الرئيسية | المقالات
ابتسم….انت في ملعب الشعب
الوقت : ديسمبر 10, 2017 | 7:35 م [post-views]
علي العبودي
قبل ايام استرجعت شريط الذكريات ووقفت في ذهني صورة ملعب الشعب الدولي ، في منتصف الشهر الرابع من العام سبعة وتسعين من العقد الماضي ، وقتها كنت ذاهباً لملعب الشعب لمشاهدة مباراة القمة بين الزوراء والطلبة رفقة الشهيد المرحوم خالي ، وما ان وصلنا البوابة حتى تفاجئنا بغلق الملعب لأغراض الترميم و الصيانة وتأجيل اللقاء لحين اكماله ، انتابني شعوراً بالفرح والسرور لأننا سنرى الملعب الوحيد القادر على احتضان الجماهير بحلة جميلة ومواصفات مشابهة لملعب ويمبلي الانكليزي لما كانت تطرق مسامعنا من كلمات كانت تؤكد لنا بأنه سيشهد نقلة نوعية في اعماره وسيكون بحق ذلك الصرح المعماري الذي يسر الناظرين . ما جعلني اشعر بالأسى ان تلك الصورة التي طبعوها في مخيلتي لم اجدها عند افتتاحه بل وجدت الملعب على صورته البالية ، سوى بعض التغييرات التي شملت تغيير العشب والمدرجات .
المشهد يتكرر اليوم والصورة المأساوية تعاد من جديد عندما اعلنت وزارة الشباب والرياضة عن غلق ملعب الشعب للجولتين القادمتين في دوري الكرة الممتاز- لأغراض الصيانة وأوعزت للأندية الجماهيرية باللعب على ملاعب اخرى لاتتوفر فيها ابسط مقومات اللعبة ، الامر الذي جعل ادارات الاندية في موقف محرج بعد ان دفعت ثمن استأجاره للوزارة ، فضلاً عن العقوبات التي قد تطال اندية الشرطة والزوراء والجوية والطلبة لعدم امتلاكهم ملاعب تستوفي الرخصة الاسيوية . في حال حدوث ذلك لاسامح الله فهذا يعني بأن دوري الاضواء سيكون دوري هواة اضافة الى حرمان انديتنا من المشاركات الخارجية وابعاد ناديي النوارس والصقور من كأس الاتحاد الاسيوي بعد ان فقدنا بطاقة ونصف في دوري الابطال بسبب اهمال اتحاد الكرة لرسائل الاسيوي فيما يخص مشاركتنا في البطولة الاقوى على مستوى القارة الصفراء .
هنا لابد ان نقول ان الترميمات والاصلاحات الترقيعية الوقتية لاتجدي نفعاً في ذلك الملعب المتهالك الذي تم بناءه في ستينات القرن الماضي على يد رجل الاعمال العراقي الارمني غولبنكيان …وعلى ذكر غولبنيكان فأن كل من وطأت اقدامه الملعب يجب ان يترحم عليه ، لولاه لما كان هناك في العراق ملعب دولي يخوض عليه المنتخب مبارياته الدولية ، ولما حضرت منتخبات العالم الى العاصمة بغداد التي تفتقد الى ملعب ينسجم مع تاريخها وتراثها العريق . لذلك ندوعوا الجهات الحكومية والمؤسسات الرياضية وعلى رأسها وزارة الشباب الى تبني مشروع هدم ملعب (التعب) واعادة بناءه من جديد وفق الطراز الحديث ، يضاهي ما موجود في عواصم البلدان المجاورة التي كانت في فترة من الفترات صحاري ورمال ، لاتمتلك اي منشأت رياضية .
تزيين عاصمتنا الحبيبة بتحفة معمارية تكون مسرحاً لأستقبال الفرق القادمة من الخارج ، سيساهم نوعاً ما بأعادة مجدها وتذكير بلدان العالم بمدينة الشعراء والصور كيف كانت تعانق من يقدم اليها بجمال شوارعها وطيبة اهلها ، كما سيجعل من يأتي اليها يتغنى باللحن السنباطي الخالد على لسان ام كلثوم : بغداد ياقلعة الاسود ياكعبة المجد والخلود ياجبهة الشمس للوجود .
لكم تمنيت لو واجهت الوافدين لذلك الملعب الذي ارتسم في مخيلتي لوحة تقول (ابتسم …. انت في ملعب الشعب)
لامبالغة في ذلك ايها الاصدقاء ، ولاتعجب ايها القارئ الكريم …هكذا هي امنيات المواطن الشريف والمحب لبلده.
وفي الختام اقول قدم المرء يجب ان تكون مغروسة في وطنه ، اما عيناه يجب ان تستكشف العالم
اترك تعليق