محاولات التغيير الديموغرافي في كوردستان الغربية ...
قال الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، يوم السبت3 فبراير/ شباط إنه سيتم منح السكن الدائم لقرابة 3.5 مليون سوري لاجئ بتركيا، ضمن منطقة «درع الفرات» شمالي حلب.
«لاخيم بعد الآن»
وفي خطاب للرئيس التركي، قال إنه «سيتم تأمين سكن دائم لقرابة 3.5 مليون سوري، ممن يعيشون على الأراضي التركية حاليًا».
وأكد أردوغان على أهمية «إنشاء مناطق آمنة في الجهة المقابلة للحدود التركية في سوريا»، مشيراً إلى أنه «لن يتم تشييد خيم بعد الآن ضمن المناطق الآمنة، وسوف يتم بناء مساكن دائمة عوضاً عنها».
استمرار سياسات التهجير
عضو لجنة العلاقات الدبلوماسية لحزب الاتحاد الديمقراطي PYD، دارا مصطفى، قال تعليقاً على ذلك في تصريح خاص لـ (باسنيوز)، إن: «المشروع التركي الجديد يهدف إلى التغيير الديمغرافي في عفرين»، معتبراً أن ذلك «جزء مهم من السياسات التركية بحق الكورد تاريخياً، بل وبحق جميع شعوب الأناضول»، وتابع «فقد تم تفريغ الأناضول من سكانها الحقيقيين وتم إسكان العنصر التركي فيها»، مشيراً بهذا الخصوص إلى «الأرمن والسريان الذين كانوا يشكلون عنصراً أساسيا إلى جانب الكورد في شرق البلاد وكيليكيا»، مؤكدا على أنه «تم تفريغ وسط وغرب الأناضول (غرب الفرات) من الشعوب غير التركية»، حسب قوله.
وأردف مصطفى «بعد أن كان الكورد والأرمن هم الغالبية في تلك المناطق لم يبق أحد من الأرمن بعد المجازر المليونية بحقهم وأصبح الكورد أقلية هناك», منبّها إلى «استمرار هذه السياسات في منطقة لواء اسكندرون (هاتاي) المحاذية لعفرين في عهد الجمهورية التركية»، مشيراً إلى «جلب آلاف التركمان من جمهوريات آسيا الوسطى وخاصة أوزباكستان وإسكانهم في قرى الكورد التي تنتشر في كامل منطقة شرق اسكندرون، وكذلك في غرب اسكندرون على حساب العنصر العربي».
وأوضح أن الجمهورية التركية اليوم تكرر «سياساتها التهجيرية» في سوريا، بالقول: «فلم يعد خافياً على أحد فضيحة جلب آلاف الأيغور الأتراك من الصين إلى سوريا ولم يكن السبب هو الجهاد فقط، فقد جاء الأيغور بكامل عائلاتهم من الأطفال وحتى المسنين».
وحدات سكنية في بلدة قباسين الكوردية
وبين المسؤول في حزب الاتحاد الديمقراطي، أن «تركيا قامت بتهجير آلاف العائلات الكوردية من قرى شمال الباب بتهم مختلقة وكاذبة عدا عن الاعتقال والإعدام لزرع الخوف في قلوب الكورد وإجبارهم على الرحيل»، مشيراً إلى «بناء تركيا عشرات الوحدات السكنية في بلدة قباسين الكوردية لإسكان اللاجئين السوريين فيها والقادمين من مختلف المناطق السورية رغم وجود العديد من المدن العربية والتركمانية كالباب وإعزاز وإدلب».
الهدف
واعتبر مصطفى، أن المشروع التركي «جديّ» يهدف إلى إحداث التغيير الديموغرافي في عفرين، معللاً ذلك بالقول: «تركيا ترغب بالتخلص من اللاجئين السوريين الذين باتوا يشكلون عبئا سياسياً وأمنياً على تركيا، فمعظم هؤلاء هاجروا من مناطق معروفة بتشددها الديني ومبايعتها للتنظيمات الإسلامية الراديكالية» كما أن «معظمها غير مهنية وهذا ما سبب بازدياد نسبة الجريمة في تركيا»، واستدرك بالقول: «أما الفئات المتعلمة والأكثر ثقافة ومهنية فقد قامت تركيا بتجنيسهم لضمان ولائهم والاستفادة منهم اقتصادياً» حسب تعبيره.
ولفت إلى أن الهدف الآخر للتغير الديموغرافي هو «جعل منطقة عفرين منطقة موالية لتركيا كإعزاز و إدلب، ما سيجعلها قريبة جداً من تحقيق هدفها بالاستيلاء على حلب»، وأشار إلى أن السبب الأهم هو «ذعر تركيا من اقتراب الكورد من البحر»، حيث تعتقد تركيا أن ذلك «سيشجع الكورد على إعلان دولتهم من كوردستان العراق وصولاً إلى غرب كوردستان (كوردستان سوريا)، وبذلك ستفقد أهميتها السياسية الدولية، وستعصف بها الأزمات السياسية والاقتصادية, لذا نجد هذا التكالب التركي على عفرين بالذات».
ونوقش المشروع التركي الجديد من قبل أعضاء في البرلمان خلال جلسة اجتماع مغلقة، من أجل أن يعيش السوريون بعد إتمام المشروع في منازل دائمة، وفق وسائل الاعلام التركية.