الفنان التشكيلي عبد الباقي سليمان: الفن الكوردي مليء بجمال ومرارة الواقع

آخر تحديث 2018-02-11 00:00:00 - المصدر: باسنیوز

الفنان عبد الباقي سليمان، شاب طموح يعشق الألوان الزاهية والأوجه المتفائلة، يتحدى مرارة الألم والغربة.

سليمان، الآتي من تلك القرية الجزراوية الوادعة، قرية عابرة، ذات البيوت الطينية. وبالرغم من الألم، إلا أنه لم يستسلم لليأس، وكانت صناعة الأمل عنوان عطاءاته وإبداعه. (باسنيوز) أجرت معه حواراً تحدث فيه عن فنه والمحطات المهمة في حياته:

(باسنيوز): من هو الإنسان والفنان عبدالباقي سليمان؟

  • مواليد 1984 تولد قرية عابرة، كأي إنسان عاش في إحدى القرى غرب كوردستان، نشأ في بيت طيني في بيئة ريفية مليئة بألف قصة تروي حكايات كثيرة في زمن التواضع. أخذ ألوانه الزاهية تارة من ألوان الربيع والأمل المنتظر والألوان الداكنة من مرارة الحياة التي عاش فيها. درس الفنون الجميلة في دمشق. واستطاع إنتاج لوحته والألوان الخاصة به.

(باسنيوز): ماسبب كثرة اللوحات الصامتة لديك؟

  • بطبيعة الحال أرى لغة الصمت هي نفسها لغة التجريد. الصمت الحزين أو الصمت المتمثل في انتظار الشيء الصعب تحقيقه. وبالرغم من ذلك أرى أنها رسالة لكل إنسان مقهور ينتظر الأمل بفارغ الصبر.

(باسنيوز): ماهو سر تكرار لوحات نسائية في أعمالك؟

  • بالرغم من عظمة المرأة ونضالها الطويل إلا إنني أرى المرأة تمثيلاً لكل إنسان جميل بداخله لم يستطع مجابهة الحياة وإلتجا فقط إلى الوحدة والنظرة التأملية البعيدة.

(باسنيوز): نظرات اللوحات النسائية نظرات حزن وملل ووحدة مع نظرة تحدّ؟ّ  

  • تلك النظرة الحزينة والجميلة في نفس الوقت الدالّة على ظلم وقساوة الحياة وبنفس الوقت تقول من خلال نظراتها أنها تستطيع أن تفعل الكثير.

(باسنيوز): ماهي ألوانك المفضلة؟

  • الأزرق لأنني لم أستسلم لليأس يوماً والأمل دائماً كان عنواني، الأخضر أستمدها من ألوان الربيع .

(باسنيوز): لفتت ألوانك الزاهية نظري، فمن أين تستلهمها؟

  • الألوان الزاهية ألوان طفولتي أثناء اللعب في ربوع قريتي الريفية ورائحة الربيع تملىء ذاكرة قلب كل ضائع وهو الآن بعيد جدا.

(باسنيوز): ماهي أهم مواضيعك؟

  • أبحث عن مواضيع واقعية تعبيرية والكثير من الرسائل التي بقيت في قلوب الكثير من البشر. تتعلق بالواقع الكوردي الأليم.

(باسنيوز): أرى التفاؤل في أكثر أعمالك، فهل أنت متفائل فعلا؟ 

  • هناك دائماً فسحة ضوء في كل مكان مظلم ولايجب أن نهمل تلك الفسحة. نعم أنا متفائل دوما.

(باسنيوز): هل لقريتك عابرة أثر في لوحاتك؟

  • لقريتي الكثير الكثير من الأثر على لوحاتي. لأنني لم أنس يوماً طفلاً صغيراً استلهم الكثير من القصص وألف العديد من الروايات في حلمه وبقيت تلك القصص أحلاماً سريالية تدور في مخيلتي حتى الآن، أترجمها إلى لوحات فنية لتصبح رسالة أبعثها لكل بعيد عن الأمل.

(باسنيوز): أنت مشارك بكثير من المهرجانات، فما هو المهرجان المفضل لديك ولماذا؟

  • شاركت بالكثير من المهرجانات، مهرجاني المفضل كان عندما كنت أمثل شعباً لاجئا يبحث عن حياة أخرى. رسالة كل لاجىء في اليوم العالمي للاجىء.

(باسنيوز): إلى أي مدرسة تنتمي أعمالك؟

  • المدرسة التعبيرية والانطباعية في بعض الأحيان.

(باسنيوز): ماالذي شدّك إلى الفن التشكيلي؟

  • أنا أميل إلى الفن من الصغر أعتقد أنها هبة من الله سبحانه وتعالى، هذه الهبة فيها الكثير من الإلهام ربما أستمدها من الواقع تارة ومن الخيال الفني تارة أخرى. أشكر الله.

(باسنيوز): ماهو تقييمك للفن السوري بشكل عام والكوردي بشكل خاص؟

  • الفن السوري فن راق بكل معنى الكلمة أعتقد بأنه فن غير تقليدي يبحث دائما عن الجميل، واستطاع الفن السوري مواكبة الفن المعاصر وترجم الواقع باحتراف. الفن الكوردي مليء بجمال ومرارة الواقع وبنفس الوقت فيه الكثير من الترجمة واستطاع أيضا إنتاج لوحات بلغات ومدارس عديدة بسبب التعايش مع الكثير من الشعوب.

(باسنيوز): بماذا تحلم؟

  • أحلم بأن أصل إلى الأمل الموجود دائماً في كل لوحاتي. إلى تلك الفسحة من الضوء لأعود وأرسم تحت شجرة التوت في منزلي الطيني الريفي الجميل.أحلم بالسلام لجميع العالم.