خلافات أردوغان وغول تطفو إلى السطح

آخر تحديث 2018-01-05 00:00:00 - المصدر: ميدل ايست

اسطنبول - تحول الخلاف المحتدم منذ فترة طويلة بين الرئيس التركي رجب طيب أردوغان وسلفه عبد الله غول إلى جدل علني صاخب، ما يثير تساؤلات بشأن الطموحات السياسية للرئيس السابق.

وكان غول وأردوغان شاركا في تأسيس حزب العدالة والتنمية، المنبثق من التيار الإسلامي، الذي يسيطر على الساحة السياسية التركية منذ 2002، وتولى غول مذاك مناصب رئيس الوزراء ووزير الخارجية ورئيس الجمهورية بين 2007 و2014.

لزم غول الصمت بعد انكفائه عن الساحة السياسية، فيما انكب أردوغان على توسيع صلاحيات الرئاسة، قبل أن تنتشر الشائعات حول استياء الرئيس السابق من المسار الذي اتخذته تركيا، وسط مرارة استبعاده من الحزب الحاكم.

وأفيد عن امتعاض غول خصوصا من الاستفتاء الذي دعا إليه أردوغان في نيسان/ابريل الماضي لتوسيع الصلاحيات الرئاسية، وفاز فيه بفارق بسيط.

لكن إقرار مرسوم طوارئ في الشهر الفائت نص على إعفاء المدنيين من المحاسبة القانونية على أي عمل أسهم في إحباط محاولة انقلاب 2016، أثار المخاوف من هيمنة الغوغاء واستدعى تدخلا نادرا من غول.

واعتبر الرئيس السابق يومها أن المرسوم "يثير القلق على مستوى فهم حكم القانون" ويهدد "بتطورات في المستقبل قد تثير استياءنا جميعا".

ورد أردوغان، من دون ذكر غول بالاسم، مؤكدا أن الذين يشعرهم المرسوم بالقلق لا يختلفون بشيء عن رافضي التعديلات الدستورية في استفتاء نيسان/ابريل.

"أول الغيث"

كما ساهم الكاتب الموالي لأردوغان في صحيفة حرييت عبد القادر سلوي في إذكاء الخلاف عندما أشار إلى سريان معلومات بشأن احتمال ترشح غول عن معسكر المعارضة لمواجهة أردوغان في استحقاق 2019.

وقال إن أردوغان سبق أن "أدرك المؤامرة" لافتا إلى أن الخلاف حول مرسوم الحصانة ليس "إلا أول الغيث".

كما رد غول على انتقادات "بعض النواب" مؤكدا أنهم "تجاوزوا حدود الاختلاق".

وقال "كشخص يؤمن بحرية الفكر والتعبير، أحد المبادئ المؤسسة لحزبنا، سأواصل التعبير عن آرائي في المناسبات التي اعتبرها ملائمة".

واعتبرت صحيفة "أيدِنلك" أن غول يقوم بـ"جولات انتخابية" عبر برنامج سفر مكثف يشمل زيارات إلى قطر والسعودية وبريطانيا، وسط تواصل وثيق مع رئيس الوزراء السابق احمد داود اوغلو الذي استبعد في 2016.

"أكثر شجاعة"

وأشار محللون إلى أن الخلاف الجاري يعكس خطوة جديدة يتخذها غول، المعروف بحذره الشديد، الذي نجح حتى الساعة في إبقاء أي انتقاد لحليفه السابق ضمن الحيز الخاص.

لكنه من السابق لأوانه الافتراض أن غول يشكل تحديا لأردوغان استعدادا لانتخابات 2019 الرئاسية قد ينعكس في مواجهة انتخابية.

وقال عادل غور مدير معهد ايه ان جي للأبحاث الذي يجري استطلاعات للرأي أن "الرجلين لم يكونا خصمين في أي وقت رغم ظهور خلافات بينهما بين الفترة والأخرى".

وتابع "اعتقد أن غول لن يدخل الحملة بصفة مرشح، وحتى إن فعل فلا أظن انه يملك أي فرصة".

واندلع الخلاف للمرة الأولى في أيار/مايو - حزيران/يونيو 2013 بعد رفض أردوغان أي تنازل في مواجهة احتجاجات مناهضة للحكومة فيما أيد غول مقاربة أكثر تصالحية.

ويبدو أن الاستفتاء حول الصلاحيات الرئاسية شكل نقطة اللاعودة، مع معلومات عن رفض غول تأييد خطة النظام الرئاسي أثناء اجتماع ساده التوتر واستغرق ساعات مع أردوغان قبل إجرائه.

واعتبر الباحث في برنامج طريق الحرير للدراسات في اسطنبول غاريث جنكينز أن الفرصة الفضلى لعودة غول إلى الصف الأول على الساحة السياسية قد تكون من ضمن حزب العدالة والتنمية، إن شهد تمردا في صفوفه.

وتابع إن تشكيل أي تحد جدي يتطلب استعادة غول ثقة خصوم أردوغان، المفقودة بسبب صمته المطول بشأن عدة مسائل حيوية وتفاديه المواجهة العلنية.

وقال جنكينز "سيترتب عليه القيام بتضحيات كثيرة والاستعداد للمخاطرة قبل أن يتعامل معه احد بجدية بصفته خصما".

لكنه اقر أن غول، رغم ذلك، بدا "أكثر شجاعة بقليل" في الأسبوع الفائت مما كان عليه في الماضي.