«إيلاف» من لندن: يتوجه الى انقرة اليوم في زيارة رسمية تقوده الى طهران ايضًا رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي لبحث تطوير العلاقات ومواجهة الارهاب والاتفاق على خطوات لمعالجة الازمة التي أثارها الاستفتاء الكردي، وذلك باتخاذ اجراءات مشتركة لزيادة الضغط على سلطات كردستان ووقف التجارة وغلق المنافذ الحدودية مع الاقليم.
وسيبحث العبادي في انقرة مع نظيره التركي بن علي يلدريم تعزيز العلاقات الثنائية بشكل يساهم في إحلال الأمن والسلام والاستقرار في المنطقة ومناقشة التطورات التي أعقبت الاستفتاء الذي أجرته سلطات إقليم كردستان إضافة إلى الخطوات المشتركة التي ستقدم عليها أنقرة وبغداد لمواجهة تداعياته خلال المرحلة المقبلة. كما ستتناول مباحثات العبادي في انقرة انتشار القوات العراقية في مدينة كركوك ومناطق اخرى متنازع عليها بين بغداد واربيل، خاصة وان المدينة تقطنها اغلبية تركمانية ترتبط مع تركيا بعلاقات تاريخية، ولذلك فهي ترفض اي مساس بحقوقها وتقاوم بشدة مساعي الاكراد لضمها الى اقليمهم الشمالي، ولذلك فهي ايدت ذلك الانتشار الذي اوقف طموحات الاكراد ازاءها.
وكانت تركيا اعلنت الأسبوع الماضي أنها ستغلق مجالها الجوي إلى منطقة كردستان المجاورة وتعمل على تسليم السيطرة على معبر فيشخابور الحدودي الرئيسي مع الإقليم إلى الحكومة المركزية العراقية.
واتخذ العراق مع تركيا وايران اجراءات عقابية ضد مساعي سلطات الاقليم للانفصال عن العراق .
وتخشى أنقرة وطهران من أن يحفز انفصال أكراد العراق الأكراد في جنوب شرق تركيا وشمال غرب ايران لمطالب مماثلة فسارعتا الى دعم بغداد في اجراءاتها العقابية ضد اربيل.
وكان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان قال في تصريحات سابقة إن تركيا ستتخذ خطوات أقوى ردًا على استفتاء أكراد العراق، وذلك بعد أن اتخذت بالفعل بعض الإجراءات بالتنسيق مع الحكومة العراقية المركزية وإيران. وتدرس تركيا اتخاذ المزيد من الاجراءات العقابية بحق اقليم كردستان بالتنسيق مع بغداد بهدف ارغام ادارته على التراجع عن الاستفتاء الذي اجري في 25 من الشهر الماضي ونتائجه إلا أنها تكرر رفضها لهذا الطلب لكنها تعبر عن استعدادها للحوار مع الحكومة المركزية في بغداد بدون الشروط التي وضعتها وهي الغاء الاستفتاء والاعتراف بوحدة العراق والرضوخ الى الدستور.
وكان من المقرر أن يزور رئيس الوزراء التركي العراق في 15 من الشهر الحالي لكن الزيارة ألغيت وفقًا لوسائل إعلام تركية بسبب خلافات بين بغداد وأنقرة حول قاعدة بعشيقة قرب مدينة الموصل العراقية، حيث تقوم تركيا بتدريب مقاتلين سنة عرب أكراد على مواجهة مسلحي تنظيم داعش، لكن الحكومة التركية نفت صحة إلغاء الزيارة موضحة انها ارجئت الى موعد آخر. واعلن وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو اواخر الشهر الماضي أن بلاده يمكن أن توقف نشاطاتها في قاعدة بعشيقة كأحد الإجراءات الجوابية من أنقرة على استفتاء إقليم كردستان.
طهران : زيارة العبادي مهمة للغاية
وفي طهران وصف علي أكبر ولايتي مستشار المرشد الاعلى الايراني علي خامنئي للشؤون الدولية زيارة العبادي المرتقبة الى ايران بالمهمة للغاية لافتًا الى العلاقات الاستراتيجية القائمة بين البلدين.
وقال ولايتي في تصريحات نشرتها وسائل اعلام ايرانية إن العلاقة بين ايران والعراق استراتيجية وقائمة على اساس حسن الجوار والاخوة.. مشيرا الى انه "خلال الايام الصعاب في العراق، فإن الشعب الايراني من خلال ارشادات سماحة قائد الثورة الاسلامية قد ذهب لمساعدة الشعب والحكومة العراقية وانهم بمساعدة ايران استطاعوا بقوة الحفاظ على وحدة تراب بلدهم والانتصار على اعدائهم في الداخل والخارج".
واضاف ان تبادل الزيارات بين البلدين سيما على مستوى كبار المسؤولين يعد امرًا طبيعيًا وملحّا وكلما ازدادت هذه الزيارات خلال فترات زمنية أقصر فإن امكانية تبادل وجهات النظر ستكون اكثر وفي أي وقت يقوم السيد العبادي او أي مسؤول عراقي بزيارة ايران فإنها تحظى بترحيبنا". واشار الى ان هذه الزيارات ليست زيارات دبلوماسية بحتة بل زيارات حيوية تجري في ظروف حساسة.
واستبق محمد محمدي كلبايكاني مدير مكتب المرشد الأعلى خامنئي زيارة العبادي بالقول الاثنين إن جهود اللواء قاسم سليماني قائد فيلق القدس في الحرس الثوري أحبطت خطط تأسيس "إسرائيل" ثانية في كردستان العراق. وقال في كلمة له إن أميركا وإسرائيل كانتا قد خططتا لتأسيس إسرائيل ثانية في إقليم كردستان العراق وكان من الخزي أن رفعوا علم إسرائيل إلا أن توجيهات قائد الثورة الإسلامية وجهود اللواء سليماني قد أحبطت مخططاتهم وتم تحرير كركوك من دون إراقة دماء .
وأمس، قال العبادي خلال مؤتمر صحافي في بغداد انه سيزور تركيا وايران لنقل الرؤية العراقية حول مستقبل المنطقة وبحث السيطرة على المعابر الحدودية التي كانت سلطات الاقليم تسيطر عليها وتستولي على اموالها، اضافة الى ملف المياه المشتركة. واوضح ان البلدين يعتبران انفصال اقليم كردستان يشكل خطرًا على امنهما الوطني وعلى أمن المنطقة.. مشددًا على ان العراق اصبح له اثر ومحور اقليمي كبير وانه يتعامل مع كل جيرانه بمرونة عالية.
وكان العبادي قام خلال الايام الثلاثة الماضية بجولة اقليمية قادته الى السعودية ومصر والاردن بحث خلالها تطوير علاقات العراق مع البلدان الثلاثة، والتنسيق معها في مواجهة الارهاب الذي تتعرض له دول المنطقة.