عدن - قال مصدر أمني يمني إنه تم ضبط شاحنات محملة بمواد إغاثية تحمل شعار منظمة اليونسيف العالمية باعتها ميليشيات الحوثي في العاصمة صنعاء لصالح تاجر معروف.
وأوضح جلال الربيعي قائد الحزام الأمني في محافظة لحج أن "نقطة تفتيش تابعة للحزام الأمني (قوات خاصة)، ضبطت ثلاث شاحنات بين محافظتي لحج وعدن جنوبي البلاد مساء السبت، مشيرا إلى أن الشاحنات كانت تحمل مواد إغاثية عليها شعار المنظمة الأممية كانت في طريقها إلى عدن.
وذكر أن الشاحنات كانت قادمة من العاصمة صنعاء وتتبع أحد التجار الكبار.
وأكد أنه من خلال عملية التحقيق مع سائقي الشاحنات، اتضح أن مليشيا الحوثي التي تسيطر على صنعاء قامت ببيعها وحرمان مستحقيها منها.
وكانت تقارير دولية قد اشارت مرارا إلى أن المتمردين يعمدون إلى الاستيلاء على المساعدات الانسانية وهي في طريقها لمناطق تحاصرها الميليشيا الانقلابية أو تحويل وجهتها إلى موانئ خاضعة لسيطرتهم لتسهيل عملية الاستيلاء عليها.
ويسيطر الحوثيون في العاصمة صنعاء على مخازن الأغذية والأدوية وعلى المسالك التجارية حيث تمنحها للموالين لها أو تستخدمها كورقة ضغط لشراء الولاءات.
وأوضح المصدر الأمني اليمني أن "الحوثيين يستغلون المعونات الاغاثية التي تصلهم من الأمم المتحدة لصالح ما يسمونه بالمجهود الحربي".
وأكد أن ضبط هذه الشاحنات، دليل قاطع على تلاعب مليشيات الحوثي بالمساعدات الانسانية على حساب ملايين الأطفال اليمنيين الذين يعانون الجوع والأمراض.
ودعا الربيعي الأمم المتحدة وكافة المنظمات العاملة في مجال حقوق الانسان إلى الوقوف ضد ممارسات الحوثيين والتأكد من وصول المعونات لمستحقيها.
وكان التحالف العربي بقيادة السعودية قد حذّر مرارا من تحويل الحوثيين وجهات المساعدات الانسانية لصالحهم وحرمان اليمنيين منها في الوقت الذي تدعي فيه الميليشيا الانقلابية تعطيل التحالف وصول المواد الاغاثية لمستحقيها.
ويأتي كشف بيع الحوثيين لشحنات غذائية أممية ليعزز ما سبق أن أعلنه التحالف العربي من أن الطرف المعطل لوصول الاغاثة هم المتمردون على خلاف ادعاءات أشارت إلى أن التحالف عرقل وصول الاغاثة لمستحقيها.
وتؤكد الحادثة الأخير وجاهة مطالبات التحالف بإشراف أممي على المساعدات الاغاثية في ميناء الحديدة ومطار صنعاء الخاضعين لسيطرة الحوثيين.
وقبل أسبوعين نفى التحالف الداعم للشرعية والذي يقاتل الحوثيين ما تردد عن منعه دخول مساعدات وإمدادات أساسية أخرى وذلك بعد تقرير لرويترز يشرح بالتفصيل مدى الصعوبات التي يواجهها اليمن للتغلب على تفشي جديد لمرض الدفتيريا.
ونقل التقرير عن منظمة الصحة العالمية قولها إن 380 مريضا دخلوا مستشفيات في أنحاء البلاد لإصابتهم بالدفتيريا منذ أغسطس/آب.
وإلى جانب الدفتيريا يشهد اليمن مجاعة على نطاق واسع وواحدة من أسوأ موجات الكوليرا على الإطلاق بسبب ممارسات ميليشيا الحوثي الانقلابية المدعومة من إيران.
ونفى متحدث باسم التحالف في بيان نفيا قاطعا ما تردد عن أنه منع وصول أي مساعدات أو مؤن حيوية إلى الشعب اليمني وأنه يؤكد على أن هذه المزاعم تفتقر إلى أي دليل.
وجاء في تقرير رويترز الشهر الماضي وفي تحقيق أجري في وقت سابق أن الحصار الذي تفرضه السعودية على المتمردين بهدف منع وصول أسلحة إلى جماعة الحوثيين المسلحة أفضى إلى عزل البلاد التي تصنف بأنها أفقر دولة بالشرق الأوسط.
ولا تدخل المؤن الحيوية ومنها الغذاء والدواء والوقود والمعدات الطبية والبطاريات والألواح الشمسية.
وأوضح التقرير أن معظم الشحنات الإنسانية التي تشمل أغذية وأدوية كانت تدخل لكنه زعم أن القوات التي تقودها السعودية أرجأت الشحنات الإنسانية والتجارية وأغلقت الموانئ وهو ما نفاه التحالف.
وقال المتحدث إن الحوثيين يؤخرون دخول المساعدات الإنسانية موضحا أن ذلك يضر بأنشطة توفير مساعدات طبية ويعطل حملات التحصين التي تقوم بها منظمات إغاثة دولية.