الاقتراع....
اندلعت، الأحد، مواجهات عنيفة بين أفراد الشرطة الإسبانية وآلاف السكان مع بدء التصويت على استفتاء اقليم كاتالونيا على الاستقلال ، حيث صادرت الشرطة الوطنية الإسبانية صناديق اقتراع عدد من مراكز التصويت في الاقليم.
وبدأت طوابير من الناخبين تتشكّل عند العديد من المراكز المخصصة للاقتراع في مدارس برشلونة.
وسد الناخبون بوابات مراكز الاقتراع ، لحمايتها، تحسّباً لقيام الشرطة بتحرّك لمنع الاستفتاء الذي حظرته الحكومة الاسبانية.
وطلب منظمون عند أحد مراكز الاقتراع في مدرسة بمدينة برشلونة، من السكان، سد مدخل المركز واستخدام المقاومة السلبية إذا تدخلت الشرطة لمنع التصويت.
وتزامناً غادرت قافلة مؤلفة من نحو 30 عربة تابعة لشرطة الحرس المدني، ومركبات لا تحمل علامات ، وشاحنة مليئة برجال الشرطة، ميناء برشلونة، في ساعة مبكرة من صباح اليوم الأحد.
وأُرسل آلاف من رجال الشرطة من كل أنحاء إسبانيا إلى كتالونيا، لمنع إجراء الاستفتاء.
يأتي ذلك، بعد أن أعلنت حكومة اقليم كاتالونيا أن الاستفتاء على استقلال المنطقة سيمضي قدما، بينما تجمع آلاف من الكاتالونيين أمام مراكز الاقتراع في برشلونة ومدن أخرى للمشاركة في الاقتراع الذي وعدت مدريد بمنعه، في أكبر تحد للسلطة المركزية منذ أربعين عاما.
وقال المتحدث باسم الحكومة خوردي تورول في مؤتمر صحافي " الحكومة اليوم في موقع يسمح لها بالتأكيد إجراء الاستفتاء على تقرير المصير - ليس كما نريد ولكن (سيكون له) ضمانات (ديموقراطية)".
وفي برشلونة وشمالا في جيرونا معقل الرئيس الاستقلالي كارليس بيغديمونت أو فيغيراس المدينة العزيزة على قلب الرسام الشهير سالفادور دالي، أكد هؤلاء أنهم موجودون "للدفاع" عن مراكز التصويت.
وبدأت الشرطة صباحا الاقتراب من مراكز الاقتراع التي أقامها الناشطون المصممون على إجراء الاستفتاء حول استقلال المنطقة للتحدث إلى المتظاهرين أو المراقبة بدون أن تتدخل، كما ذكر صحافيون من وكالة فرانس برس.
واقترب شرطيان أمام مدرسة ايسكويلا فيدرونا دي غارسيا في برشلونة من الحشد الذي تدفق منذ الصباح إلى المكان . لكنهما لم يتمكنا من دخول مركز التصويت بعدما منعهما الحشد. وقد سألا بعد ذلك "من المسؤول هنا؟"، فرد الحشد بعد صمت لفترة قصيرة "نحن جميعا!".
ثم قال أحدهما إنه سينتظر في الخارج المسؤول عن المركز، قبل أن يبتعد مع زميله وسط تصفيق الحشد وهتاف "سنصوت!". وأمام مدرسة أخرى في برشلونة، رأت صحافية من فرانس برس عناصر من شرطة المقاطعة يراقبون مدرسة بدون أن يقتربوا منها.
وبينما أنهى محتفلون ليلتهم، استيقظ آخرون في وقت مبكر على غير العادة.
وصرح بو فالس (18 عاما) الطالب الذي يدرس الفلسفة وقرر أن يتمركز أمام مركز للتصويت أقيم في مدرسة خاومي بالميس في برشلونة، لوكالة فرانس برس "في كاتالونيا نحن في مرحلة نعتقد خلالها أنه من الضروري أن نقرر ما إذا كنا نريد البقاء في الدولة الإسبانية".
وأكدت سلطات كاتالونيا أنها أقامت 2300 مركز اقتراع ليتاح لـ 5,3 ملايين كاتالوني التصويت بين الساعة التاسعة صباحا حتى الساعة الثامنة من مساء اليوم الأحد.
وفي مناطق أخرى من برشلونة، كان حوالي خمسين شخصا ينتظرون مقابل المدرسة الثانوية فيدرونا دي غارسيا. وقد أمضى بعضهم ليلتهم في الخيام، بينما قام آخرون بقطع الطريق المؤدي إلى المبنى بحاويات للنفايات.
وكان الاستقلاليون الحاكمون في كاتالونيا منذ أيلول / سبتمبر 2015 دعوا في السادس من أيلول/سبتمبر، إلى هذا الاستفتاء على الرغم من حظره من قبل المحكمة الدستورية .
وسبعون بالمئة من الكاتالونيين يرغبون في إجراء استفتاء قانوني وبموافقة الدولة الإسبانية حول حق تقرير المصير.
ومنذ السادس من أيلول/سبتمبر لم تردع الملاحقات القانونية ولا عمليات التوقيف والدهم الاستقلاليين في هذه المنطقة التي يعيش فيها 16 بالمئة من سكان اسبانيا، عن تنظيم الاقتراع المحظور.