قايد السبسي يرفض رفع أردوغان شعار رابعة في تونس

آخر تحديث 2017-12-27 00:00:00 - المصدر: ميدل ايست

تونس – أقدم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الذي يقوم بزيارة لتونس ثالث محطة في جولته الافريقية، الأربعاء على القيام بحركة اعتبرت استفزازية من خلال رفع اشارة رابعة لدى استقباله بقصر قرطاج، ما دفع الرئيس التونسي الباجي قايد السبسي للرد عليه في مؤتمر صحفي مشترك.

وأثارت صورة لأردوغان التقطت له خلال استقباله بقصر قرطاج من طرف الرئيس التونسي الباجي قايد السبسي، ردودا منددة على مواقع التواصل الاجتماعي.

وظهر الرئيس التركي وهو يحيي الصحفيين أمام قصر قرطاج رافعا شعار رابعة. وكان قد فسّر رفعه المتكرر لهذا الشعار بأنّه يعني المعالم الأربعة للدولة التركية وهي شعب واحد وعلم واحد ووطن واحد وجيش واحد.

لكن الرئيس التونسي قال إن الرايتين التونسية والتركية تتشابهان في اللون الأحمر والنجمة والهلال، إلا أنه رد في المقابل على حركة أردوغان بالقول "ليعلم الجميع أن لنا علم واحد في تونس لا اثنين لا ثلاثة ولا أربعة لا خمسة".

وفسّرت تصريحات قايد السبسي على أنها رد غير مباشر على أردوغان الذي قام برفع شعار رابعة خلال تحيّته للصحفيين في قصر قرطاج.

وكان الرئيس التركي الذي زار السودان وتشاد قبل زيارته تونس في اطار جولته الافريقية، كرر رفع شعار رابعة ثلاث مرات.

ويعتقد أن الرئيس التركي حاول عن قصد أو عن غير قصد تسميم الأجواء السياسية في تونس حيث ترفض غالبية الشعب الشعار الذي رفعه الاخوان المسلمون في مصر عقب الاطاحة بحكمهم في 2013 وفض اعتصامهم في ميدان رابعة.

وتدعم أنقرة جماعة الاخوان المحظورة والمصنفة ارهابية وتصف الاطاحة بحكمها على اثر ثورة شعبية طالبت برحيلها، بـ"الانقلاب العسكري"، وهو ما ترفضه القاهرة وتعتبره تدخلا في شؤونها الداخلية.

مقاطعة واحتجاجات

واحتجاجا على سياسة أردوغان الاستبدادية وانتهاكه للحريات، أعلن حزب المسار الديمقراطي الاجتماعي، مقاطعة مأدبة غداء أقيمت على شرف الرئيس التركي بقصر قرطاج.

وقال المسار في بيان إنه اعتذر عن حضور مأدبة الغداء الرسمية احتجاجا على سياسة الرئيس التركي الاستبدادية تجاه القوى الحية من المثقفين والفنانين والجامعيين والصحفيين في تركيا وعلى خنقه للحريات العامة والفردية ومصادرته لحرية الصحافة وإصداره للأمر عدد 696 القاضي بالعفو عن الميليشيات المختصة في انتهاك الحقوق وممارسة العنف ضد المعارضين لنظام الحكم وعلى دعمه للتنظيمات الإرهابية بجعل تركيا منطقة عبور لتسفير الشباب نحو بؤر التوتر (ليبيا وسوريا بالخصوص).

ويؤخذ على تركيا تسهيلها عبور ارهابيين تونسيين التحقوا بتنظيمات ارهابية في سوريا والعراق.

وأكّد حزب المسار في بيانه أنّ قراره يأتي انسجاما مع مواقفه الثابتة والمبدئية الداعمة للحقوق المدنية والسياسية لكل الشعوب والمناهضة للإرهاب والمنددة بشبكات التسفير التي تغذيه.

كما أعلن حزب الوطنيين الديمقراطيين الموحد في بيان الأربعاء عن رفضه للزيارة الرسمية التي يقوم بها أردوغان إلى تونس.

واعتبر أن للرئيس التركي دور مشبوه وأنه ونظامه "حليف للكيان الصهيوني في إشاعة الفوضى في الوطن العربي عبر دعم العصابات التكفيرية وتمويلها والمساهمة في تسفير شباب تونس إلى سوريا وفي رعاية مصالح الإخوان المسلمين ومشروعهم السياسي".

كما أعرب عن "تضامنه مع كل ضحايا نظام أردوغان"، مدينا في الوقت ذاته "عمليات القمع والاعتقال الممنهج التي يشنها نظام أردوغان ضد الشعب التركي وطلائعه من سياسيين وإعلاميين وحقوقيين".

ودعا حزب الوطنيين الديمقراطيين الموحد كل القوى الوطنية والديمقراطية والمواطنين إلى اليقظة.

وحث كل التونسيين على "التصدي للخطر الذي يشكله نظام أردوغان اقتصاديا وسياسيا على تونس وعلى الوطن العربي وقضيته المركزية القضية الفلسطينية، حسب ما جاء في البيان.

والثلاثاء نظمت النقابة الوطنية للصحفيين التونسيين مسيرة تضامن مع الصحفيين الأتراك الملاحقين قضائيا تزامنا مع زيارة أردوغان إلى تونس.

ونقلت اذاعة موازييك الخاصة عن نقيب الصحفيين التونسيين ناجي البغوري قوله، إن الصحفيين الأتراك يعيشون أسوأ فتراتهم في تاريخ الصحافة في تركيا، لافتا إلى تعرضهم إلى الإيقافات دون موجب قانوني وإلى محاكمات غير عادلة كما أوكلت لهم تهم سياسية.

وأكد أن مبدأ التضامن الصحفي هو الذي دفع نقابة الصحفيين التونسيين إلى تنظيم وقفة تضامنية مع زملائهم الأتراك الملاحقين قضائيا.

وتأتي زيارة أردوغان لتونس فيما تثير العلاقات التونسية - التركية جدلا متواصلا منذ العام 2011 ليس فقط بسبب مواقف تركيا الداعمة للإسلام السياسي وإنما أيضا بسبب اختلال الميزان التجاري التونسي لصالح تركيا.