الحكومة السورية تبدي استعدادها للحوار مع الكورد حول الإدارة الذاتية

آخر تحديث 2017-10-09 00:00:00 - المصدر: رووداو

رووداو - أربيل

أكد محمد خير عكام النائب في مجلس الشعب السوري عضو الوفد النظام المشارك في مفاوضات جنيف أن الحكومة السورية لا تفاوض الكورد السوريين بل نحن نتحاور معهم، مشيراً إلى أن "هناك تنسيق بين الحكومة وصالح مسلم في بداية الأزمة"، فيما أوضح قيادي في الإدارة الذاتية "أننا مستعدون للحوار على أساس النظام الفيدرالي".

وفي أول موقف رسمي من الحكومة السورية على لسان مسؤول رفيع المستوى تجاه القضية الكوردية في سوريا يتم الحديث بشكل رسمي عن إدارة ذاتية والتفاوض حول هذه القضية.

القضية الكوردية والتي كانت الخط الأحمر بالنسبة للقيادة السياسية في سوريا والتي دائماً كانت تؤكد أن الكورد جزء من النسيج الوطني السوري وكانت دائماً ترفض أي شكل  من أشكال الإدارة الذاتية للكورد في مناطقهم وكانت تؤكد على وحدة الأرضي السورية.

وبحسب محللين فأن هذا التغير في الموقف جاء بعد الضغط الروسي على الحكومة السورية والتي تسعى فيها الحكومة الروسية للتقرب من الكورد في سوريا من بعد أن عقدت الاخيره تحالفات قوية مع الأمريكان. 

حيث قال وزير الخارجية السوري، وليد المعلم، إن إقامة نظام إدارة ذاتية للأكراد في سوريا "أمر قابل للتفاوض والحوار في حال إنشائها في إطار حدود الدولة".

موقف المعلم جاء في في حديث خاص لقناة لـ "RT" الروسية الرسمية في وقت سابق، إذ قال تعليقاً على قضية الكورد في سوريا: "إنهم في سوريا يريدون شكلا من أشكال الإدارة الذاتية في إطار حدود الجمهورية، وهذا أمر قابل للتفاوض والحوار.

وفي هذا السياق، أكد محمد خير عكام عضو مجلس الشعب السوري وعضو الوفد الحكومي المشارك في مفاوضات جنيف لشبكة رووداو الإعلامية، أن "الحكومة السورية لا تفاوض الكورد السوريين  بل نحن نتحاور معهم لأن الكورد هم جزء من النسيج الوطني السوري وبالتالي هذا حوار داخلي سوري - سوري وبين الحكومة ومكون أساسي في الدولة السوريه وهم الكورد".

وأضاف عكام أنه "يمكن  الاتفاق على أمور كثيرة عن طريق الحوار الوطني ضمن إطار وحدة الإراضي السورية".

كما أوضح أن "الكورد هم أكثر الشعوب التي تعرضت للتهميش في المئة سنة الأخيرة وقوتهم هو أن يعيشوا مع اخوتهم العرب في هذه المنطقة"، لافتاً إلى أن "وزير الخارجية السوري وليد المعلم عندما يتحدث عن  الحوار مع المكون الكوردي فهو نابع من حرصه على هذا المكون ومن أجل أن لا يستخدم من قبل الآخرين لتحقيق مصالحهم الخاصة".
 
وأكد المسؤول السوري، أن "كل ما هو أمر واقع دون أساس قانوني أو دستوري فهو غير شرعي وهذه الاداره الذاتية المشكلة في شمال سوريا هي إدارة غير شرعية لأنها تمت من دون الحوار مع الحكومة السورية".
 
ولفت إلى أنه "عندما كنت ضمن الوفد الحكومي في موسكو كان صالح مسلم موجوداً أيضاً وكان الحوار قائم بيننا ومنذ ذلك  الوقت ونحن نتحاور من أجل التنسيق الكامل لكن مؤخراً أختار جزء من المكون الكوردي التعاون مع الأمريكان ونحن نستغرب من هذا التغيير في موقفه".

وتساءل عكام كيف يتعاونون مع الأمريكان ولا يتعاونون مع الحكومة السورية؟، موضحاً أن "الامريكيين لن يقدموا للكورد شيئاً بشكل مجاني وهي التي استقدمت داعش إلى المنطقه والآن تستخدم الكورد في هذا الإطار وفي النتيجة أمريكا لن تمنحهم  شيئاً ومن مصلحة الكورد أن يكونوا مع الدولة السورية".

وزاد بالقول: "على أساس الحوار الوطني السوري من الممكن تطوير تجربة الإدارة المحلية  إلى إدارة ذاتية والحوار على جميع النقاط ضمن إطار وحدة الأراضي السورية، ومن  المهم في هذه المرحلة أن يظهر المكون الكوردي الحس الوطني والابتعاد عن أمريكا". 

وبشأن تصريحات الحكومة السورية حول استعدادها التفاوض مع الكورد، قال سكرتير حزب اليسار الكوردي المشارك في الإدارة الذاتية، محمد موسى، في حديث لشبكة رووداو الإعلامية: نحن من حيث المبدأ لا نعارض التفاوض مع الحكومة السورية لكننا لا نقبل التراجع عما حصلنا عليه بدماء الشهداء نحن الآن في نظام فيدرالي اتحادي ولن نقبل التراجع  عن  المكاسب التي تم تحقيقها والوصول إليها".

ولفت إلى أنه "إذا تم الحوار مع الحكومة السورية فيجب أن يكون هذا الحوار على أساس دراسة أي نوع من الفيدارلية سوف يتم تطبيقها هل هو على النموذج البلجيكي أو الأمريكي أو العراقي وبالتالي هناك أساس سوف ننطلق منه في أجرينا الحوار مع الحكومة السورية"، لافتاً إلى أنه "حالياً هناك نظام فيدرالي قائم على الأرض ومؤسسات وجيش يقاتل الإرهاب".
 
وأكد موسى أنه "من الممكن الاتفاق مع المجلس الوطني الكوردي لتشكيل وفد موحد من أجل التفاوض مع الحكومة السورية باعتبار المجلس أيضاً لديه هدف وهو تشكيل نظام فيدرالي في روجافا لكن للاسف هم الان جزء من معارضة  لا تعترف بالحقوق الكوردي".

من جهة أخرى قال موسى إنهم "جزء من التحالف الدولي التي تقوده أمريكاعلى أساس تبادل المصالح وسبب دخول التحالف الدولي والإرهاب إلى سوريا هو الحكومة والمعارضة السورية وعدم قدرتهما على وصع حد للازمة السورية المشتعلة منذ سنوات".
 
يشار إلى أن الإدارة الذاتية تشكلت في شهر نوفمبر عام 2013 بقيادة حزب الاتحاد الديمقراطي وانضم إليها فيما بعد التحالف الوطني الكوردي في سوريا وأحزاب أخرى مقربة من الاتحاد الديمقراطي.