انتفاضة النجف الرياضية في عدد اليوم من صحيفة رياضة وشباب

آخر تحديث 2018-01-30 00:00:00 - المصدر: صحيفة الرياضة العراقية

كتب / محمد الشريفي

انتفاضة نادي النجف الرياضية….. انتصار حقيقي لجماهيره الوفية

لم يكن يوم الأربعاء الماضي يومًا عاديًا في تاريخ الرياضة النجفية وفق كل المقايس ؟ ربما البعض يستغرب هذا الطرح ويفسر كلماتنا على إنها تندرج في إطار الحماسة المفرطة بعد معاناة وخوف كبير على مستقبل نادي النجف وسأترك الإجابة على مثل هذا الطرح في التالي من السطور لكن الحقيقة التي لا حياد عنها هي إن المئات التي خرجت مساندة وداعمة لفريق ناديها حققت المطلوب ونالت مبتغاها ، لكن هل كان انتصارًا مثاليًا ؟

من هنا كانت البداية
منذ اليوم للأزمة التي مرّ بها نادي النجف هذا الموسم وصحيفة ( رياضة وشباب ) حرصت على مواكبة الأحداث أولًا بأول فمع بداية الموسم الحالي كان كل شيء يبدوا طبيعيًا ولم تكن هناك أية بوادر لأزمة مالية منتظرة خصوصًا مع تسديد كامل متعلقات الموسم الماضي وهو الأمر الذي دفع إدارة النادي وبعد التنسيق مع اللجنة التي شُكلت لإبرام التعاقدات والتي كان على رأسها مدرب المنتخب الأولمبي عبد الغني شهد إلى التعاقد مع عدد من ابرز لاعبي المنتخب الوطني والأولمبي فكان انضمام أمجد عطوان ومصطفى ناظم وفرحان شكور وبرهان جمعة وخضر سلامة وغيرهم بالإضافة إلى من بقي من لاعبي الموسم الماضي من اجل تشكيل فريق منافس على المراكز الاولى في الدوري ثم جاء التعاقد مع المدرب ناظم شاكر الامر الذي دفع بجمهور هذا النادي العريض إلى أن يسرح بعيدًا بأحلامه ويرسم صورة وردية مشرقة لمستقبل الفريق حتى أن البعض راح يردد الأهزوجة المشهورة ( إلا دوري…. إلا دوري …. إلا دوري …. النجف قافل إلا دوري ) ، قبل أن تبدأ حكاية التنصل من الالتزامات المالية التي كانت بذمة مجلس إدارة مطار النجف الأشرف الدولي لتأتي التطمينات مرة اخرى بأن كل شيء على مايرام وأن الروتين والإجراءات المعقدة هي التي أخرت التسديد حتى تفاقم الوضع وأضرب اللاعبون ومنهم من ترك الفريق وغادر دون معرفة لما ستؤول إليه الأمور .

جهود كبيرة وانتفاضة جبارة
للأمانة لابد من القول أن جهودًا كبيرة بُذلت من عدد من الاطراف لإنهاء الازمة وتجاوزها لكنها جميعًا ذهبت ادراج الرياح وبعد الوصول إلى مرحلة أخذ فيها اليأس مأخذه من الجميع اضطرت على اثره إدارة النادي إلى إعلان الإنسحاب من الدوري في حال بقيت الأمور على ما هي عليه ليأتي هذا الإعلان بمثابة الزلزال الذي هزّ أركان الرياضة النجفية فثارت ثائرة الجمهور وراح الكل يمعل من موقعه بحثا عن مخرج لهذا المأزق الكبير فتحركت الجماهير باتجاه المسؤولين في مجلس المحافظة والمطار والتقوا برئيس مجلس المحافظة وجمعوا التوقيعات اللازمة من أعضاء المطار لكن المفاجئة كانت برفض رئيس المجلس التوقيع على الكتاب لأسباب فسرها بالقانونية مما أعاد الجمهور لمرحلة الهيجان فجرى الاتفاق بين جماهير النادي على الخروج بتظاهرة كبيرة أمام مبنى المجلس للمطالبة بحقوق النادي وجرى تحشيد جماهيري كبير لهذه التظاهرة وأصبحت مواقع التواصل الإجتماعي والصفحات الخاصة بمشجعي نادي النجف مسرحا لتلك المطالبات .

استحصال القرار
عندما أشرنا في بداية الحديث إلى ان ما قامت به الجماهير النجفية هو ثورة حقيقية فلم يكن ذلك من باب الحماسة او المبالغة بل واقعًا قائمًا تلمسه كل من تواجد صبيحة يوم الاربعاء الماضي حين شهدت بوابة مجلس المحافظة اكبر تواجد جماهيري منذ ولادة المجلس وحتى ساعة كتابة هذه السطور وما اضاف للتظاهرة قيمة مضاعفة هو تواجد عدد من الشخصيات الرياضية البارزة كالسيد ناجح حمود الذي كان حضوره مؤثرًا جدًا وشكل حافزًا معنويًا كبيرًا للجميع طبعا تواجد أغلب أعضاء الهيئة الإدارية لنادي النجف بالإضافة لرئيس النادي شكل عامل ضغط مهم أيضا . كذلك كان لتواجد عدد كبير من القنوات الفضائية نذكر منها العراقية العامة والعراقية الرياضية وقنوات دجلة وآسيا وبلادي وبغداد وغيرها بالإضافة إلى مراسلي الصحف الرياضية والمواقع الالكترونية والوكالات الاخبارية المختلفة وكل تلك عوامل اربكت حسابات المجلس وسرعت بالتصويت على القرار

وأهمية كل تلك الاحداث يمكن تلمسها من خلال القول أن المجلس فشل في اكتمال النصاب على مدى اكثر من أربع و خمس جلسات سابقة بينما صرخة الجمهور النجفي ألزمت أعضاءه على الحضور والتصويت ، لكن لابد من القول إن التصويت لم ينهي أزمة نادي النجف لأكثر من سبب أبرزها أن القرار ولد معاقا لأن التصويت كان لمدة موسم واحد فقط هو الموسم الحالي أما المواسم اللاحقة فسيبقى فيها النادي وإدارته تحت رحمة مجلسي المحافظة والمطار كذلك فإن المبلغ الذي كان مقررا هو مليون وستمئة ألف دولار حسب معلوماتنا واختزاله بمليون دولار فقط يعني خلق عجز كبير في حسابات النادي وهنا يجب على الإدارة أن تحسب حسابا منذ الآن للموسم المقبل بعد أن تصل بالفريق الى سكة الامان وتجاوز هذه المرحلة الحرجة

وهنا نجد من الضروري أن نشيد ببعض المواقف فكما اشرنا إلى تواجد السيد ناجح حمود فيجب أن لا نغفل دور رئيس لجنة الشباب والرياضة فائز شعبان الذي لعب دورا كبيرا في مساعدة النادي على استحصال حقوقه من خلال حث أعضاء المجلس على التصويت وكان دوره مؤثرا في ذلك الجانب كذلك ومن باب الانصاف فلابد من الاشادة بدور الجمهور الذي كان هو المحرك الحقيقي لكل ما جرى خصوصا قائد الاولتراس حيدر نجاح ورئيس الرابطة حسين الجبوري ومن معهما من ابناء النجف الذين قاتلوا من اجل أن يتحقق ما تحقق . اخيرا أعتقد أن ما حصل في النجف يمكن أن يشكل محفزا مثاليا لجماهير الأندية الغير مؤسساتية ككربلاء والسماوة وغيرها وان تعمل جاهدة على استحصال حقوقها كما فعلت الجماهير النجفية الذي يجب أن يكون ما قامت به مثالا يستحق أن يحتذى به .