صحيفة : تراجع حظوظ العبادي الانتخابية

آخر تحديث 2018-02-01 00:00:00 - المصدر: باسنیوز

تحدثت عن ائتلاف شيعي بدعم إيراني لمنع ولايته الثانية...

  قال تقرير صحفي عربي ، اليوم الخميس، بأن ايران تشجع عدداً من حلفائها في العراق لتشكيل التحالف "الشيعي" الأكبر، بغية القضاء على "الولاية الثانية" لرئيس الحكومة الحالي حيدر العبادي ، مشيرة الى أن البديل سيكون أمين عام منظمة بدر، هادي العامري.

وذكرت صحيفة "العرب" اللندنية، في تقرير لها ، أن إيران بدأت "تشجع عددا من حلفائها في العراق على التنسيق لضمان منع رئيس الوزراء حيدر العبادي من الحصول على ولاية ثانية".

ونقلت الصحيفة عن مصادر سياسية وصفتها بـ "الرفيعة" في بغداد، أن "زعيم منظمة بدر هادي العامري سيحظى بالدعم الإيراني الكامل بعد انتخابات مايو/أيار المنتظرة، ليكون مرشحا لمنصب رئيس الوزراء".

مضيفة ، إن " العامري تلقى وعدا صريحا من زعيم تيار الحكمة عمار الحكيم، الذي انشق للتو عن تحالف العبادي الانتخابي، بدعمه ليصبح رئيس الوزراء في الدورة المقبلة"، مؤكدة أن "زعيم ائتلاف دولة القانون نوري المالكي سيلتحق بهذا التنسيق قريبا".

وشدد الحكيم خلال لقائه بالعامري ، وفق الصحيفة، على "رص الصف وتشكيل التحالفات العابرة للطائفية". الأمر الذي أثار تهكما في الأوساط الشعبية العراقية من "أن يصدر مثل هذا الكلام عن مصدر الطائفية الأول في العراق"، وفق تعبير الصحيفة التي اشارت الى أن "صعود العبادي السريع، شعبيا، استنادا إلى الإنجازات العسكرية في الحرب على تنظيم داعش، أغضب خصمه اللدود وزعيم حزب الدعوة الذي ينتمي إليه، نوري المالكي، فيما تعكرت علاقة العبادي بكل من العامري والحكيم إثر انفراط عقد تحالفهم الانتخابي الواسع".

ولفت تقرير الصحيفة الى أن "كل من العامري والحكيم والمالكي يحظى بدعم إيراني، ولكن بدرجات متفاوتة".

وعلى حد تعبير سياسي "شيعي" في بغداد تحدث للصحيفة، فإن "طهران نجحت أخيرا في جمع حلفائها المهمين داخل العراق في جبهة واحدة ، بعدما شتتتهم مفاوضات تشكيل التحالفات الانتخابية بين عدة مشاريع سياسية".

وقال المصدر السياسي ، أن "العبادي اقترب من أن يتحول إلى صداع للإيرانيين ، بعدما اقترب كثيرا من الأميركيين والغرب والخليج ودول عربية، ومع هذا لم تتحرك طهران ضده لأنها كانت تظن أنه الأقوى في الساحة الشيعية".

وأضاف " اعتاد الإيرانيون على دعم الزعيم الشيعي الأقوى، وهذا ما خططوا له، ولكن تقلبات العبادي التحالفية أضرت بصورته العامة ، ولم يعد ذلك الزعيم الذي لا يمكن قهره انتخابيا " .

إلا أن مراقبا سياسيا عراقيا لا يرى أن حصر المشكلة في صراع العبادي ــ العامري على منصب رئاسة الوزراء، يمثل جوهر المشكلة التي يعاني منها التحالف الشيعي الحاكم ، فهو "تحالف هش سعت إيران إلى إبقائه تحت سيطرتها من خلال إضعاف مكوناته وإلهائها بخصومات داخلية، هي في حقيقتها واجهة لعملية تقاسم النفوذ والغنائم"، وفق ما نوهت الصحيفة.

وأشارت ، الى ان "المراقبين توقعوا أن تعكس تحالفات العبادي الانتخابية صعود الجناح الشيعي المعتدل، لكنه فاجأ الجميع بالتحالف مع قادة فصائل الحشد الشعبي ومن بينهم العامري ، المدعومين من إيران ، قبل أن يعلن تحالفه مع الحكيم".

ولفتت الى أن "هذه التحالفات التي وصفت بـ (غير المنطقية) لم تصمد، فسرعان ما ابتعد قادة الحشد عن العبادي، وتبعهم الحكيم".

ورشح أن العبادي "تعامل بغرور مع قادة الحشد خلال المفاوضات، وطلب منهم الالتحاق بقائمته أفرادا وليس كيانات".

ونقلت الصحيفة عن النائبة حنان الفتلاوي، إن "العبادي انتفخ سياسيا، وبات يعتقد أنه الزعيم الأوحد القادر على اكتساح الجميع".

ويعتقد مراقبون أن "صورة العبادي تضررت شعبيا بعد موجة تحالفاته الأولى، وبدا كأنه لا يمانع في العمل مع المتطرفين والفاسدين"، وعلى حد تعبير مصادر سياسية في بغداد فقد "استغلت طهران المزاج السيء لحلفائها العراقيين نحو العبادي ، وشجعتهم على تشكيل ائتلاف يمنعه من الحصول على ولاية ثانية"، وفق التقرير.

واوضح التقرير " الشهر الماضي، كان المراقبون يتحدثون عن إمكانية أن يكون العبادي هو الفائز الشيعي الأكبر في الانتخابات القادمة، متوقعين حصوله على نحو 70 مقعدا في البرلمان العراقي القادم المكون من 328 مقعدا، مع نحو 30 مقعدا لكل من الحشد والمالكي والحكيم ومقتدى الصدر، ولكن في نهاية شهر يناير/كانون الثاني باتت التوقعات تدور في حدود الـ35 مقعدا ، ما يشير إلى أن حظوظ رئيس الوزراء هبطت إلى النصف مع محافظة خصومه على معدل التوقعات نفسه".

وتابع التقرير "فيما يبدو أنه خطة بديلة، يحاول العبادي ضمان دعم كل من مقتدى الصدر ورئيس الوزراء الأسبق إياد علاوي"، وفقا لمصادر خاصة.

وذكرت الصحيفة أنه "منذ مطلع العام 2017، تتحدث التوقعات عن أن العبادي سيتحالف مع هذين الرجلين، ولكن هذا الإجراء سيتأخر ربما إلى ما بعد انتخابات مايو/ أيار".

ويعول العبادي، بحسب التقرير، على "حليف بارز في الساحة الكوردية، وهو السياسي المخضرم برهم صالح الذي شكل تحالفا لخوض الانتخابات المقبلة".

وزار صالح العبادي في مكتبه ببغداد، وبدا أنهما بحثا مستقبل العمل السياسي المشترك. لكن تحالفات العبادي خارج الإطار الشيعي التقليدي، لن تنفعه كثيرا في ظل احتكار المكون لمنصب رئيس الوزراء.

ونقلت الصحيفة عن مستشار خاص لعمار الحكيم، لم تسمه، أن "فرصة العبادي في الحصول على ولاية ثانية تضررت منذ إعلان تحالفه مع الحشد الشعبي".

وأضاف "كانت الولاية الثانية مضمونة، فقاعدته الشعبية تتسع ، والقوى السياسية التي تثق فيه ومستعدة لدعمه في ازدياد ، وعلاقاته بواشنطن وعواصم الغرب والخليج وثيقة ، ولكنه أضر بكل هذه المكاسب عندما تحالف مع الحشد الشعبي".

وكشف أن "الحكيم قرر الخروج من تحالف العبادي بعدما لمس تراجع حظوظه الانتخابية. إلا أن مراقبا سياسيا عراقيا يرى بأن المصلحة الإيرانية تقتضي الإبقاء على العبادي رئيسا للوزراء كي تضمن طهران وجود واحد من الممرات الآمنة لنقل الرسائل من وإلى الولايات المتحدة هو نوع من محاولة استرضاء الأخيرة التي لا تحبذ تكريس نجومية هادي العامري"، بحسب الصحيفة.

ومضت صحيفة العرب بالقول، إنه "إذا ما كان العبادي قد حاول مرات عديدة أن يحدث خرقا في تلك الخطة الإيرانية فإن الضربات التي تلقاها من الفرقاء الشيعة كانت تعيده في كل مرة يُهزم فيها ... باعتباره رقما بديلا في العملية السياسية يمكن الاستغناء عنه في أي لحظة. وهو ما يضمن بقاءه تحت السيطرة الإيرانية في حالة تم الاتفاق مع الولايات المتحدة على إعادة تنصيبه"، وفق ما كتبت الصحيفة.

ومضت بالقول، إن "كل ما يُقال عن الشعبية التي اكتسبها العبادي من خلال الحرب على الإرهاب إنما يشير إلى ما يمكن أن يحصل عليه من أصوات داخل المناطق ذات الغالبية الشيعية وهي أصوات لا يعول على ثباتها عند خيار بعينه إذا ما قررت إيران التدخل من خلال ممثليها من رجال الدين. أما على مستوى المناطق الكوردية والسنية فإن العبادي لا يختلف عن سواه من زعماء الشيعة ذوي النزعة الطائفية وإن بدا أقل تشددا".

واختتمت تقريرها قائلة ، أن "الانتخابات السابقة قد أكدت حقيقة أن تحالفات ما قبل الانتخابات ليست سوى سلم مؤقت يتم الاستغناء عنه حين تُعقد تحالفات جديدة تكون هي القاعدة لنظام محاصصة بديل لأربع سنوات مقبلة. لذلك فإن الخلافات الحالية بين الفرقاء الشيعة لا يمكن أن تقدم صورة لما سيكون عليه المشهد بعد أن يتم توزيع كراسي مجلس النواب بين الكتل الحزبية التي تدين كلها بالولاء لإيران".