بغداد/ نبأ نيوز:
بالرغم من عدم صدور إعلان رسمي من بغداد أو الرياض، بشأن حقيقة وجود زيارة مقررة لولي العهد السعودي محمد بن سلمان إلى العراق، إلا أن مراقبين، يستبعدون إتمام هذه الخطوة حاليا، لعدة أسباب.
وكان النائب عن ائتلاف دولة القانون، جاسم محمد جعفر، أعلن مطلع الأسبوع، إن رئيس الوزراء حيدر العبادي، لن يستقبل ولي العهد السعودي في حال زيارته بغداد، بسبب التطورات الأخيرة في المنطقة، وفي مقدمتها الأزمة اللبنانية الناشئة بسبب استقالة سعد الحريري من منصب رئيس الوزراء في لبنان، والجدل بين السعودية وإيران بشأنها.
وفي مقدمة الاسباب التي تمنع زيارة بن سلمان إلى العراق حاليا، الحرج الذي قد تسببه هذه الخطوة للعبادي.
ويحاول العبادي أن ينأى بنفسه عن سياسة المحاور والاستقطاب الطائفي في المنطقة، بالرغم من تأثر العراق بها.
وتراقب أطراف عراقية كثيرة، بحذر، التطور المستمر في علاقة بغداد بالرياض، وإمكانية أن تشكل عامل استفزاز لإيران.
ويتبادل مسؤولون سعوديون وإيرانيون، اتهامات عديدة، بالمسؤولية عن أزمات المنطقة، لا سيما في ملفي اليمن وسوريا، قبل أن يضاف إليها لبنان.
ويقول مراقبون، إن "زيارة بن سلمان، إلى العراق، في هذه الظروف، ستسبب حرجا بالغاَ للعبادي، وتتيح لخصومه فرصة النيل منه".
ويرتبط السبب الثاني برئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني، وهو حليف عراقي مهم للسعوديين.
ويقول مراقبون، إن السعودية لا تريد أن تبدو وكأنها تقف خلف العبادي، في لحظة مواجهته للبارزاني، إثر استفتاء الخامس والعشرين من أيلول.
وقبيل موعد الاستفتاء، بنحو أسبوع واحد، أرسلت السعودية، وزيرها لشؤون الخليج العربي، ثامر السبهان إلى أربيل، حيث التقى بارزاني.
وأكد الوزير السعودي "استمرار وتطوير علاقات الصداقة العريقة بين السعودية وكردستان".
وخلال اللقاء، ثمن بارزاني، "موقف الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده الأمير محمد بن سلمان، والأهمية التي يوليانها لكردستان"، مشيدا بـ"العلاقات العريقة بين السعودية وكردستان".
ومن شأن زيارة بن سلمان إلى العراق حاليا، أن تفسر على أنها رسالة دعم لحكومة العبادي، في مواجهة الكرد. وترجح أوساط سياسية أن بن سلمان ربما ينتظر انجلاء الموقف بين بغداد وأربيل، قبل النظر في موضوع زيارة العراق.
والسبب الثالث، وفقا لمراقبين، يعود للوضع السياسي الداخلي في السعودية، الذي يشهد أزمة كبيرة، بعد حملة اعتقالات طالت عشرات الشخصيات الهامة في العائلة المالكة، فضلا عن رجال أعمال بارزين، على خلفية تهم بالفساد.
وتقول دول مناوئة للسعودية، إن الفساد هو مجرد ذريعة يستخدمها بن سلمان لتصفية خصومه الداخليين، ومراكز النفوذ الخارجة عن سلطته في الرياض، تمهيدا لتوليه العرش، خلفا لوالده الطاعن في السن.
ويقول مراقبون إن مغادرة بن سلمان للسعودية في هذه الظروف، أمر مستبعد، مع الحديث المستمر عن تذمر داخل العائلة المالكة منه بسبب هيمنته على السلطات، وإمكانية أن يغذي هذا الشعور تمردا داخليا ضده.
أما السبب الرابع والأخير، الذي يمنع بن سلمان من زيارة العراق حاليا، هو الانشغال السعودي بالملف اللبناني والتصعيد على الجبهة اليمنية، وتطور الجدل مع إيران وصولا إلى لغة الحرب.
ومنذ اعلن رئيس الوزراء اللبناني، سعد الحريري، عن استقالته من الرياض، تشهد السعودية نشاطا دبلوماسيا مكوكيا.