العقلية الألمانية نهضت بكرة فيتنام في بطولة آسيا الاولمبية

آخر تحديث 2018-01-28 00:00:00 - المصدر: صحيفة الرياضة العراقية

للمرة المليون نقولها : الخبرة الأجنبية ترتقي بالمستوين الفني والخططي لمنتخباتنا الوطنية

قراءة – علي النعيمي

لم يأت حصول منتخب فيتنام الاولمبي على المركز الثاني في البطولة الآسيوية تحت 23 عاماً من فراغ بل جاء عن طريق خطوات متسلسلة وضع لمساتها المستشارون الفنيون السابقون النرويجي هايكن و زميله بيتر أونل حتى جاء الألماني هانز يورغن گيدا المدير الفني الجديد ورئيس لجنة التطوير في اتحاد كرة القدم، لينفذ الحقبة الثالثة لإعداد البرامج الحديثة في التخطيط الستراتيجي، يتواجد كيداً حالياً مع بعثة منتخب فيتنام وتكفل بتحليل الأداء الخططي والفردي لجميع المنتخبات التي واجهها ومن ضمنها منتخبنا الاولمبي لدعم مدرب الفريق الحالي الكوري بارك هانغ، واستطاع ان يوظف خبرته الطويلة المتراكمة في الملاعب القارية حيث عين مشرفا فنيا سابقاً لمدربي المنتخب الأولمبي والأول الايرانيين وتعامل لسنوات مع اندية الجارة الإسلامية، وكذلك اشرف على التخطيط المنهجي لمنتخب أوزبكستان في العام 2004 وله العديد من التجارب في أوروبا.

صناعة المواهب

منذ اليوم الاول الذي استلم فيه منصبه الجديد في اتحاد هانوي أي منذ أكثر من سنة ونصف لخص فلسفته المستقبلة بالكلام التالي: ” ان الاختلاف بين اتحادات غرب آسيا وشرق القارة هي العقلية المتوارثة في الإدارة والتخطيط، فعقلية غرب القارة، تبحث عن الأسماء الكبيرة والنتائج الآنية وتحاسب بشدة على أية هفوة أما شعوب شرق اسيا فيأتون بالأسماء المغمورة التي تحمل الأفكار الخلاقة من اجل تطوير كرتهم وتنمية مدربيهم مع هامش كبير في تعديل الخطط والستراتيجيات”.

وقد شدد كيدا في مناسبة أخرى قائلاً : “عندما استلمت ملف إدارة الإدارة الفنية في الاتحاد الفيتنامي أول ما فكرت به هو تطوير البرامج الحالية وتقييم واقع التخطيط وجدية الجهة المنفذة واختيار العناصر المثالية لتحقيق الأهداف المطلوبة والارتقاء بتطوير برامج وأساليب التدريب الرياضي الحديث ومن ثم صناعة المواهب عن طريق الاكاديميات والمدارس الكروية” وعليه يمكننا القول بأنه اسهم لغاية الان بتحقيق النتائج الايجابية وقد ارتقى بواقع الكرة الفيتنامية في البطولة الأولمبية المقامة في الصين وبات قريبا من خطف اللقب في حال فوزه على أوزبكستان في المباراة النهائية.

تخطيط كلاسيكي

اذا ما اردنا اسقاط هذه الآلية على واقع كرتنا الحالي فأننا سنصطدم بعقبة النهج الحالي المعتمد في التخطيط الذي أرتبط بشكل وثيق بالأسلوب العلمي والبرامج التكنولوجية التي تساعد على النهوض بالمهارات الفسيولوجية والسيكولوجية وتحليل الأداء البدني والفني فضلا عن التخطيط والبرامج الإحصائية الجاهزة لذا فأننا نرى ان علة الكرة العراقية تكمن في “ملف الإدارة الفنية” لاسيما عند لجانها العاملة التي عادة ما يوكل إليها الكثير من المهام والأدوار لتبني ستراتيجية الإعداد الصحيح مع وضع الأهداف المستقبلية بيد إن معظم تلك اللجان لم تقدم أي شيء ملموس يضاهي ما هو معمول في الاتحادات القارية، برغم انها تعج بعشرات الأسماء الأكاديمية التدريبية من أصحاب الشهادات العليا والمدربين الأكفاء، لكن منهجيتها بقيت تحاكي العقود السابقة من حيث الأداء والآليات المتبعة والتخطيط أيام ما كانت نصف الكرة الأرضية تلعب بشعار الهواية لا الاحتراف.

إخفاقات متكررة

لقد أخفقت تلك اللجان في حل العديد من المشاكل التي واجهتها على مدار عقد من الزمن، بفعل النهج الكلاسيكي وعدم معالجة أخطاء السابقة كونها لم تهتم ابدا بفكرة ترسيخ الأداء الخططي لجميع المنتخبات الوطنية فضلا عن التوظيف الخاطئ للمواهب الكروية في الدوري المحلي بسبب غياب التدريج أو التأني بعملية الترحيل المباشر الى المنتخب الأول وان هذه النقلة غير المدروسة قد أسهمت بقتل المواهب وحرقهم في عمر مبكر بخلاف السعودية وقطر والامارات ماليزيا والأردن وهونغ كونغ وسنغافورة والهند، كذلك عدم مراقبة أداء الأكاديميات الكروية التي انتشرت بكثرة من دون رقيب.

الخبرة الأجنبية

لذا نكرر ما كتبناه في وقفات سابقة باننا بحاجة إلى مدير أجنبي في الإدارة الفنية لشؤون الاتحاد وليس التعاقد مع مدرب أوروبي ليدير المنتخبات المتقدمة وتلك الإدارة الوافدة هي التي توفر البيئة الصحيحة للتخطيط والعمل الستراتيجي الصحيح ،لأنه حتى لو تعاقدنا مع أفضل مدربي العالم فانهم سيفشلون في اقرب استحقاق بسبب الطريقة الخاطئة لإدارة ملف اللعبة وكذلك يمكن لتلك المنظومة الاجنبية تطوير عمل المدراء الفنيين في الاندية ووضع خريطة إعداد للمنتخب الاول والاولمبي والشباب والناشئين والأشبال من حيث المعسكرات والبرامج التدريبية وفترات الإعداد بالتنسيق مع مدربي الاندية المحلية ولجنة المسابقات، وإعداد خطة شاملة بالتعاون مع مدربي المنتخبات الوطنية بخصوص ترحيل لاعبي الاولمبي وكذلك صقل مواهب فريق الناشئين تحت السن الـ (17)؛ ليكون نواة منتخب الشباب تحت سن الـ (20) عاما لكن بطريقة علمية ومدروسة لتوحيد الرؤية والستراتيجية والفكر الخططي للفرق الوطنية بالإضافة الى الحفاظ على قاعدة المواهب المؤسسة بشكل أكاديمي وهنا تبرز مهمة الإدارة الفنية في الاتحاد لتكون حلقة الوصل الفاعلة ما بين المدربين في وضع المناهج والأهداف المستقبلية وفقا للاستحقاقات الخارجية.