ما ردع أوباما عن مهاجمة إيران سيردع ترامب

آخر تحديث 2018-02-20 00:00:00 - المصدر: ارنا

اولي هذه الفضائح الفضيحة الكبري التي فجرها وزير الخارجية الامريكي السابق جون كري في كلمة له امام المؤتمر عندما كشف في معرض دفاعه عن الاتفاق النووي بين ايران ومجموعة 5+1 ، عن ان الملك السعودي السابق عبدالله بن عبد العزيز والرئيس المصري حسني مبارك طلبا من امريكا قصف ايران كحل وحيد لقضية النووي الايراني ، وهو الطلب الذي رفضت اداره الرئيس الامريكي السابق باراك اوباما تنفيذه ، لانه لن يقضي علي البرنامج النووي الايراني ، كما اكد جون كري امام المؤتمر.
هذا الاعتراف الامريكي الصريح عن رفض السعودية ، لاعتماد الدبلوماسية والحوار مع ايران لحل قضية البرنامج النووي الايراني ، والضغط بالمقابل علي واشنطن لقصف ايران ، افسد علي وزير خارجية السعودية عادل الجبير مهمته في تقديم بلاده علي انها “حمامة سلام” تكافح “الارهاب الايراني”.
فضيحة جون كري كشفت ايضا عن ان ايران ، التي تتهمها السعودية و”اسرائيل” ليل نهار ، بانها تهدد امن واستقرار المنطقة والعالم ، هي من اكثر الدول تمسكا بالحوار والدبلوماسية لحل القضايا والازمات التي تهدد امن واستقرار المنطقة والعالم.
من فضائح مؤتمر ميونيخ ايضا ، الضجة المفتعلة حول الجهة التي ارسلت الصواريخ الي حركة انصار الله والجيش في اليمن ، بينما خيم صمت اشبه بصمت القبور علي المشاركين في هذا المؤتمر ازاء مئات الالاف من الصواريخ والقنابل الغربية والامريكية ، التي تتساقط ليل نهار ومنذ 3 اعوام علي الشعب اليمني الاعزل ، واسفرت عن مقتل الالاف من الاطفال والنساء ، ونشرت المجاعة والامراض والاوبئة بين الشعب اليمني.
ومن فضائح مؤتمر ميونيخ فضيحة رئيس وزراء “اسرائيل” بنيامين نتنياهو الذي عرض قطعة من الحديد الخردة علي انها جزء من طائرة ايرانية بدون طيار ، مهددا كالعادة ايران ، بينما فات المشاركين بالمؤتمر ان يطلبوا منه عرض القنابل والصواريخ والاسلحة المحرمة دوليا التي استخدمها ضد المدنيين في لبنان وغزة ، وارتكب ابشع المجازر بحق الاطفال والنساء وهم في الملاجئ والمدارس.
بعد اعترافات جون كري حول الضغوط التي مارستها السعودية علي ادارة اوباما لقصف ايران ، بات واضحا ان هذه الضغوط تمارس الان وبإصرار اكبر علي ادارة ترامب ، لا سيما بعد ان اظهر الاخير عداء هستيريا ضد ايران ، وهو ما انعش آمال السعودية و”اسرائيل” في تحقيق حلمهما الاثير بقصف ايران.
من نافلة القول ان رفض ادارة اوباما قصف ايران لم يكن من باب الحكمة او الانسانية او المسؤولية الدولية ، فكل هذه القضايا لا اعتبار لها في قاموس السياسة الامريكية ، فامريكا لا تتواني لحظة واحدة عن استخدام القوة العسكرية اذا ما كانت مضمونة النتائج ، وهو ما اعترف به اوباما اكثر من مرة بقوله انه يتمني تفكيك اخر مسمار في البرنامج النووي الايراني ، الا ان مثل هذا الامر غير واقعي.
عدم واقعية القضاء علي البرنامج النووي الايراني باستخدام القوة العسكرية يعود الي عدة اسباب منها ؛ قوة الردع الهائلة التي تمتلكها ايران ، وانتشار البرنامج النووي الايراني علي امتداد الجغرافيا الايرانية ، وامتلاك العلماء الايرانيين لناصية التقنية النووية.
هذه الحقيقة التي غفلت وتغفل عنها السعودية و “اسرائيل” ، مازالت قائمة ، والقدرات العسكرية والاستخباراتية لامريكا في عهد ترامب هي هي كما كانت في عهد اوباما ، والعوامل التي دفعت اوباما مضطرا للجلوس الي طاولة المفاوضات مع ايران ، هي التي ستضطر ترامب للقيام بنفس الفعل عاجلا ام اجلا ، وعلي السعودية ان لا تضع نفسها في خانة واحدة مع “اسرائيل” ، فالهدف الاول والاخير لكل الضجيج الذي يثيره ترامب واعضاء ادارته حول ايران ، هو شفط ما تبقي في الخزينة السعودية من اموال.
المصدر: شفقنا . بقلم:ماجد حاتمي
إنتهي**1110**