نبض الرياضة :انديتنا في مأزق!

آخر تحديث 2018-02-04 00:00:00 - المصدر: صحيفة الرياضة العراقية

بقلم اكرام زين العابدين

تعد الاندية الرياضية من اهم معاقل صناعة الابطال في كل بقاع العالم لاسيما وان صناعة البطل تحتاج الى بيئة صالحة تتوفر فيها شروط الانجاز العالي والمتميز .

وتسعى دول العالم الى بناء الاندية بالشكل الصحيح من خلال تقديم الدعم الحكومي وتطوير الاستثمار واستغلال موارد النادي بالشكل الصحيح ، وتعد الاندية الموجودة ببعض الدول العربية ومنها النادي الاهلي في مصر اغنى من بعض مؤسسات الدولة ، من خلال الموارد المالية التي تمتلكها والاعداد الكبيرة للمنتمين لهذه المؤسسة الرياضية العريقة التي اسهمت في تطور الرياضة المصرية. اما في العراق فان الاندية الرياضية مازالت مشغولة بمن يديرها ولمن عائديتها وكيفية اجراء انتخاباتها والجهة التي تشرف عليها بغياب القانون المعطل ، بالرغم من الفقر والعوز المالي الكبير الذي تعاني منه والذي ينعكس سلباً على عدد الفعاليات الرياضية التي تمارس فيها ونتائجها المتراجعة .

ولن نستغرب عندما نسمع بان بعض اندية بغداد والفرات الاوسط (كربلاء والنجف والديوانية) تعيش حالة من الفقر المالي المتواصل مما يؤدي الى كثرة تغيير المدربين وكذلك ابتعاد اللاعبين عنها في المريكاتو الصيفي والشتوي .وللاسف لن نسمع يوماً عن خطط او حلول جديدة تسهم في انتشال هذه الاندية من وضعها السيء ، ولا نعرف كيف يرضى المحافظين والمسؤوليين الحكومين في المحافظات او غيرها على انفسهم بان يكون حال الرياضة فيها متراجعاً وبائساً مع العلم ان الرياضة تعد مجالاً رحباً وواسعاً يقضي من خلالها الشباب الذين يعدون اهم شريحة بالمجتمع ساعات بل ايام واشهر كثيرة من السنة في ممارستها . ومن الممكن استثمار حب وشغف الشباب بالرياضة بالشكل الصحيح والمساهمة في خلق مشاريع تشغل العديد من المجاميع الشبابية والانتاجية والتي تسهم في رقي المجتمع وتحريك الماء الراكد فيها وتسهم في القضاء على جزء من البطالة فيها .

ان بعض المحافظات العراقية ابتليت بمسؤولين لايحبون الرياضة ولايعرفون قيمتها الفعلية والحقيقية وتاثيرها على المجتمع ، لذلك فهم لايفرقون بين لعب الطوبة في الازقة والشوارع والتي يعدونها (لعب اطفال) وبين الرياضة الفعلية المنظمة ولاسيما رياضة الانجاز العالي التي تستقطب الرؤساء والشخصيات المهمة في المجتمعات المتطورة والراقية. ان على الدولة ان تكون واضحة وصريحة وان تنهي مرحلة سيطرة البعض على مقدرات الاندية الرياضة وتحت اي مسمى كان وان تشرع قوانين حقيقية للاستثمار في مجال الرياضة وبشرط ان تبعد عنها بعض الشخصيات التي اسهمت بخراب الرياضة واعادتها للعصور الوسطى من خلال اعتبار النادي ملك للعائلة والعشيرة ولبعض الاحزاب المتنفذة التي توفر الحماية مقابل الحصول على المال.

ان الرياضة للرياضيين ولابأس ان يدخل الرياضة اصحاب رؤوس الاموال من اجل الكسب المشروع بمقابل النهوض بالبنى التحتية بالاندية الرياضية التي مازالت تعيش وضعاً بائساً ، ولن تغرك بعض التغيرات التي اجريت على ارضيات الملاعب ومدرجاتها قبل اشهر عدة وانكشفت العيوب في فصل الشتاء وبات لون النجيل صحراوياً مما يؤكد ان الخلل مازال موجوداً .اننا سبق وان نبهنا لجنة التراخيص العراقية بان اغلب انديتنا بعيدة وغير جاهزة بالوقت الحالي للحصول على الرخصة التي تسمح لهم للمشاركة بالبطولات الاسيوية وزيادة الاستثمار فيها، لكن البعض كان مصراً بان انديتنا قطعت اشواط طويلة بالحصول على الرخصة العراقية والاسيوية ، لكن الامور انجليت بعد رفض الاتحاد الاسيوي تواجد العراق بدوري ابطال آسيا للموسم الحالي، وان الوضع سيكون اسوء بالعام المقبل اذا بقيت الامور على حالها ، وعلينا ان نجد حلول منطقية وان نبعد من لايستحق التواجد بالدوري الممتاز ، او نقوم بدمج بعض الاندية لكي نقلل الصرف المالي ونصل بالكرة والرياضة العراقية لبر الامان.