عرضت الولايات المتحدة على العبادي وبارزاني وساطتها في المساعدة على بدء حوار بين بغداد وأربيل.. فيما كشف البنتاغون عن خسائر القوات العراقية بالأفراد في معركة تحرير الموصل.
إيلاف من لندن: تلقى رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي اتصالًا هاتفيًا من وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون جرى خلاله بحث تطورات العمليات العسكرية ضد تنظيم داعش وانطلاق عملية تحرير قضاءي القائم وراوة غرب محافظة الاتبار بأقصى الغرب العراقي حيث آخر معاقل التنظيم في البلاد، إضافة إلى تطورات عملية اعادة انتشار القوات الاتحادية في كركوك وبقية المناطق والاوضاع السياسية والأمنية.
وفيما بارك تيلرسون انطلاق عملية تحرير القائم، فقد عبر عن قناعته بأن القوات العراقية قادرة على حسم المعركة والقضاء على عصابات داعش.
وشدد تيلرسون على موقف بلاده الداعم لوحدة العراق وتفهمها لفرض السلطة الاتحادية في محافظة كركوك وبقية المناطق مشيرًا إلى اهمية تعاون الاقليم مع السلطة الاتحادية والتأكيد على الحوار في اطار الدستور العراقي، كما نقل عنه بيان صحافي لمكتب رئاسة الحكومة العراقية الليلة الماضية تابعته "إيلاف".
ومن جهته، فقد أشار العبادي إلى أنّ الاولوية مازالت للمعركة ضد داعش وقال "اليوم انطلقت عملية تحرير القائم ونحن عازمون على القضاء على داعش وحسم المعركة قريبا".
وأضاف ان الحكومة مصممة على تطبيق القانون والدستور في جميع المناطق وعلى اقليم كردستان الالتزام بتسليم المنافذ الحدودية والمطارات للسلطة الاتحادية مشيرًا إلى أنّ اعادة الانتشار وفرض السلطة الاتحادية اجراء قانوني ودستوري، "واننا نحرص على أمن المواطنين في تلك المناطق".
ومن جانبها، أعلنت وزارة الخارجية الأميركية أن تيلرسون أعرب خلال اتصال هاتفي مع رئيس اقليم كردستان مسعود بارزاني استعداد بلاده لمساعدة بغداد واربيل للبدء بحوار لحل المشكلات بين الجانبين.
وقالت الخارجية الأميركية في بيان ان تيلرسون طالب العبادي القبول بمبادرة حكومة اقليم كردستان والبدء بالحوار معها على اساس مبادئ الدستور العراقي. وأشارت إلى أنّ تيلرسون اجرى اتصالاً هاتفيًا مطولا مع بارزاني أكد خلاله ان بلاده مستعدة لمساعدة بغداد واربيل للبدء بالحوار بينهما.
وقال تيلرسون إن الولايات المتحدة صديقة للعراق وصديقة لكردستان على حد سواء مطالبًا القوات العراقية والپيشمركة الكردية بانهاء الاشتباكات بينهما. وشدد تيلرسون على ان بلاده في هذه المرحلة تدعم عراقًا اتحاديًا ديمقراطيًا موحدًا.
وكان العبادي قال أمس إن الاستفتاء الذي اجراه اقليم كردستان العراق على الانفصال في 25 من الشهر الماضي جاء في وقت يخوض فيه العراق حربا ضد تنظيم داعش.. مشددًا بالقول "نحن لانقبل الا بالغاء الاستفتاء والالتزام بالدستور".
وكانت حكومة اقليم كردستان قد أعلنت أمس استعدادها لتجميد نتائج الاستفتاء على الانفصال داعية إلى وقف اطلاق النار فورا وانهاء جميع العمليات العسكرية في الاقليم. ودعت إلى "البدء بحوار مفتوح بينها وبين الحكومة الاتحادية على اساس الدستور العراقي".
وسبق للحكومة العراقية ان اشترطت لبدء حوار مع اربيل الغاء الاستفتاء وتجميد نتائجه التي وافقت على الانفصال وتأكيد وحدة العراق والاحتكام إلى الدستور في كل الاجراءات المتخذة.
البنتاغون يكشف خسائر القوات العراقية بالافراد في معركة الموصل
إلى ذلك، كشفت وزارة الدفاع الأميركية عن خسائر القوات العراقية بالافراد في معركة الموصل التي خاضتها في أواخر الماضي واستطاعت خلالها من تحرير ثاني اكبر مدن العراق موضحة ان 1500 عسكري قتلوا فيها إضافة إلى 8 الاف جريح.
وأشارت الوزارة إلى أن العمليات التي يقودها التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة ساهمت في تحرير أجزاء كبيرة من الأراضي التي كانت تحت سيطرة تنظيم داعش في العراق وسوريا.
وأوضحت في بيان من مقر عمليات "العزم الصلب" التي ينفذها التحالف الدولي في العراق وسوريا ضد تنظيم داعش منذ الثامن من أغسطس عام 2014 ان قوات التحالف أعادت أكثر من 95٪ من الأراضي التي كان يسيطر عليها تنظيم داعش في العراق وسوريا وساهمت بالإفراج عن أكثر من 6.9 ملايين مواطن سوري وعراقي كان التنظيم يحتجزهم في المناطق التي سيطر عليها.
وأضافت الوزارة ان قوات عراقية تضم حوالي 120 ألف جندي وضابط دربهم التحالف ما زالت تواصل تطهير المناطق المحررة من مسلحي التنظيم وتستعد للقيام بهجمات كبرى في محافظة الأنبار ووادي نهر الفرات لانهاء وجود التنظيم على الاراضي العراقية بشكل كامل.
وأشارت إلى 1500 جندي عراقي قتلوا في المعارك خلال عملية تحرير مدينة الموصل بينما أصيب 8000 آخرون.
ونوهت إلى أنّ قوات سوريا الديمقراطية التي ضمت تحت رايتها قوات كردية وعربية وتألفت من 12 ألف جندي دربهم التحالف تمكنوا من تحرير مدينة الرقة ودفعوا مقاتلي التنظيم للخروج من معقلهم الأخير هناك في سوريا". وأوضحت ان هذه القوات عانت من خسائر ايضا حيث قتل حوالي 1100 شخص وأصيب أكثر من 3900 في معارك التحرير.
وأشار البنتاغون إلى أنّ إجمالي التكاليف التي ساهمت فيها الولايات المتحدة في عملية "العزم الصلب" بلغت حتى نهاية يونيو من العام الحالي، 14.3 مليار دولار.