كثيرا ماّ تُثارُ حفيظة الساسة العراقيين العرب ووسائل الاعلام العربية العراقية التي تسير في أفلاكهم من المطلب الكوردي في تقرير مصيرهم بأنفسهم والاستقلال بوطنهم كوردستان وفصلها عن العراق العربي؛ فيقيمون الأرض ولا يقعدونها واصفين الكورد بشتى النعوت التى لا تمر إلا بمخيلاتهم، متناسين أن (لكل فعل ردةٌ تساويە في المقدار و تعكسه في الاتجاه)؛ وهم يريدون من كل هذا أن يُؤكِّدوا أن الکوردَ لازالوا خاضعين لهم وأن إرادة العرب (في العراق) تمشي على الكورد سواء شاءوا أم أَبَوا. كما يريدون أن يؤكدوا ادعائهم الباطل دائما والداعي الى (الحفاظ على وحدة العراق أرضا وشعبا) و يؤكدون على أن (العرب والكورد اخوة – عبدالحسين شعبان – https://www.alarabiya.net/views/2004/10/24/7381.html ، وهو أمر يجافي الحقيقة لأن العراق لم يكن قط بلدا واحدا وأن الحقائق المثبتة في الوثائق العثمانية وأخرى دولية، تدل على أن العراق الذي هَجَّنَته حکومة صاحبة الجلالة بعد الحرب العالمية الاولى، لم تكن قط دولة واحدة متحدة كما يحلوا للعرب و دعاة وحدتە أن يروجوا لە، و(لا شك أن البريطانيين ارتكبوا أکبر خطأ في التاريخ، عندما دمجوا الأراضي الکوردية لولاية الموصل العثمانية السابقة مع دولة العراق التي قاموا بتوليفها عنوة بعد الحرب العالمية الأولى – ديفيد كورن؛ الرجلان اللذان ضما الكورد الى العراق؛ http://www.gov.krd/a/d.aspx?a=16429&l=14؛ 8/10/2017). بل کان في عهود ما قبل التاريخ يتكون من دول ثلاثه هي الدولة السومرية في الجنوب والبابلية في الوسط والآشورية الى أن أسقطها الآريون (أجداد الکورد) في الشمال. وفي العهود الاسلامية الاولى كان العراق يتألف من ولايات البصرة والكوفة وبغداد والموصل وشارەزور، وكان الكورد حينها يشكلون الغالبية حتى في بغداد، واستمروا كذلك الى أن رحلتهم حکومة الطاغية صدام حسين الى خارج البلاد. ثم جاء العثمانيون الذين نظروا ببصيرة الى الواقع، فأسسوا ثلاث ولايات في بلاد ما بين النهرين، وهي ولايات الموصل وبغداد والبصرة لكل من الكورد والعرب السنة والعرب الشيعة على التوالي. ثم جاء البريطانيون الذين كانوا أقصر نظرا ممن كانوا قبلهم، فشكلوا بلدا هجينا غير متجانس لا دينا ولغة وعرقا ولا تاريخا؛ فكانت غلطتهم التي کَلَّفَ مواطني هذە المنطقة من العالم الكثير من الارواح والمال. وعليە لا يجوز عقلا ولا واقعا ولا تاريخا أن ندعي بأن ما يسمى بالعراق الآن دولة واحدة موحّدة، إذ أنە ليس من المعقول أن يکون كذلك في حين يتم اعتبار الكورد والعرب السنة مواطنين من درجات دنيا مقارنة بالعرب الشيعة الذين يحکمون البلاد خارج المنطق الانساني ودون أن يسمحوا للکورد بالتعبير عن رأيهم والمطالبة بالاستقلال.
تدل جميع الدراسات التى تناولت المسائل القومية واللغوية والتاريخية على ان الکورد ليسوا عربا وأن لغتهم الهندو-أوروبية تختلف أصلا وفروعا عن اللغات ذوات الاصول السامية (كالعربية أو العبرية) و أن الكورد من حيث العٍرق والدّم بعيدون جدا عن العرب؛ ويصر المؤرخون العرب عن فصل الکورد عن البشر عندما يصفونهم بأنهم (أبناء الجن) – استمع الى هذا الدعي العربي السني الذى ينقل عن أبي ربيع الشامى الذي ينقل عن أبي عبداللە الذي قال: (لا تخالطوهم، فإن الاكراد حي من أحياء الجن؛