بقلك عبد الكريم ياسر
على ضوء متابعتنا لبرنامج استوديو الجماهير للزميل حيدر زكي الذي استضاف كل من الخبير الدكتور علي الحسناوي والوزير الأسبق لوزارة النقل عامر عبد الجبار اسماعيل فلقد توضح لنا نحن الوسط الرياضي الكثير من الأمور خلال ما طرحه الضيف الوزير السابق حيث تطرق لأمور في غاية الاهمية كانت غائبة عن الجميع واهم تلك الأمور هو حديثه الذي شخص فيه الخلل وراء اخفاق الرياضة العراقية رغم توفر البني التحتية والأموال والأمور الفنية.
وكما بين سبل معالجته و بكل شجاعة ومهنية ولاسيما باني كتبت عنه مرارا وتكرارا في عدة مناسبات حيث كنت ولا زلت أطالب ان يكون الرجل المناسب في المكان المناسب كما كنت ولا زلت أقول ان اهم مقومات النجاح هو المال والتخطيط السليم وكلاهما مكمل للأخر وهذا ما ذكره أمس عبد الجبار حيث قال ما ينقص قطاع الرياضة هو توفر القائد الإداري الناجح سواء كان في الاولمبية او الوزارة او الاتحادات او الاندية وهذا ينسحب على التخطيط السليم الذي لابد منه إذ ان الرياضة العراقية ينقصها من يخطط لها تخطيطا يجنبها الاشكالات ويقودها الى تحقيق الانجاز والدليل بأن هذه التخبطات التي نعاني منها هي كانت وراء التقاطعات الحاصلة بين الأولمبية العراقية التي تعمل بلا قانون منذ تأسيسها بعد أحداث عام 2003 وبين وزارة الشباب ولجنة الرياضة البرلمانية وبعض الأشخاص المعنيين الذين استغلوا هذه المثلبة ان صحت التسمية إضافة إلى اطماع لدى البعض وكذلك تصفية الحسابات والتدخلات السياسية وكل هذه الاعتبارات كانت كفيلة بخلق أجواء متوترة باتت تهدد مستقبل الرياضة العراقية عموما.
على خلفية هذا اللقاء التلفزيوني فقد وردتني عدة اتصالات هاتفية من نجوم الرياضة ومن بعض زملاء المهنة إضافة إلى البعض من الجماهير عشاق الرياضة حيث اجمعوا على هذا اللقاء كان من أفضل اللقاءات الرياضية التي تبثها الفضائيات العراقية وكانت هذه الحلقة التي عرفنا من خلالها ما لم تكن نعرفه من قبل وهذا عكس ما كنا نتوقعه في بداية الحلقة حيث قلنا ما علاقة وزير سابق للنقل بالرياضة ؟!! كما كانوا يتمنون ان يكون اللقاء بدون ضيف آخر مع تقديرنا للضيف الاخر د علي الحسناوي ولكن من أجل إعطاء الوقت الكاف لشرح كثير من الأمور والمتعلقات و طالبوا تكرار هذا اللقاء مع الوزير لمناقشة واقع الرياضة من الجانب الإداري وبعضهم قال غفلنا كثيرا كنا نتوقع الرياضة هي فقط تكتيك وتكنيك وبهذا اللقاء انتبهنا بان للرياضة فن آخر هو الإدارة الحديثة سواء كان للوزارة أو الأولمبية أو الاتحادات أو الأندية…
شكرا للرجل الرياضي المفاجئة والذي يثبت لنا يوما بعد يوم بأنه موسوعة قيادية متنوعة في عدة مجالات والفائدة هي صب خبرته الادارية في الرياضية وذلك لامتلاكه فن الإدارة الحديث للرياضة وتشخيص الخلل بكل مصداقية وشجاعة … كنا في حيرة عندما نريد تحليل أسباب الإخفاق ولدينا ملاعب لم تتوفر بتاريخ العراق (وان كانت بغداد تنتظر افتتاح عدد من الملاعب المتلكئة) ولدينا خيرة اللاعبين والمدربين المحليين والمحترفين في اوربا وغيرها ولدينا أموال خرافية أنفقت على الأندية والوزارة والاتحادات إذا اين الخلل ؟؟!!
نعم الخلل شخصه رجل إداري قائد عندما قال مشاكل الرياضة في العراق هي ليست بنى تحتية وليست أموال وليست فنية بل هي مشكلة إدارية لأن الكثير من أهل الرياضة يعتقد بأن اللاعب إذا أصبح نجما لامعا فانه يجب أن يكون نجما في التدريب أو نجما في الإدارة وهذه قاعدة مغلوطة ولا تعني أن لا يوجد نجم كروي أصبح نجما إداريا ناجحا أو نجما في التدريب ولكنها ليست قاعدة. إذا أنديتنا واتحاداتنا واولمبيتنا و وزارتنا بحاجة إلى خبرات في الإدارة الحديثة وتحتاج خبرة في استراتيجيات القيادة الإدارية لتخطيط وتطوير الرياضة العراقية عموما ضمن منهاج إداري مستقر يخطط لعدة سنوات قادمة وعلينا مغادرته التخبط الإداري والعشوائية والقرارات غير المدروسة والتي سرعان ما نتراجع عنها لفشلها او بحكم قضائي لعدم خبرة المسؤولين بالقوانين النافذة !!…
نعم الرياضة تحتاج إلى قائد إداري اولا ثم ملاعب ورياضيين وأموال…اخيرا وليس اخرا انا وكل المعنيون في عالم الرياضة نرجو ونأمل من حكومتنا وشخص رئيس الوزراء المحترم ان يكون لدينا وزيرا للشباب والرياضة بهذه العقلية وبهذا النفس الوطني المخلص لانتشال واقع الرياضة العراقية المرير… و من الله التوفيق