الخلافة الرقمية ..

آخر تحديث 2018-01-07 00:00:00 - المصدر: اس ان جي

هشام الهاشمي

فيسبوك وتويتر واليوتيوب والتيلجرام والانستغرام والسناب شات.. خلقت أدوات للتواصل الآمن للجماعات المتطرّفة والتي تعمل على تمزيق النسيج الإجتماعي بالافكار المتطرفة والحث على السلوك العنيف ومحاولة التحكم بكيفية عمل خلاياها وعلاقاته الداخلية التنظيمية والمالية والغواية الإعلامية والدورات الأمنية والعسكرية والشرعية وتحديد المواقيت الخاصة بالعمليات الإرهابية .
‏لجنةPublicStandards‬⁩البريطانية: “قابلنا كل من تويتر، فيسبوك وغوغل، ولدينا مخاوف كبيرة من عدم إحراز الشركات الثلاث تقدم في حماية مستخدمي الإنترنت.”
وبحسب منظمات مختصة بمراقبة حركات الجماعات الإرهابية؛ ساهمت مواقع التواصل الإجتماعي من تسهيل عودة +6000 أفريقي قاتلوا في صفوف داعش في العراق وسوريا إلى أوطانهم (تونس وليبيا ومصر والسودان ومناطق الساحل الأفريقي) وكذلك ساهمت بعودة +2500 اوربي و+3000 آسيوي وروسي.
تقرير نشر على موقع Bbc Arabia “اتُهمت امرأة من نيويورك بغسل أموال، من عملة بيتكوين الإلكترونية وعملات أخرى مشفرة، وإرسالها لمساعدة داعش”، كل ذلك تم بعد الاتفاق مع عناصر من تنظيم داعش ومن خلال المجموعات المغلقة والرسائل المشفرة المتاحة في مواقع التواصل الأجتماعي، واتهمت زوبيا شاهيناز، البالغة من العمر 27 عاما، بالاحتيال البنكي وغسيل الأموال والتآمر بهدف غسيل الأموال لصالح داعش.
‏داعش بعد هزيمة الموصل والرقة يعمل على ملائمة منشوراته ضمن نموذج جديد، يقوم بتضمين رسائل تعمل بالإيحاء عبر مواقع التواصل الإجتماعي على تحفيز الذئاب المنفردة والمفارز الناشطة بالخارج بدلاً من محاولة توجيههم بشكل مباشر عبر تنظيمات خيطية او شبكية او هجينة.
‏⁦ ‏هيئة مراقبة الأخلاق التابعة لرئيسة الحكومة البريطانية (تيريزا ماي) توصي بقوانين لتحميل المسؤولية عن المحتوى غير القانوني لشركات التواصل الاجتماعي.
يجب عدم السماح لشركات التواصل الإجتماعي بالإصرار على مغالطات خصوصية المستخدم، وهي بالحقيقة كل ما يعنيها أفضلية الأرباح قبل سلامة المستخدم.
‏القوة الخاصة بمطاردة فلول داعش وخلاياه النائمة وعناصره المتسللة، تواجه صعوبات بسبب تسريب السكان معلومات استخبارية وأمنية بقصد او بغير قصد عبر مواقع التواصل الإجتماعية حول زمان ومكان انطلاق الحملات العسكرية.
‪منذ شهر اكتوبر/تشرين الاول 2017 عملت كتائب داعش الإعلامية على إعادة رفع مئات من الفديوهات والصوتيات لمحتوى قديم، وقيام أنصار داعش بإعادة تحميل فيديوهات كيفية تصنيع القنابل والعبوات وتفخيخ العجلات وطرق استخدام طائرات الدرون، بعد أن تم حذفها بواسطة يوتيوب والفيسبوك وتويتر، وكذلك عودة 48 مجموعة مغلق في تويتر ورصد عودة 7 قنوات في التليجرام لنشر وترويج اخبار داعش‬‏⁦.
‏من خلال تحليلي للمقالات الأخيرة في أسبوعية النبأ الداعشية الصادرة بالعربية يظهر واضحا تحوّل داعش الى الخلافة الرقمية لادارة عناصرها السرية في فروعها 35 وددواينها 14 ومكاتبها وهيئاتها الخاصة والتطرق الى التكتيكات الجديدة ذات البعد الإنتقامي الطائفي انتقاما لخساراته المُذلّة في العراق وسوريا.
‏الشفافية الكاذبة؛ مدير فيسبوك قال:”حماية مجتمعنا أهم من الأرباح.” كيف لنا أن نصدق ذلك وهم لم يظهروا فعلاً الشفافية في كيفية حمايتهم للمجتمع الانساني من الافكار المتطرّفة والسلوك العنيف في العالم الإفتراضي .
شركات اليوتيوب وتويتر والفيسبوك تحتاج الى اقل من 24 ساعة للتحقق من المحتوى الذي فيه مادة إرهابية وهذا يعني الاستجابة جدا ضعيفة، ‏فمثلا الفيديو الذي نشر في 13ديسمبر/كانون الاول2017 الذي يستعرض شهادات إنتحاريين من داعش، حاز على أكثر من 13،000 مشاهدة عبر YouTube‬⁩ خلال أقل من 24 ساعة. وهذا الوقت كافي لوصول الرسالة والايحاءات الخاصة المحمولة داخل ذلك الفيديو الدعائي، الذي اصدره المكتب الإعلامي ل”ولاية الخير” في سورية بعنوان”أفضل الجهاد”⁩، ويمجد فضائل العمليات الإنتحارية، وميزات تدعو مقاتلي داعش للقيام بعمليات إنغماسية وانتحارية.
‏بإستطاعة عمالقة التكنولوجيا أمثال اليوتيوب والفيسبوك وتويتر والتليجرام والانستغرام والسناب شات.. ⁦‪القيام بعمل أفضل، هنالك حاجة لحلول تكنولوجية شفافة واسرع استجابة، وعلى الشركات عدم السماح بتواجد محتوى إرهابي في الإنترنت ولو لدقائق معدودة.
‏‏هيئة مراقبة الأخلاق التابعة لرئيسة الحكومة البريطانية (تيريزا ماي) تتفق مع CommonsHomeAffs‬⁩ أن “على جميع شركات الإعلام الإجتماعي إظهار ترتيبات واضحة وممولة جيداً لتشخيص وإزالة المحتوى الغير قانوني بصورة استباقية.”
وعلينا عدم تجاهل الدور الهام الذي يلعبه المستخدم المعتدل لمواقع التواصل الإجتماعي في منع التطرّف العنيف، وعلى الحكومات والمنظمات العمل على حماية المستخدم من المحتوى المتطرف ولابد من تمكين المستخدم بوسائل سهلة الاستعمال وسهلة من حيث الوصول إليها للتبليغ وحذف تلك المنشورات القذرة والداعية للتوحش.