محلل لبناني: السعودية تتحالف مع اسرائيل للتعويض عن هزيمتها امام محور المقاومة

آخر تحديث 2017-12-28 00:00:00 - المصدر: ارنا

وتوقع مراد ان تستمر السعودية بسياستها العدائية حتي بعد تولي محمد بن سلمان العرش وان خيار التحالف مع العدو الصهيوني لا يمكن ان يستوي مع فكرة المهادنة والتهدئة .

وفيما يلي نص المقابلة كاملة:

*ارنا: بداية بماذا تتسم السياسة الخارجية السعودية في هذه الفترة مقارنة بفترات سابقة ؟
**علي مراد: السياسة الخارجية للسعودية منذ 2015 تتسم بالعدائية والتوتر . وهي تصعيدية مقارنة بمراحل سابقة . وبرأيي لنفهم هذا الامر لا بد من التوقف عند السياسة الاميركية تجاه منطقتنا لان السياسة الخارجية السعودية كانت ملحقة تاريخيا بسياسة واشنطن التي اتخذت قرارا استراتيجا بعد هزيمتها من العراق بالتوجه نحو شرق اسيا والصين . هذا الامر انعكس توترا وتخوفا وارباكا في السعودية خاصة بعد تحقيق محور المقاومة لانجازات هامة منذ العام 2006 . هذا يعني بالنسبة للسعوديين انهم اصبحوا مضطرين للتحرك بانفسهم من اجل تحقيق مصالحهم .
ودائما نلاحظ وفي كل الملفات ان السعودية تعود الي المربع الاول المتمثل باستجداء واشنطن للعودة الي المنطقة وشن الحروب فيها . مؤخرا انا حصلت علي العديد من الوثائق المتعلقة بعلاقة السعودية بجماعات الضغط في واشنطن والتي تتعاقد معها الرياض من اجل اختراق مواقع القرار الاميركي وتبين من هذه الوثائق ان السعوديين لم يستسلموا وهم مستمرون ببذل جهود كبيرة لاقناع واشنطن بالعودة الي المنطقة. مثلا بعد يومين من سقوط الصاروخ اليمني علي الرياض ارسل سفير السعودية في واشنطن ا خالد بن سلمان رسالة الي رئيس مجاس النواب الاميركي ومسؤولي الكتل النيابية الاساسية ليحضهم علي معاداة الجمهورية الاسلامية الايرانية من خلال اتهماها بانها تقف وراء الصاروخ وانها تهدد الامن الاميركي .

*ارنا: كيف نفسر في ظل هذه المعادلة التوجه السعودي لعلاقات مميزة مع العدو الاسرائيلي؟
**علي مراد: التحالف مع اسرائيل لا يمكن فصله عن واشنطن وسياستها الجديدة تجاه المنطقة. يحاول السعوديون في المرحلة المقبلة فرض امر واقع في فلسطين من اجل تأمين شريك يعوض عليهم الخسائر التي منيوا بها وليكون ظهرهم مسنودا في مواجهة محور المقاومة . واعتقد انهم سيستمرون بهذه السياسة حتي بعد تولي محمد بن سلمان العرش .

*ارنا: الا تعتقد ان وصول محمد بن سلمان الي العرش سيليه تغيير في السياسة الخارجية وعودة الي ما كانت عليه قبل تولي سلمان السلطة ؟
**علي مراد: هناك محللون يعتبرون ان الجلبة الحاصلة مرتبطة برغبة ولي العهد تولي العرش ولكني لا اعتقد ذلك . فهذا يتناقض والقلق السعودي الكبير من انتصارات محور المقاومة كما ان الشراكة مع العدو الاسرائيلي لا يمكن ان تؤدي الي مهادنة او تهدئة في المنطقة . قد نشهد تساهلا مع قطر وسعي لحل غير كامل في اليمن قائم علي اعلان الانسحاب من المعركة من طرف واحد مع الاحتفاظ بهامش التدخل بالشأن اليمني او الامساك بورقة الحصار .

*ارنا: ماذا عن الملف السوري . هل يمكن اعتبار الرهان علي تراجع سعودي في الساحة السورية ؟
**علي مراد: اعتقد ان السعوديين سيعيدون تركيز جهودهم علي العراق و سوريا ولبنان .كما نعرف فان كلاً من العراق ولبنان مقبل علي انتخابات نيابية وسيحاولون التأثير في هاتين الساحتين من اجل عدم افساح المجال امام محور المقاومة لتعزيز نفوذه هناك . اما في سوريا فهم اعادوا تنظيم صفوف المعارضة وهم الذين اصروا علي بيان كيدي للمعارضة المشاركة في جنيف وبسببه فشلت الجولة الاخيرة. لذلك انا اميل الي ان السياسة العدائية للسعوديين ليست مرتبطة بالعرش .

*ارنا: الا يعترف السعوديون بالفشل في الساحات التي لجأوا فيها للتصعيد مثل لبنان والعراق وسوريا وحتي اليمن ؟
**علي مراد: المعروف عنهم انهم يكابرون عندما يفشلون ويرفضون الاعتراف بالهزيمة وخير مثال علي ذلك هو ما حصل اواخر العام 2016 عندما تم التوصل الي اتفاق حول تثبيت الانتاج في اوبك لرفع الاسعار. اشترطت السعودية علي الرئيس الروسي بوتين ان لا يظهر الايرانيون انهم انتصروا جراء هذا القرار.
السعوديون استجدوا الاتفاق بعد فشل سياستهم التي تمثلت باغراق السوق بالنفط بهدف توجيه ضربة قاسية للاقتصادين الروسي والايراني ولكنهم اصروا علي عدم الظهور في موضع الخاسر وهذا ينسحب علي الكثير من الملفات .

*ارنا: كيف تقيم اداء الشخصيات السعودية التي تتولي تظهير السياسة الخارجية ؟
**علي مراد: في الحقيقة ان المبادرات او الصفقات في السياسة الخارجية السعودية يجريها طاقم غير الطاقم الموجود في الصورة .
هناك وزير خارجية ظل في الرياض هو مساعد العيبان وهو وزير دولة دون حقيبة ومن الثوابت في مجالس الوزراء السعودية منذ العام 1995 .وفي تقارير جماعات الضغط الاميركية معلومات عن زيارات سرية يقوم بها العيبان الي واشنطن من فترة الي اخري كما انه زار الدوحة اكثر من مرة خلال ازمة العام 2013 وتولي مهمة نقل رسائل ومبادرات .
يمكن القول ان هناك جهازا عميقا يتولي التخطيط واصدار القرارات فيما يتعلق بالسياسة الخارجية داخل الديوان الملكي اما من يظهر في المشهد مثل الجبير والسبهان فليسوا الا ادوات منفذة .
انتهي**388 ** 2342