مسيحيوا الموصل في اول قداس بعد داعش

آخر تحديث 2017-12-25 00:00:00 - المصدر: مركز المشرق للدراسات

المشرق

لأول مرة، يحتشد المسيحيون في الموصل بكنيسة لإقامة قداس عيد ميلاد السيد المسيح، بعد أن هُجّروا قسراً عنها من قِبل مسلحي تنظيم الدولة في يوليو 2014، بعد أن سيطر على المدينة في العام نفسه، وفرض شروطاً قاسية على من قرر البقاء منهم.عدد من المسيحيين ممن حضروا القداس، أعربوا عن سعادتهم مما لاقوه بعد عودتهم لمنازلهم، مؤكدين أن جهود المسلمين من أهالي المدينة أسهمت بشكل لافت في عودة مئات العائلات منهم، داعين من لم يعد منهم، للعودة لمسقط رأسه.وأُقيمت مراسم القداس في كنيسة “مار بولس” في حي الثقافة بالموصل، وحضره عدد من رجال الدين بمختلف الطوائف المسيحية بالمدينة. وفي كلمة له أمام الحضور، قال غبطة البطرياك لويس ساكو، بطرياك الكلدان، في العراق والعالم: “استقبال المسلمين لنا يدل على التغيير الذي حصل بالمدينة، وأن يكون شباب مسلمون يهيئون كنيسة هذا تعبير أعظم في الظروف الصعبة التي نعيشها”.وأضاف: “أتمنى أن يساعدنا الآخرون على العودة السليمة إلى مدينتهم الموصل، التي كانت تعبيراً قوياً لهذا النسيج الوطني المتعدد، ووجودكم هنا اليوم تعزيز لهذا النسيج”.وقام مجموعة من الشباب المسلمين من أهالي الموصل على تنظيف كنيسة مار بولس وتهيئتها لإقامة قداس العيد، حيث كان التنظيم اتخذها أحد مقراته وأحدث أضراراً بالغة بها.

– ارتياح بعد قلق

وشعر المسيحيون العائدون للموصل بارتياح لحضورهم قداس العيد في المدينة والذي حضرته قيادات عسكرية ومدنية بالمدينة، وتقول جانيت سمير: “بعد الطريقة التي خرجنا بها من الموصل قبل ثلاث سنوات ونصف السنة، قلنا إن المسيحيين لم يعد لهم وجود أو عودة؛ لكن بجهود شباب مسلمين عدنا”.وأضافت في تصريح لمراسل “الخليج أونلاين”: “أنا فرِحة، وشعوري لا يوصف، أن أحضر قداس عيد الميلاد في مدينتي وألتقي معارفي من المسيحيين، ما حدث اليوم يعد ميلاداً جديداً للمسيح”.وعلى الرغم من عودة الوجود المسيحي بالموصل، فإن مواطنين شاركوا في قداس الأحد، أكدو لـ”الخليج أونلاين” أن عددهم ما يزال قليلاً، داعين معتنقي ديانتهم المهاجرين للعودة إلى مدينة الأم.

وخلال خروجه من الكنيسة بعد انتهاء القداس، قال جميل توما: “أتمنى وأطلب من كل مسيحيي الموصل أن يرجعوا؛ لأن هذا بلدنا وهذه مدينتنا، ونتمنى أن يعم الأمن والأمان في الموصل بمناسبة ميلاد المسيح”.وتابع بالقول لـ”الخليج أونلاين”: “بدأنا نحن بعض المسيحيين بالعودة رغم تحذيرات البعض منا من خطورة العودة، لكننا عدنا، والشيء الجميل أن الجيران من المسلمين رحبوا بنا بحفاوة، وهناك من احتفل بنا وأقام مأدبة طعام، وهذا الشيء جعلنا نشعر بنوع من الارتياح”.

– تهجير وإبعاد

تعرَّض المسيحيون على يد تنظيم داعش لتهجير قسري بعد يوليو 2014؛ إذ خيّرهم بين اعتناق الإسلام ودفع الجزية وترك المدينة وكل الممتلكات حتى أجهزة الهاتف الجوال، ومنعهم حتى من أخذ ملابسهم.

واستولى التنظيم بعدها على منازلهم وممتلكاتهم ووزعها بين عناصره، في حين اتخذ من الكنائس والأديرة مقرات له وكسر الصلبان ودمر بعض معالمها، وحوّلها إلى سجون لاحتجاز المتهمين بمخالفة تعليماته وتعذيبهم، أو مقرات أمنية له.ويقدَّر عدد المسيحيين في الموصل، عند سيطرة داعش عليها في يونيو 2014، بنحو عشرة آلاف شخص، وبحسب مصادر غير رسمية، فإن أكثر من 100 عائلة مسيحية عادت للمدينة في الشهرين الأخيرين.

alkhaleej on line