أكثر من 100 قتيل خلال 24 ساعة ...
على ما يبدو أنه تمهيد لاقتحام واسع من قبل قوات النظام السوري وميليشياته بتغطية روسية لغوطة دمشق الشرقية المحاصرة، شنّ النظام خلال الساعات الـ 24 الماضية حملة غير مسبوقة من القصف الصاروخي والمدفعي والجوي على مدن وبلدات الغوطة، ما أوقع أكثر من 100 قتيل جلهم من الأطفال والنساء.
ومهدت موسكو لتصعيد النظام، على لسان وزير الخارجية سيرغي لافروف الذي قال إن «تجربة تحرير مدينة حلب من الإرهابيين قابلة للتطبيق في الغوطة الشرقية جنوب دمشق ضد مسلحي (جبهة النصرة) الإرهابية»، معتبراً أن جبهة النصرة جعلت من المدنيين «دروعاً بشرية»، مشدّداً أن «الجيش السوري والقوات الروسية المساندة ستواصل العمل للقضاء على النصرة والفصائل المتحالفة معها».
وسيطر النظام السوري على مدينة حلب بالكامل بدعم من روسيا وإيران في أواخر 2016 بعد سنوات من القتال وشهور من الحصار انتهت بانسحاب دموي للمعارضة.
ويواصل النظام لليوم الثاني على التوالي استهداف المناطق السكنية في الغوطة الشرقية، بعشرات الغارات الجوية.
واكتظت مشافي الغوطة الشرقية بالمصابين وبينهم الكثير من الأطفال، في منطقة تعاني من نقص حاد في المواد والمعدات الطبية جراء الحصار المحكم الذي تفرضه قوات النظام عليها منذ 2013.
ويقول عمال الإغاثة إن هجمات النظام استهدفت طرقاً رئيسية فى المنطقة، الأمر الذى سيعرقل أي مساعدات أو عمليات إنقاذ ويعرقل حركة سيارات الإسعاف.
وارتفع عدد القتلى بسبب إصابة المرافق الطبية أيضاً. وقد أصيبت أربعة مستشفيات مؤقتة، بما فيها منشأة للولادة، أمس الاثنين.
وأسفر قصف النظام خلال الساعات الـ 24 ساعة الماضية على مدن وبلدات الغوطة الشرقية، عن مقتل 112 مدنياً، جلهم من النساء والأطفال، وفق ما وثقت مصادر حقوقية سورية، معتبرة أن النظام يمارس «حملة إبادة ممنهجة» في الغوطة.
كما تسبب القصف، وفق المرصد السوري لحقوق الإنسان بإصابة نحو 450 آخرين بجروح.
ويعيش في الغوطة الشرقية نحو 400 ألف شخص تحت حصار قوات النظام للعام الخامس.
وكانت دمشق قد جلبت خلال اليومين الماضيين، تعزيزات عسكرية من أرياف حماة وإدلب إلى أطراف الغوطة الشرقية لاقتحامها.
وكان منسق الأمم المتحدة الإقليمي للشؤون الإنسانية في سوريا بانوس مومتزيس، قال إن استهداف المدنيين في الغوطة الشرقية «يجب أن يتوقف حالاً»، في وقت «يخرج الوضع الإنساني عن السيطرة». وتابع «الكثير من السكان ليس لديهم خيار يذكر سوى الاحتماء في الملاجئ والغرف الحصينة تحت الأرض مع أبنائهم».
وتربط مصادر إعلامية بين ملفي عفرين والغوطة الشرقية، من حيث علاقة تركيا بالفصائل الإسلامية في المعارضة، ورغبة دمشق بمساومة أنقرة بصدد هاتين المنطقتين، مع الأنباء والتصريحات الأخيرة من قبل النظام حول دخول عفرين لصد الهجوم التركي.