أنقرة تريد كسب ود واشنطن عقب زوبعة التهديدات التركية

آخر تحديث 2018-02-07 00:00:00 - المصدر: ميدل ايست

اسطنبول - قال وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو إن بلاده ستبلغ وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون إنه ينبغي للبلدين إصلاح الثقة المتبادلة بعدما تضررت بسبب سلسلة من الخلافات خاصة حول الأزمة السورية.

وتوترت العلاقات بين البلدين العضوين في حلف شمال الأطلسي بسبب الدعم الأميركي لوحدات حماية الشعب الكردية في سوريا والتي تعتبرها تركيا منظمة إرهابية لكنها تشكل جزءا رئيسيا في قوات تدعمها الولايات المتحدة وتقاتل تنظيم الدولة الإسلامية.

وتستهدف تركيا وحدات حماية الشعب في حملة برية وجوية في منطقة عفرين بشمال غرب سوريا بدأت قبل نحو أسبوعين.

وتعهد الرئيس التركي رجب طيب إردوغان بطرد الوحدات من منطقة الحدود الجنوبية لتركيا وهو ما يمكن أن يضع القوات التركية في مواجهة مع القوات الأميركية على الأرض في سوريا.

وقال وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو لتلفزيون خبر في مقابلة "ثقتنا تضررت. ينبغي أن نصلح الثقة بيننا. الاتصالات بيننا مهمة".

وأضاف "عندما يأتي تيلرسون سننقل إليه تلك الأفكار بكل إخلاص، سننقل إليه آمالنا".

وذكرت وسائل إعلام تركية في وقت سابق أن تيلرسون ومستشار الأمن القومي الأميركي إتش.آر مكماستر سيزوران تركيا في المستقبل القريب. ولم يذكر تشاووش أوغلو موعد الزيارة.

وتعتبر أنقرة وحدات حماية الشعب امتدادا لحزب العمال الكردستاني المحظور الذي تصنفه الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وتركيا منظمة إرهابية.

وقال تشاووش أوغلو "على الولايات المتحدة أن تتفهم مخاوفنا وتعالجها. أنتم تتعاونون مع هذه المنظمة الإرهابية عن علم. وهذا تهديد لنا".

استياء أميركي

قالت الولايات المتحدة إنها "منزعجة بشدة" لاعتقال تانر كيليتش رئيس منظمة العفو الدولية في تركيا مرة أخرى ودعت أنقرة إلى رفع حالة الطوارئ وحماية سيادة القانون.

وكان كيليتش من بين 11 ناشطا لحقوق الإنسان اعتقلتهم تركيا العام الماضي لما وصفتها منظمة العفو الدولية بأنها "اتهامات باطلة بالإرهاب". وقالت المنظمة إن كيليتش هو الوحيد من بين المجموعة الذي لا يزال محبوسا بعد مرور ثمانية أشهر على احتجازه.

وذكرت المنظمة أن السلطات التركية أطلقت سراح كيليتش بشروط الأسبوع الماضي لكن الادعاء استأنف ضد القرار وبعد قبول الاستئناف ألقي القبض عليه مرة أخرى قبل أن يصل حتى إلى منزله.

وقالت هيذر ناورت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية في إفادة صحفية إن الولايات المتحدة "منزعجة بشدة" لاعتقال كيليتش مجددا في أول فبراير شباط.

وأشارت إلى أن واشنطن تتابع قضية كيليتش عن كثب وكذلك القضايا ضد غيره من المدافعين عن حقوق الإنسان والصحفيين وقادة المجتمع المدني والسياسيين المعارضين المعتقلين بموجب حالة الطوارئ التي فرضتها تركيا بعد انقلاب فاشل على الرئيس رجب طيب إردوغان في 15 يوليو/ تموز 2016.

وقالت ناورت "ندعو الحكومة التركية إلى رفع حالة الطوارئ الممتدة وإطلاق سراح المعتقلين تعسفيا بموجب سلطات الطوارئ وحماية سيادة القانون". وأضافت أن حالة الطوارئ "جمدت حرية التعبير" وأثارت مخاوف بشأن استقلال القضاء.

وألقت تركيا القبض على ما يزيد عن 40 ألف شخص خلال العام التالي لمحاولة الانقلاب وأقالت 125 ألفا بينهم كثيرون في الشرطة والجيش والقضاء. ويلقي إردوغان باللوم في محاولة الانقلاب على فتح الله غولن رجل الدين المقيم في الولايات المتحدة. لكن كولن ينفي أي دور له في الانقلاب الفاشل.