في مؤتمر موسع لهم بأربيل...
عبر مسيحيو كوردستان بجميع طوائفهم ، اليوم الأحد ، عن رفضهم للاجراءات العقابية التي اتخذتها الحكومة والبرلمان العراقيين ضد اقليم كوردستان،على خلفية استفتاء الاستقلال ، مؤكدين تأييدهم لاستقلال كوردستان .
وعقد مسيحيو كوردستان من محافظات (اربيل،دهوك،السليمانية وكركوك ونينوى والمناطق الاخرى) مؤتمرا في ناحية عينكاوة التابعة للعاصمة اربيل للتعبير عن تأييدهم لاستقلال اقليم كوردستان ورفض مواقف الحكومة العراقية تجاه الاقليم.
وشاركت في المؤتمر شخصيات دينية ومسؤولين مسيحيين من اقليم كوردستان والعراق.
وقال المطران بشار وردة مطران الكنيسة الكلدانية الكاثوليكية في أربيل، في كلمة له خلال المؤتمر، ان المسيحيين كانوا متضررين بشكل رئيسي من الصراع الحاصل في العراق، مؤكداً بالقول انهم لن ينسوا كيف ان اقليم كوردستان والكورد هبوا لنجدة المسيحيين وساعدوهم وحموهم من داعش .
كما طالب المطران وردة بمحادثات بين حكومتي اقليم كوردستان وبغداد ، مبدياً قلق المكون المسيحي من التوترات الاخيرة . مناشداً السياسيين والشركاء في السلطة ان يتخذوا مبدأ الحكمة والعقلانية في حل المشاكل العالقة بين أربيل وبغداد ، مشدداً بالقول لا نقبل ان تتدخل الدول المجاورة في القضايا الداخلية . كما دعا الى اعادة الحياة للمناطق المسيحية في سهل نينوى .
بدوره ، أكد المطران ربان القس رئيس ابرشية زاخو والعمادية ، أن قوات البيشمركة دافعت عن حقوق جميع المكونات دون تمييز ، مشيراً إلى استقبال إقليم كوردستان عدداً كبيراً من المسيحيين العراقيين الهاربين من أعمال العنف منذ عام 2003.
هذا ، فيما جاء في البيان الختامي للمؤتمر والذي تلته عضوة برلمان كوردستان عن المكون المسيحي وحيدة ياقو ، ان "المسيحيين صوتوا بأغلبية ساحقة لاستقلال كوردستان في استفتاء 25 سبتمبر/أيلول وبنسبة تفوق 87 بالمئة من الاصوات".
واوضح البيان ، ان "اجراءات بغداد الظالمة تجاه كوردستان تخالف كافة الشرائع السماوية والمواثيق الدولية وهي مرفوضة كونها اجراءات طائفية وضيقة الافق وغير عادلة ".
كما اشار البيان الى ان الخطاب الطائفي الذي ساد العراق بعد 2003 اضر كثيراً بالمسيحيين الذين تم استهدافهم وذهب ضحيته 1700 مسيحي من مختلف كنائسهم في وسط وجنوب العراق .
كما وجّه المؤتمر نداء الى المجتمع الدولي والولايات المتحدة والبرلمان الاوروبي بضرورة مساندة شعوب كوردستان في حقها بتقرير مصيرها على الارض التاريخية التي تعيش عليها.
وقال البيان ، ان "الدولة التي نحن بصدد بنائها هي دولة كوردستان الفيدرالية الديمقراطية والتي ستكون وطنا للآشوريين والعرب والكورد والتركمان وكافة المكونات الكوردستانية ".
وقال رئيس اقليم كوردستان مسعود بارزاني في وقت سابق ، ان " دولة كوردستان القادمة ستكون فيدرالية ، مدنية، ديمقراطية، وملكا لكافة مكوناتها ".
وذكّر البيان بحملات القتل والتهجير التي تعرض لها المسيحيون قبل تحرير العراق في عام 2003 وبعده ، حيث تعرض المسيحيون في تلك الآونة الى القتل وهوجمت الكنائس والاديرة .
كما اشار البيان الى مرحلة مابعد ظهور داعش في العراق ، بالقول ان تضحيات قوات البيشمركة وحكمة القيادة السياسية في كوردستان حمت المسيحيين وحريتهم وكرامتهم .
وتعرض المسيحيون في العراق الى اعمال عنف منذ عام 2003 في بغداد والموصل مما دفع بمعظمهم للتوجه لاقليم كوردستان بينما غادر آخرون الى اوروبا وامريكا طلبا للامان والاستقرار .
كما أجبر مسلحوا تنظيم داعش الآلاف من مسيحيي الموصل وسهل نينوى على النزوح من ديارهم فيما نهبوا ممتلكاتهم وسط تهديدات بالقتل والسبي او دفع الجزية لينتهي المطاف بغالبيتهم كنازحين في مدن كوردستان .
وكان تعداد المسيحيين في العراق يوما ما يصل الى 1.5 مليون نسمة ويعتقد أنه وصل الان الى اقل من النصف رغم دعوات متكررة للتشبث بارضهم وعدم الهجرة .