ألغت الطوائف المسيحية في عموم فلسطين مظاهر الاحتفال بعيد الميلاد المجيد واكتفت بالشعائر الدينية وقداس منتصف الليل؛ احتجاجاً على قرار الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، الاعتراف بالقدس عاصمةً لإسرائيل.
يأتي ذلك وسط انخفاض ملحوظ في أعداد الفلسطينيين الذين توافدوا إلى بيت لحم لإحياء عيد الميلاد المجيد؛ بسبب الحواجز الإسرائيلية التي تحاصر المدينة.
وخيّم الحزن على احتفالات أعياد الميلاد، وسط تأكيد كبير من المسيحيين على دعمهم القدس المحتلة وتمسكهم بها عاصمة للدولة الفلسطينية.
وقال مصدر ، الاثنين: إن ‘مئات الفلسطينيين ظلوا يتدفقون من مدن الضفة الغربية الأخرى ومن داخل الخط الأخضر (الأراضي المحتلة عام 1948) على بيت لحم حتى الساعات الأولى من مساء الأحد، لحضور مراسم إحياء عيد الميلاد، التي تقام في ظل إجراءات أمنية فلسطينية مشددة’.
وأضاف أن ‘توافد الفلسطينيين إلى ساحة كنيسة المهد -التي يعتقد المسيحيون أنها بُنيت على المغارة التي وُلد فيها المسيح عليه السلام- تواصَل رغم البرد والأمطار’.
وبيَّن أن ‘الرسالة الأولى والأخيرة في مراسم عيد الميلاد هذا العام، هي أن القدس مدينة عربية إسلامية مسيحية محتلة، والعاصمة الأبدية لدولة فلسطين’، مشيرة إلى أن ‘هذا الشعار يُرفع في شوارع مدينة بيت لحم وحاراتها’.
كما قال: إن ‘رجال الدين والسياسة الفلسطينيين توافدوا إلى ساحة كنيسة المهد؛ لإرسال رسالة واضحة إلى الرئيس الأمريكي، بأن القدس ستبقى مدينة عربية وستبقى عاصمة للفلسطينيين، المسلمين والمسيحيين’.
وحضر الرئيس الفلسطيني محمود عباس ومسؤولون أجانب -بينهم وزير خارجية مالطا- قداس منتصف الليل، الذي ترأسه رئيس الأساقفة المطران بيير باتيستا بيتسابالا، وسط حضور آلاف الأجانب. وكانت عشرات الفرق الكشفية الفلسطينية قد جابت شوارع مدينة بيت لحم وهي تعزف الأغاني الوطنية.
وفي عظة قداس منتصف الليل بكنيسة القديسة كاترينا ببيت لحم، شدد المطران بيتسابالا على السلام وأهميته، ودعا القادة إلى التحلي بالشجاعة واتباع سياسة حقيقية وجادة. كما دعا المسيحيين في الأراضي المقدسة إلى الاستمرار في العيش والبقاء هناك.
من جهته، قال رئيس الوزراء الفلسطيني رامي الحمد الله، في احتفال بمدينة بيت لحم: ‘إن الإجماع الدولي في الجمعية العامة للأمم المتحدة يعطي قضيتنا المزيد من القوة والعنفوان، ويمد شعبنا بالثبات والعزيمة والإصرار’.
وأكد الحمد الله أنه ‘لا يمكن لأي قرار أن يغير من وضع ومكانة القدس الروحية والدينية والوطنية، فهي مدينة فلسطينية عربية إسلامية مسيحية، ولا يمكن أن تكون هناك دولة فلسطينية دون أن تكون القدس عاصمة لها، ودون ذلك لن يكون هناك سلام بالمنطقة أو في العالم بأسره’.