رغم التطور والحداثة في إنشاء المدن والأحياء السكنية، مازال ‹طعس نعومي›، الحي اليهودي القديم في الفلوجة بمحافظة الأنبار، محافظاً على تاريخه والمعالم القديمة ضمن البيوتات والأزقة والحارات التي لم تتغير على مدار السنوات الماضية.
وقال الحاج محمد الجريصي، أقدم مختاري حي ‹طعس نعومي› في الفلوجة، والبالغ من العمر 60 عاماً لمراسل (باسنيوز)، إن «طعس نعومي من أقدم الأحياء في الفلوجة، وجاءت هذه التسمية على خلفية وفاة الرجل اليهودي نعومي والذي كان يسكن الحي ودفن في المقبرة القديمة مع عشرات الأسر اليهودية التي كانت تسكن بمنطقة طعس نعومي ويعملون بمهن مختلفة».
وأضاف، أن «أهالي طعس نعومي لم يغيروا اسم الحي الذي هو من اسم الرجل اليهودي لأنه كان من أقرب الأصدقاء لأهالي الفلوجة ومعه شخصيات يهودية كثيرة كانوا يعملون بالتجارة وبيع الأقمشة والملابس وبيع المصوغات الذهبية».
فيما أكد الشيخ سالم المحمدي، أحد شيوخ عشائر الفلوجة، لمراسل (باسنيوز)، أن «طعس نعومي حين تتجول فيه تعود بالذاكرة إلى عشرات السنين للوراء، بعد مشاهدة البيوت القديمة والأزقة الضيقة التي لم تتغير جراء الحداثه والبناء المتطور الذي لم يؤثر على تقاليد وعادات سكان الحي».
واوضح «طعس نعومي هو بداية نشوء الفلوجة القديمة القريبة من جامع الفلوجة الكبير القريب من نهر الفرات وفيه سكن وترعرع اليهود، وكانت العلاقات جيدة بينهم وبين أهالي المدينة، وهناك معبد قديم لليهود تعرض للدمار خلال سيطرة داعش الإرهابي على المدينة".