الدورات التدريبية تحتاج الى عقول مضيئة .

آخر تحديث 2017-12-30 00:00:00 - المصدر: صحيفة الرياضة العراقية

بقلم مجيد الدليمي

الى رئيس الاتحاد العراقي لكرة القدم : الدورات التدريبية تحتاج الى عقول مضيئة .

ملاحظة من خارج السياق …
الدورات التدريبية تحتاج الى مراجعة لكثير من الممارسات والتوجهات والاهداف والغايات والبرامج الرياضية لننعتق من محاضن الجهل والتخلف .

“المشهد الذي نراه الْيَوْمَ هو مشهد محزن للغاية ويعطي دلالة بأن إدارتكم كلها تعيش في زمن وتقيم في اخر بكل مافي ذلك الزمن من تخلف وجهل وتسربل في مفاهيم رياضية بالية” .

انتهت الملاحظة من خارج السياق … نعود الى السياق والحديث ..

في زمن التحولات والمتغيرات الكروية التي يشهدها العالم من اقصاه الى اقصاه تضع الشعوب والمجتمعات كل امالها وطموحاتها وغاياتها على خطط مؤسساتها ومنها الرياضية لكي تنتج لها اجيالا مؤهلة ومعقلنة ومعلمنة تستشرف المستقبلات وتتجه الى صنعها بعقول مدركة ومفكرة ومتمكنة وتتجه الى صياغة الحاضر بوعي يوظف إمكانات التطور التكنلوجي في رفع حركة التطور الرياضي الكروي والإدارة والمعرفة والتنوير والتحديث والعلاقات مع العالم .

لعل البناء وتشكيل عقول الأجيال وصياغة مفاهيمهم وتوجهاتهم وجرعات الثقافة نريدها تبدأ من خطط وبرامج مؤسساتكم فهي القادرة على قولبة فكر الشباب وإنتاج طرق مساراتهم المستقبلية من حيث السلوك وطرق التفكير والولاء ومعين الثقافة التي نريدها لهم لمستقبلاتهم ومستقبل الوطن الذي سيكونون يوما في مواقع إنتاجية له وسيتولون مهمة الإسهام والتصدي في قيادته الإدارية .

لا أحسب ان جهة تقع عليها مسؤولية ذلك مباشرة اكثر وأقرب تماس منكم ، واحسب أيضا ولا أعتقد اني متجاوز في هذا الاعتقاد بأنكم جميعا وبلا استثناء تحتاجون الى إصلاح جذري في مساراتكم وتفكيركم وبرامجكم وهذا لا يأتي الا باستيعاب شامل في عقول مراكز ولجان قياداتكم الكروية .

أحتفي بالمفكر هشام شرابي حين قال ان الموهبة لاتكتسب ولاتستورد ولاتدرس في الخارج .. المقدرة الخلاقة تكمن في اعماق الفرد فإذا أتيح له المحيط الملائم نمت وترعرعت وازدهرت وإلا اختفت وقضي عليها قبل ان يعرف احد بوجودها .
الجو الملائم أنتم تقدمونه بوعيكم وثقافتكم وبرامجكم وباخلاقكم وقيمكم وطريقة تفكيركم فيه .

فهل اتحادكم الكروي يعمل على بلورة نظام عقلي في اكتساب المهارات والثقافة الكروية ويعمل على خلق جيل رياضي متحرر من العجز واليأس ومثقف بالوعي والمفاهيم الكروية ؟

جيل رياضي يناقش ويحلل ويقارن ويجتهد ويرفض ويتقبل وبالتالي يفكر وقيمة الانسان في التفكير ويكون ، مدربا على البحث بمداركه وأدواته لإنتاج مفاهيم جديدة تتناسب مع المتغير في عالم الكرة لا ان يكون مرددا وبعيدا لما يلقى .

انتبه جيدا إننا امام مفصل تاريخي في بناء مؤسسات رياضية ومجتمع رياضي وثقافة كروية وبالتالي بناء وطن ، وامام منعطفات وربما منزلقات خطيرة تحدد مكان وجودنا كمؤسسة كروية في هذا العالم المتطور وتاثيرنا فيه وتأثرنا بثقافاته ومفاهيمه ، وإذا لم يكن لدينا قيادات واجيال معدة ومحصنة ومستوعبة لما يجري من حولها وفاعلة فان الزمن لن يرحمنا . أنتم تدركون هذا وتعونه ، فهل تخلون مع انفسكم قليلا وتطرحون الأسئلة الصعبة ؟
ليت ذلك يكون