زنار صبري عزم، أحد هؤلاء الجنود الذين كتبوا القصة القصيرة وواكبوا الحركة الثقافية والإبداعية، وأثارت كتاباته اهتمام المعنيين في حقل الثقافة عبر تصويره للواقع والبيئة والأرض والتاريخ والوطن.
صدرت له مجموعات قصصية: شرين ورحلة الأحزان، البركان، الغربة والضباب.
وسوف يصدر للمؤلف دراسة تاريخية عن الديانة الإيزيدية بعنوان: «الإيزيدية والجذور الأولى».
للشاعر ديوانين من الشعر، الأول بعنوان «من أنت ياشرين» والثاني «الحب والحرب»، وتمتاز كتاباته بالطابع الدرامي.
الكاتب من مواليد قامشلو، هاجر مرغما إلى أوربا وكتب السيرة الذاتية بعنوان «يوميات مغترب»، وهوعضو في اتحاد الأدباء الكورد وحصل على عدد من الجوائز التقديرية والتكريم من سويسرا ومن ألمانيا وأربيل وبريطانيا.
يقول الشاعر: «بكيت مرتين في حياتي، الأولى حينما ماتت أمي وكنت معتقلاً ولم أر أمي ..وفي المرة الثانية حينما حملت حقيبة الغربة ألوك الضياع أبحث عن عنوان ووطن».
فكان لـ (باسنيوز) معه هذا الحوار:
(باسنيوز) بم تحدثنا عن زنارعزم..الشاعروالكاتب؟
- طفولتي مشوشة..كومة من ذكريات فيها يترنح الشوق والحنين والقدر..عانقت أحلامي وتجاوزت أبواب الطفولة لم أكن شقيا أوبليدابل كثير الحركة كثيراللعب كثيرالتساؤل أكره البكاء وأكره الكذب والأحلام المرعبة وقرقعة الرعد متفوق في المراحل الدراسية الإعدادية والثانوية وحتى الجامعة كنت أقرأ كثيرا وأكتب خربشات طفولية نشرت معظمها في صحف متعددة وصدرت لي مجموعات قصصية قصيرة وقصائد وديوانين من الشعر وهي تحمل كل معاني التمرد والجرأة وكان الضبع يلاحقني وجند الخليفة يمنع عني الهواء وأن أرى زوجتي وأطفالي لم أنشد للسلطان يوماً ولم أكن بوقا للخليفة.أعزف أوجاع الوطن فوق أوتار فؤادي حصلت على مجموعات كثيرة من جوائز التقدير والتكريم في عدد من الدول الأوربية ومن أربيل وأعيش في ألمانيا وغادرت الوطن مكرها وأنا أبحث عن عنوان ووطن..
(باسنيوز) ماذا عن بيئتك الثقافية الأولى؟
- كتبت في المراحل الاعدادية والثانوية بعض الخربشات أقرب إلى الطفولة والبيئة والقرية والبيادر والسنابل والحب والصيف..تجاوزت نافذة الإبداع حينما نالت أول قصة قصيرة كتبتها نالت جائزة التقدير ولم أتوقع وكانت بعنوان الأبطال لايموتون وهي القصة القصيرة عن حرب الاستنزاف في فترة الثمانينات وكنت أحد أبطال القصة وصدر لي بعدها مجموعات قصصية وخواطر ومقالات ونشرت معظمها في الصحف اللبنانية أما الشعر فقد كنت مهتما أكثر لأنها لغة العصر وترسم الحدث من خلال القلم والموهبة وهذه الموهبة وليدة البيئة والأوجاع والفاقة ومن خلال أولئك الذين ولدوا وفي أفواههم ملاعق من خشب.
(باسنيوز) لماذا تسميتك بشاعر الأحزان؟
- كانت كتاباتي تعبير عن وطن حزين وشعب يلوك التهم الجاهزة والأوجاع في صمت..أرسم في رحلة البحث عن الأمل والحياة والهموم والحب والخبز والثقافة والحلم والأرض وحملت أوجاعي مبكرا ورحلت مكرها ومضيت تائها يبكي الربيع معي وكل أطيار الوطن وتركت البيادر ومواويل الصبايا وتغريدات أم تنشد ألحان المحبة كنت ملاحقا مطاردا..وفي بلاد الغربة كتبت عن وطن يحترق وعن الحب والسلام والحرية وفي الجامعة كتبت المرثية التي ترجمت لعدة لغات ونالت اهتمام المعنيين في حقل الثقافة والإبداع وبقيت تسمية شاعر الأحزان تلاحق كتاباتي وأنا أرسم معاناة شعب أوجاعه منذ ألف عام وهوالقدر الكوردي.
(باسنيوز) إلى أي درجة يستفيد الشاعر من ثقافته في إبداعه أي هل الثقافة وحدها أداة الإبداع؟
- للثقافة دور كبير والقراءة والمتابعة والإلهام له دور أكبر وهو عطاء رباني لكن هي الأوجاع التي ترسم خطوط الإبداع والتألق.. حينما حملت أوجاع الوطن بأعماقي ومضيت تائها وقد تحجرت دموعي بكيت الغربة وأنا أترك بيتي وحارتي وجيراني والضبع يلاحقني وجند السلطان يمنعون عني الهواء عبر ذلك الجرح كتبت التغريدة وعن الحب والسلام وعن التآخي والوطن.
(باسنيوز) هل تراجع الشعر أم تقدم؟
- الشعر لغة العصر ولغة الأوجاع يتكلم بها الشاعر عبرلغة الإبداع في الحب والوطن ويرسم الحدث ويدخل إلى قلب القارىء عبر لغة سهلة في التصوير والبلاغة والتالق..عبر تصوير الواقع والبيئة والأرض وعن معاناة الهجرة والغربة والضباب..الشعر حضارة ونافذة المجد لشعب وأمة ووطن.
(باسنيوز) أيهما أقرب إليك..زنار الشاعر أم زنار القاص وماهو طقسك الإبداعي؟
- كتبت الشعر ونشرت وحاولت أن أنقل كل أشعاري عبر مواقع التواصل والمواقع الإلكترونية والصحافة وأستطعت أن أزرع القصيدة في المراتب الأولى من القبول لدى القراء وقد صدر لي ديوانين من الشعر..وكتابة الشعر إلهام ووحي مع الحدث يسير وهناك الكثير من يستطيع أن يقرأ ولكن الكثير لايستطيع أن يكتب لأن القصيدة شعور وثقافة وإبداع ومتابعة وإلهام وكتابة الشعر يتطلب له ضوابط وقافية وثقافة وقبول ونجاح بعيدا عن الأخطاء وكتبت الشعر الوطني والرومانسي والكلاسيكي والحديثة نلت عدد من الجوائز وطرقت أبواب النشر ولقيت قبولا واسعا وتشجيعا أوسع ووجدت زنار الشاعر أقرب لي وأكثر إبداعا من زنار الكاتب ولدى القراء أيضا.
(باسنيوز) هل لمدينتك تربسبية أثر في أشعارك؟ وماذا عن تأثير ألمانيا عليك في أشعارك؟
- تربسبية..طفولة وكبرياء ووطن بقيت في أعماقي لغزا خالدا حينما حملت حقيبة السفر مثل نازح يبحث عن رصيف ينام عليه مرغما حملت الوطن الصغير تربسبية في أعماقي مع كل ذكريات الطفولة وبراءة الطفولة والكبرياء والشجر والماء والنهر وصراخ النسوة والمواويل والبيادر وصوت الطاحونة التي لاتزال تطن في أذني وكياني وبكيت بحرقة ومرارة وأحلم بالعودة وأرى الوطن الصغير تربسبية وأعيش في الوطن وأقف مع كل الأحبة الذين زرعوا الوطن في أجفانهم عن قرب وأكتب لجيل الجرح العميق عن حكاية شاعر عاش في غربة يبحث عن عنوان ووطن عبر رياح الغربة والضياع ولاشيء أغلى من الوطن.
(باسنيوز) أنت تكتب بالعربية...لم لاتكتب بلغتك الأم؟
- في زمن كان الضبع وجند الخليفة يمنعون عن الأمة الماء والهواء والتنفس وكل شيء حتى القراءة والكتابة في لغة الأم التي كانت محظورة لدرجة عميقة جدا والإعتقال والملاحقة والتاريخ الأسود لكل الحكومات المتعاقبة في الوطن وحتى الآن وكانت دراستي الجامعية كتبت خربشات والشعر والقصة القصيرة وكتبت أحيانا بلغة الأم ولكن ليس بدرجة الإبداع والتألق والإجادة عبر اللغة العربية وكانت الأقوى في الوحي والإلهام والإبداع من خلال متابعاتي وقراءاتي الكثيرة حين كان محرما علينا أقتناء أي حرف بلغة الأم والنظام يعيش في عقدة أوديب ملكا بحيث كانت اللغة الكوردية له ولاتزال البعبع الذي يخشى منها ومن تحقيق الحلم الكوردي وسيتحقق الحلم عاجلا أم آجلا.
(باسنيوز) كثرت القنوات الفضائية والمواقع الإلكترونية ..هل خدمت الشعراء والكتاب أم لا؟
- للقنوات الفضائية أثر كبير في خدمة الأمة ونقل الحدث الاخباري والفن والثقافة وهي نافذة حضارية متألقة للشعوب ونحن الكورد بحاجة لهذا الصرح الحضاري المتميز في نشر ثقافات الشعوب وجل ماأخشاه أن تتفرد القنوات الفضائية الكوردية إلى التحزب وما أكثر الأحزاب وبكل تأكيد لهذه القنوات فائدة عظيمة لنقل الخبر والحدث الكوردي باللغة الكوردية أما بقية المواقع الإلكترونية فهي ليست أقل شأنا من تلك القنوات الفضائية لكن هناك تقصير أن لم أقل أقل اهتماما بدور الشاعر والشعراء وأتمنى من هذه المواقع والقنوات أن تزيد اهتمامها بالشعر والشعراء وأحتضان مواهب هذه الباقة من المثقفين لوطن هو بحاجة إلى القلم والبندقية معا.
(باسنيوز) ماذا عن مشاريعك الأدبية المقبلة؟
- أنا في صدد أصدار الدراسة التاريخية عن الديانة الايزيدية بعنوان..الايزيدية والجذور الأولى وبصدد كتابة السيرة الذاتية بعنوان ..يوميات مغترب..وديوان من الشعر قيد الإنجاز حاليا.