العائدون من داعش يقصدون أوروبا وليبيا ومصر

آخر تحديث 2017-10-26 00:00:00 - المصدر: ايلاف


«إيلاف» من القاهرة: بعد تعرض تنظيم ما يعرف بـ"داعش" لهزائم كبيرة في العراق وسوريا، بدأ عناصر في العودة إلى بلادهم، وأصبحوا يشكلون قلقًا متزايدًا للأجهزة الأمنية في دول أوروبا ومصر وليبيا وشمال أفريقيا.

وحذر الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، من أنهم يمثلون خطرًا كبيرًا، معربًا عن قلقه من إمكانية تسلل بعضهم إلى ليبيا وسيناء.

أصبح أعضاء ما يعرف "تنظيم داعش" خطرًا على المجتمعات والسلم العالمي، لاسيما أنهم بدأوا في التدفق إلى بلدانهم الأصيلة، بعد تعرض التنظيم لهزائم كثيرة في العراق وسوريا، وحذر مركز صوفان الاستشاري للشؤون الأمنية في تقرير له، من أن "عودة ما لا يقل عن 5600 عنصر من تنظيم "داعش" من العراق وسوريا إلى دولهم، ستشكل تحديا أمنيا هائلا لهذه الدول".

وأوضح التقرير الذي أصدره المركز الأميركي أمس الأول الثلاثاء: "حتى الآن عاد ما لا يقل عن 5600 مقاتل من 33 دولة إلى بلدانهم، ما يشكل تحديا هائلا للأمن ولعمل أجهزة الأمن".

وحسب التقرير، فإنه "بعد أن كان تنظيم "داعش" يسيطر على مناطق في سوريا والعراق تعادل مساحة إيطاليا عام 2014، فقد اليوم نحو 85 بالمئة منها أمام القوات المدعومة من روسيا والولايات المتحدة".

وكشف التقرير أن "أكثر من 40 ألف أجنبي قدموا من 110 دول للانضمام إلى تنظيم "داعش" قبل وبعد إعلان تشكيل نواته الأولى في يونيو "2014، مشيرًا إلى أن "بعضهم سيبقى متمسكا بشكل من أشكال "الجهاد العنيف" الذي يدعو إليه تنظيما "داعش" و"القاعدة".

ولفت إلى أنه "من الواضح أيضا، أن من يريد مواصلة القتال منهم سيجد طريقه للقيام بذلك".

ونقل التقرير عن "شبكة التوعية الراديكالية" قولها في تقرير "إن ما لا يقل عن 30 بالمئة من قرابة 5 آلاف مواطن من دول الاتحاد الأوروبي الذين ذهبوا إلى العراق وسوريا، عادوا إلى بلدانهم"، منوهًا بأن "سياسة الحكومات مع العائدين إلى ديارهم هي السجن بشكل عام".

وقال مركز "صوفان" إنه "من غير المتوقع أن تتلاشى قريبا ظاهرة المقاتلين، وانضمامهم إلى ما بقي من تنظيم "داعش" أو إلى مجموعات أخرى مشابهة قد تظهر لاحقاً".

وتخشى مصر من تسرب عناصر داعش من سوريا والعراق إلى ليبيا ومنها إلى الصحراء الغربية وسيناء، وأعرب الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، عن قلقه من انتقال عناصر تنظيم "داعش" إلى مصر عبر الاراضي الليبية، بعد الهزائم التي مني بها في كل من سوريا والعراق.

وقال السيسي في مقابلة مع قناة "فرانس 24" الفرنسية، "تقديرنا أن النجاح الذي تحقق في مواجهة داعش الإرهابي في سوريا والعراق، سيترتب عليه انتقال ولو بعض العناصر من هذه العصابات إلى ليبيا ومصر وسيناء وغرب أفريقيا".

وأضاف الرئيس المصري خلال زيارته إلى فرنسا: "حتى الآن خلال السنتين ونصف أو الثلاث سنوات الماضية دمرنا 1200 سيارة محملة بالذخائر وبالإرهابيين، أتت من حدود مصر الغربية مع ليبيا"، مشيرًا إلى أن مصر تواجه مشكلة في تأمين حدودها مع ليبيا، وقال: "لا احد يستطيع تأمين حدود تمتد /1200 / كيلومتر في مناطق صحراوية مئة في المئة".

تتحسب مصر لهذا الخطر منذ نحو عامين، ولهذا أنشأت قاعدة محمد نجيب العسكرية بالقرب من الحدود مع ليبيا، وقال اللواء نبيل فؤاد، الخبير العسكري، إن العائدون من داعش يشكلون خطرًا متزايدًا على الأمن القومي المصري، مشيرًا إلى أن مصر بدأت في مواجهة المشكلة في أعقاب ثورة 30 يونيو 2013، وسقوط نظام حكم جماعة الإخوان المسلمون.

وأوضح لـ"إيلاف" أن الجماعة استدعت عناصرها والجهاديين المصريين الذين سافروا للتدريب في سوريا في عهد الرئيس الأسبق محمد مرسي، من أجل مواجهة الجيش والشرطة والانتقام لسقوطها في ثورة شعبية.

وأشار إلى الجيش المصري وضع خططًا لمواجهة ظاهرة العائدين من داعش عبر ليبيا، من خلال تضييق الخناق، ومراقبة الحدود على مدار 24 ساعة، لافتاً إلى قوات الجيش دمرت 120 سيارة محملة بالذخائر والأسلحة والإرهابيين كانت تحاول العبور من ليبيا إلى مصر.

وذكر أن أحد أهم أهداف إقامة قاعدة محمد نجيب العسكرية وهي أكبر قاعدة عسكرية في الشرق الأوسط، هو السيطرة على الحدود الغربية مع ليبيا، وأن تكون القوات المصرية على أهبة الاستعداد لمواجهة الجماعات الإرهابية التي تحظى بدعم خارجي سخي.

وحسب وجهة نظر الشيخ نبيل نعيم، الخبير في شؤون الجماعات الإسلامية، فإن هزائم داعش المتوالية في سوريا والعراق، دفعت أعضاء التنظيم إلى البحث عن مراكز جديدة لاستعادة عافية التنظيم، مشيرًا إلى أن الآلاف من أعضاء سوف يحاولون العودة إلى بلدانهم، وهو ما يشكل خطرًا كبيرًا عليها.

وأضاف لـ"إيلاف" أن الداعشيين من غير أبناء سوريا والعراق يفضلون السفر إلى أوروبا، مشيرًا إلى أن أكبر عدد منهم استطاع التسلل إلى دول أوروبية خلال السنتين الماضيتين، من خلال الاندساس وسط اللاجئين السوريين والعراقيين.

وأشار إلى أن عدد قليل منهم عاد إلى دولهم العربية في مصر وتونس والمغرب، بينما تعتبر ليبيا مقصدًا استيراتيجيًا لمن يسعون إلى الاستمرار في ممارسة العنف والإرهاب بشكل تنظيمي.

وكشف مركز الأمان البلجيكي، أن مقاتلي تنظيم "داعش" يغادرون سوريا في طريقهم إلى أوروبا لتنفيذ هجمات عبر تركيا واليونان على متن قارب من دون جوازات سفر".

وأضاف المركز أن تنظيم داعش سرق 18 ألف جواز سفر من النظام السوري لتسهل دخول الإرهابيين إلى أوروبا، حيث عثرت السلطات الأوربية على 8000 ألف شخص بجوازات سفر سورية مزورة.