بقلم قاسم الدراجي
كان عرقوب يعيش في المدينة المنورة وكان عنده نخل ينتج تمراً كثيراً وذات يوم جاءه رجل فقير يسأله ان يعطيه بعض التمر فقال عرقوب للرجل الفقير إذا طلعت هذه النخلة فلك طلعها ، فلما أطلعت أتاه للعدة ، فقال : دعها حتى تصير بلحا فلما أبلحت قال : دعها حتى تصير رطبا , فلما أرطبت قال : دعها حتى تصير تمرا , ولما صار الرطب تمراً صعد عرقوب الى النخل ليلاً واخذ منه التمر واخفاه حتى لايعطي احداً شيئاً منه . فلما جاء الفقير لم يجد تمرأ في النخل فحزن .
تذكرت عرقوب ووعوده المتواصله ونحن نعيش حالة خليجية (عرقوبية ) بعد ان تلقى العراق وعدا في عام 2013 من (اشقائنا ) الخليجين باقامة بطولة خليجي 22 في البصرة وتسلم العراق علم البطولة واطلقت التصريحات والموافقات (الاعلامية ) حول ذلك , ولكن وبحجة عدم اكتمال أعمال المنشأت الرياضية وعدم وجود بنى تحتية تم نقل البطولة بين ليلة وضحاها الى العاصمة السعودية الرياض ! على امل اقامة البطولة القادمة في البصرة بوعود وتعدات من رؤساء الاتحادات والجهات الرياضية المسؤولة في دول الخليج , ومع خيبة الامل والحسرة ظل الامل العراقي يراوح بمكانه . ولم تمضي سوى اشهر قليلة حتى تم الاعلان على اقامة خليجي 23 في دولة قطر وبسبب الظروف السياسية وتدهور العلاقات بين قطر من جانب والسعودية والامارات والبحرين من جانب اخر تقرر نقل البطولة من الدوحة الى العاصمة الكويتية , وفعلا اقيمت البطولة وبنجاح (لحد الان ) في دولة الكويت .
اليوم وبعد اكتمال وافتتاح ثلاثة ملاعب كبيرة في البصرة وكربلاء وميسان وانجاز نسب كبيرة في ملعبي النجف والحبيبية في بغداد وبعد الانتصاارت الخيرة لقواتنا الامنية واستتباب الامن في ربوع بلدنا , وبعد الزيارات (المكوكية ) لوزير الشباب والرياضة ورئيسي اللجنة الاولمبية واتحاد كرة القدم العراقيين لدول الخليج وتقديم العراق طلب استضافة خليجي 24 وتلقيهم ( الوعود ) والموافقه على اقامة خليجي 24 في البصرة , خرج الينا يوم امس جاسم الرميحي امين عام الاتحاد الخليجي لكرة القدم ليعلن ان المكتب التنفيذي للاتحاد كان قد اقر نسختي , 23و24 في كلا من الكويت وقطر على التوالي ناسياً او متناسياً ان البطولة الحالية كان مقررأ اقامتها في الدوحة ولكنها انتقلت للكويت على خلفية الظروف التي طرأت مؤخراً . وبذلك تتلقى البصرة والكرة العراقية نقضاَ اخراً للوعود التي كانت تحلم بها. وربما سوف نسمع في الايام القليلة المقبلة على وعود اخرى باقامة خليجي 25 في البصرة او في بغداد (وهزي تمر يانخلة ) وهي نفس نخلة عرقوب التي لم يهزها الفقير المسكين وظل يعيش على حلم طال امده . والى وعود اخرى وخليجيات اخرى نقول كل عام ووفودنا العراقية تنعم بزيارة العواصم الخليجية وتغني (خليجنا واحد .. مصيرنا واحد ) .