* مواجهة الأندية الجماهيرية أول اختبار للبرازيلي باكيتا
روما – علي النعيمي
رغم احتلال فريق الشرطة المركز الثاني برصيد 16 نقطة خلف المتصدر الزوراء، إلا انه لم يفصح عن مستواه الحقيقي لغاية الآن، نظراً لما يمتلكه من عناصر متميزة لديها القدرة على احداث الفارق خلال المواجهات، كذلك لم يلتق حتى الجولة السادسة أي ناد جماهيري كبير يضعه تحت ضغط المنافسة او يستنزف جهده، بل قابل كلاً من كربلاء والبحري والديوانية وزاخو والحدود وأخيراً نادي الحسين الذي خطف منه تعادلاً ثمينا, العريق الشرطاوي تفوق على خصومه بفضل خبرة لاعبيه ونجومه الدوليين رافعا شعار النقاط على حساب الأداء، كما ان قرعة الدوري خدمته كثيراً، وعليه سوف يخوض مواجهتين صعبتين أمام الميناء والزوراء برسم الجولتين التاسعة والعاشرة، والأهم من ذلك أن جهازه التدريبي بقيادة البرازيلي ماركوس باكيتا لم يستقر على تشكيلة واحدة واتبع نظام المداورة والمفاضلة بين البدائل المتاحة لغرض الاستشفاء.
خيارات عديدة
لقد ظفر نادي الشرطة خلال الموسم الحالي بمجموعة مثالية من اللاعبين المميزين لاسيما في خط الوسط لكن من خلال متابعتنا للقاءات القيثارة في الجولات الماضية، نجد ان الرؤية لا تزال غير واضحة امام المدرب باكيتا لحظة اختيار عناصره الأساسية، إذ بقي حائراً عند توظيف لاعبي خط الوسط لما يمتلكه من وفرة في الاسماء المنتجة، تمتاز جميعها بالموهبة والأداء الفردي، بالإضافة الى الحل الآني وتخليص الكرة ورفع الإيقاع وكذلك تأدية العديد من الأدوار الرئيسة أو الساندة في حال تحوير أسلوب اللعب لاسيما في خطي الوسط والهجوم.
المنظومة الدفاعية
في حراسة المرمى، لا تزال المنافسة مستعرة بين المتألق أحمد باسل وزميله محمد حميد بيد أن الأخير بدأ يستعيد مستواه المعهود، في حين ثبّت باكيتا أركان دفاعه بالاعتماد على حسام كاظم وعلي لطيف وأحمد محمد ووليد سالم وقد زج أخيراً بعلي فائز وكرار محمد، ولم يشهد هذا المركز أية مشاكل تذكر إلا في بعض الحالات بفعل الأدوار الساندة لكل من علاء مهاوي ونبيل صباح وحسين عبد الواحد وأكوتي.
سوء التوظيف
لم نشاهد اي فوارق فنية ملموسة في أداء الفريق بحيث تؤمن له ستراتيجية لعب واضحة في تحضير الهجمات بعيداً عن الأسلوب الشائع والممل(اللعب الطويل) أو(الاعتماد فقط على نقل الكرات من طرفي الملعب الى منطقة جزاء الخصم) للإفادة من قدرات المهاجمين ايمن حسين وعلاء عبد الزهرة في ترجمة العاب الرأس الى أهداف، كذلك لم نجد اللاعب الذي يحتفظ بالكرة طويلاً تحت الضغط في طرفي الملعب أو في ملعب الخصم، اما نهج بناء الهجمات فيبدأ بتدوير الكرات من جهة إلى أخرى مع حيازة ملحوظة معتمداً على اللاعبين حسين عبد الواحد والمحترف الغاني أكوتي منساه اللذين لديهما نزعة دفاعية ويتشابهان في طبيعة مركزيهما بيد ان اللاعب الافريقي كان الأكثر حيوية ولديه ردة فعل سريعة في التغطية الدفاعية والصراعات البدنية من دون أخطاء ويشغل مساحات كبيرة في الملعب، وبدورنا نتساءل لماذا لم يتخل باكيتا عن احدهما لمعالجة النمطية التي تحدث في التحضير والرتم البطيء الذي يبدأ بالتفعيل عند الزج بعمار عبد الحسين مع أكوتي كما حدث في الشوط الثاني من لقاء الديوانية وبعض المباريات الأخرى؟.
مهاوي وكامل
نقطة أخرى تتعلق بمسألة التدوير والمناورة بين علاء مهاوي ومهدي كامل في جهة اليمين، وعلى الرغم من ايماننا المطلق بأن التوظيف وتطبيق الواجبات من صلاحية المدرب باكيتا، لكن واجبات مهاوي قد انحصرت فقط في تأدية دور الجناح أو لاعب وسط الطرف التقليدي الذي يقوم فقط بالربط أو (الاوفر لاب) مع الظهير سالم، في حين ان لدى مهاوي المهارة والقدرة على مفاجأة الخصوم واتخاذ القرار الأمثل عبر الاختراق و الدخول الى العمق، وانه بحاجة ماسة الى التحرر ومنحه أدواراً متعددة للإفادة من تكنيكه العالي في ضرب المدافعين، وذات الكلام يقال عن مهدي كامل الذي يجد ذاته عندما يكون خلف أيمن حسين وعلاء عبد الزهرة مباشرة ومنحه واجبات متعددة في وسط الملعب للاستلام والتحضير، أما الجهة الأخرى(اليسار) فقد سجلت تراجعا ًواضحا لمستوى أمجد وليد الذي لم يكن فعالاً في جميع المباريات السابقة وبدأ يفقد كراته مع البطء في الانتقال والتغطية، بينما قدم نبيل صباح أداءً جيداً وقد فعّل جهته بمشاركة واضحة من قبل الظهير حسام كاظم.
أسلحة الهجوم
خط هجوم القيثارة ناري بقيادة المحنك علاء عبد الزهرة والهداف الواعد أيمن حسين وعبد القادر طارق بالإضافة الى الموهبة مهند علي الذي يعتمد كثيراً على مهارته في التصرف وسرعة اتخاذ القرار والمباغتة في تطوير الهجمات لكن ما يعاب عليه الفردية والتسرع في بعض الاحيان ويتشابه أسلوبه مع حسين لكنه اكثر قوة في الحفاظ على كرته ويملك رشاقة واضحة في الجري، في حين لا يزال أيمن حسين يراهن على ألعاب الهواء في التسجيل واللعب على أخطاء المدافعين، بينما غابت عن عبد الزهرة سرعة التخطي والتصرف السريع لحظة الانهاء والتسديد المباشر على الهدف رغم أهدافه الجميلة.