قوى سنية تدخل على خط الازمة بين كوردستان وبغداد.. وحديث عن مبادرة حل من تحالف القوى

آخر تحديث 2017-10-10 00:00:00 - المصدر: باسنيوز

سيطرحها خلال اليومين المقبلين

 تغيرّ موقف الكتل والقيادات السنية من استفتاء كوردستان خلال اليومين الماضيين، خاصة بعد زيارة رئيس البرلمان سليم الجبوري إلى أربيل ولقائه رئيس الإقليم مسعود بارزاني.

واضطر رئيس البرلمان إلى إصدار بيان توضيحي حول الزيارة بعد تزايد الانتقادات التي وجهت له من التحالف الوطني الشيعي(الحاكم) الذي بدا متمسكًا بموقفه الرافض لأي حلول للأزمة التي أصبحت تتجاذبها أطراف أقليمية بالاستفادة من الموقف العراقي الانفعالي وغير الموضوعي من استفتاء 25 سبتمبر/ أيلول حول استقلال كوردستان .

وقال مكتب الجبوري في بيان، وردت نسخة منه لـ(باسنيوز) نسخة منه ، إن الزيارة جاءت لإيقاف تدهور العلاقة بين المركز والإقليم بعد إجراء الاستفتاء ، ومن أجل إعادة جميع الأطراف إلى طاولة الحوار والبحث عن مخرج وإنهاء حالة القطيعة بين المركز والإقليم وللحيلولة دون تفاقم الأمور والوصول الى طرق مغلقة .

وأضاف البيان ، أن المباحثات تركزت على السبل التي يمكن اعتمادها لتجاوز ما حصل وتحديدًا في المناطق المتنازع عليها، ومواقف الأطراف المحلية والدولية.

وجاءت زيارة الجبوري لاربيل ولقائه رئيس اقليم كوردستان ، بعد ساعات من لقاء نائبيّ رئيس الجمهورية إياد علاوي وأسامة النجيفي بالرئيس بازراني في السليمانية وتم الإعلان عن مواقف جديدة بشأن الأزمة باتجاه تخفيف حدتها وتفكيكها .

وخلق موقف رئيس البرلمان سليم الجبوري وأسامة النجيفي اللذين ينتميان للمكون السني حالة من الترقب والمفاجأة لدى التحالف الوطني العراقي الذي رفض الزيارات واعتبرها شخصية.

وما زال موقف العبادي غامضَا تجاه تلك التطورات إلا أن مكتبه أعلن أن زيارة رئيس البرلمان سليم الجبوري إلى أربيل واجتماعه مع رئيس اقليم كوردستان جاءت بصفته رئيساً للبرلمان ويمثل منصباً سيادياً وسياسياً، وتحركاته جاءت وفق تلك التوصيفات.

وأضاف المتحدث باسم المكتب سعد الحديثي في تصريح صحافي، أن الحكومة ملتزمة بالقرارات الصادرة من عدة هيئات رسمية وبتطبيق الاجراءات الخاصة بها إن لم تستجب حكومة الاقليم.   

من جهته ، كشف مصدر مطلع أن المكون السني في العراق والمتمثل بالقيادات السنية لم تعلن موقفها الصريح لغاية الآن بشأن الاستفتاء ، وهي تترقب ما ستؤول إليه الأوضاع الحالية، وما أعلن من مواقف هي إما فردية أو غير نهائية، وأن القرارات التي صدرت من رئاسة البرلمان جاءت بسبب الكثرة العددية لنواب المكونات الأخرى.  

وأضاف المصدر الذي رفض الكشف عن اسمه، أن سنة العراق ينظرون إلى إقليم كوردستان ومسعود بارزاني بعين التقدير ولا يمكن اتخاذ موقف رافض حقيقي ، أو الموافقة على محاصرة الإقليم اقتصادياً ، وأغلب القيادات السنية لديها علاقات استراتيجية مع بارزاني، الذي بدوره يعرف أن هناك ضغوطًا مورست على بعضهم لإعلان موقف رافض لاستفتاء الاستقلال .  

مبادرة جديدة

وأعلن عضو مجلس رئاسة تحالف القوى العراقية أحمد المساري أن تحالف القوى كلّف بعض قياداته بالتحرك والتواصل لإطلاع القوى والشخصيات السياسية والوطنية على تفاصيل مبادرة جديدة سيطلقها التحالف، وحشد التأييد اللازم لها لضمان نجاحها وهو بصدد تشكيل وفد يمثل قيادة التحالف للحوار مع الأطراف الأخرى وبما يحقق للجميع آمالهم وتطلعاتهم ، وفق تعبيره .

 و قال المساري في بيان تلقت (باسنيوز) نسخة منه،إنه استشعاراً لدواعي المسؤولية الوطنية، و حرصاً من تحالف القوى الوطنية العراقية على وحدة العراق وسيادته واستقلاله فإنه أَعدَ مبادرةً للخروج من تلك الازمات والمشاكل ومُعالجتها في إطار المسؤولية التضامنية والفهم المشترك لما ينبغي فعله من قِبل الجميع .

من جهته كشف مصدر مطلع  آخر، لـ(باسنيوز) أن التحالف سيطرح خلال اليومين المقبلين مبادرة شاملة مكتوبة لحلحلة الأزمة بين الحكومة الاتحادية وإقليم كوردستان، وبدء حوار شامل لتحقيق مصالح الطرفين.

وأضاف المصدر الذي فضل عدم الاشارة لاسمه ، أن تلك المبادرة ستنطلق من النتائج التي خرجت بها زيارة رئيس البرلمان  سليم الجبوري إلى رئيس إقليم كوردستان مسعود بارزاني والتي حصر فيها الكورد مطالبهم باختيار النظام الكونفيدرالي أو الاستقلال التام.

من جهته ، أكد النائب عن تحالف القوى العراقية مطشر حسين ، أن التحالف يعد الآن مبادرة شاملة بعد دخوله بقوة على خط الأزمة الحالية، لبدء حوار مع الإقليم بشأن كافة الإشكاليات التي تتعلق حتى بالمكون السني ، ونأمل من القادة الكورد التجاوب مع تلك المبادرة والتفاعل معها لإنهاء تلك الأزمة.

وأضاف حسين لـ(باسنيوز) أن " الكورد والتحالف الوطني خلال الفترة الماضية بدأؤا حوارات فيما بينهم، وغاب عنها المكون السني، لكن اليوم تحالف القوى العراقية يسعى إلى أن يكون وسيطًا في الأزمة بين الطرفين واستثمار مقبولية قياداته من الجانبين".    

وعبّرت قيادات سنية عن رفضها لاستمرار الأزمة بين المركز والإقليم، كنائب رئيس الجمهورية أسامة النجيفي، وأياد علاوي (يحسب على القيادات السياسية السنية)  وأحمد المساري ورئيس البرلمان سليم الجبوري، وغيرهم من القيادات داخل المكون.

ويشير المحلل الاستراتيجي مؤيد الجحيشي أن الإقليم يسعى لاتحاد كونفدرالي مع العراق كحل وسط ، بعد استحصال كافة حقوق المكون، خاصة مع وجود ضغط أميركي على بغداد لحلحلة الأزمة والقبول بهذا المقترح.

وأضاف الجحيشي لـ(باسنيوز) أن المسؤولين في أقليم كوردستان صعّدوا من سقف مطالبهم بعد زيارة الجبوري التي بحث فيها المطالب والخيارات التي يرغب بها إقليم كوردستان، حتى أن بعض المسؤولين الكورد صرّحوا بأن النظام الكونفدرالي سيبحث لاحقًا شرط اعتراف حكومة بغداد بدولة كوردستان المستقلة .

وتابع، بالقول أن " الموقف الإيراني المتشدد تجاه الاستفتاء سيتغير خلال الفترة القليلة المقبلة، وربما إرسال الجبوري إلى أربيل جاء بتلميح إيراني، بدليل أن أي إجراء تجاه الإقليم لم تتخذه إيران سوى بعض الإجراءات الشكلية التي لا تمس الحياة العامة في كوردستان ".