واشنطن قلقة من الإرهاب في الداخل بعد هزيمة تنظيم داعش في الخارج

آخر تحديث 2017-12-16 00:00:00 - المصدر: نبأ نيوز

نيويورك/ متابعة

حذّر خبراء في مكافحة الإرهاب من تزايد العمليات الإرهابية داخل الولايات المتحدة بعد نجاح الحلفاء الغربيين في استعادة معظم الأراضي التي استولى عليها تنظيم داعش المتشدد في سوريا والعراق، مما يحفّز على شنّ المزيد من الهجمات من منطلق الغضب أو الانتقام.

وقال شيماس هيوز، المستشار السابق بالمركز الوطني لمكافحة الإرهاب التابع للحكومة الأميركية، إن الهجمات الفردية “عادة ما تكون أضعف تنظيما وأقل فتكا وهذا لأنك تتعامل مع هواة”. وأضاف هيوز “سنشهد المزيد من المخططات وكذلك الهجمات بكل أسف”، فيما دعا التنظيم المتشدد منتسبيه إلى تنفيذ عمليات إرهابية بحلول أعياد الميلاد.

وأكدت بحوث أجراها برنامج مكافحة التطرف في جامعة جورج واشنطن، حيث يشغل هيوز منصب نائب المدير، تصاعد موجة الهجمات الفردية في الولايات المتحدة، ما يعزّز المخاوف لدى الأميركيين، خاصة مع وجود تقارير تشير إلى عودة الآلاف من المسلحين.

وفي حين أنه من الصعب منع تلك الهجمات مقارنة بالهجمات المنسقة التي ينفذها مجموعة من الأشخاص الذين قد يكون من السهل على جهات إنفاذ القانون أو وكالات المخابرات مراقبة اتصالاتهم، فإنها عادة ما تكون أقل ضررا. وقال ماكس أبراهامز، الأستاذ بجامعة نورث إيسترن والمتخصص في شؤون الإرهاب، “يمكن لشخص واحد أو اثنين إحداث الكثير من الأضرار، لكن هذه الفئة لا تستطيع شنّ حملات إرهابية مستدامة”.

وشهدت الولايات المتحدة 19 هجوما نفذها أشخاص استلهموا فكر تنظيم داعش المتشدد منذ أن أعلن التنظيم خلافته المزعومة في يونيو 2014، بعد سيطرته على مناطق واسعة من العراق وسوريا. ووقع 12 هجوما من تلك الهجمات في عامي 2016 و2017 بزيادة بمعدل، الثلثين تقريبا، مقارنة بالعامين السابقين.

وقال مدير مكتب التحقيقات الاتحادي كريستوفر راي، في شهادة أمام الكونغرس الأسبوع الماضي “ما من جماعة نجحت في اجتذاب أشخاص إلى أيديولوجيتها الجانحة بقدر ما نجح تنظيم داعش”. وأضاف “يستطيع الإرهابيون الآن من خلال الإنترنت الوصول إلى مجتمعاتنا المحلية لاستهداف مواطنينا وتجنيدهم”.

ويقسم محللو الأمن القومي، الذئاب المنفردة التي تشن هجمات في شكل مجموعات صغيرة أو انفرادية، إلى ثلاث فئات: المهاجمون الذين يتصرفون بإيعاز من جماعة وآخرون لهم اتصالات محدودة بمنظمة ما لكنهم يتصرفون بشكل كبير من تلقاء أنفسهم.

وأما الفئة الثالثة فليس لها اتصال بأي جماعة لكنها تقوم بأعمال عنف بعد اعتناقها أفكارا متشددة تأثرا بمواد منشورة عبر الإنترنت. واتبع مهاجر من بنغلادش، يدعى عقائد الله ويبلغ من العمر 27 عاما، هذه التعليمات، الاثنين الماضي، عندما حاول تفجير قنبلة محلية الصنع في واحدة من أكثر المحطات استقبالا للركاب في نيويورك، ما يبرز مدى صعوبة الهجمات الفردية لمتشددين يتصرفون من تلقاء أنفسهم.